اقتحمت مجموعات كبيرة من المستوطنين، فجر الأربعاء، المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل المحتلة وسط حراسة أمنية مشددة ، حيث اقتحم 3000 مستوطن الحرم  الإبراهيمي لأداء صوات تلمودية، في حين داهمت قوات الاحتلال مخيم الفوار قرب الخليل وقامت بإغلاق مطبعه فلسطينية بتهمة التحريض وتم اعتقاله مالكها الفلسطيني ونقله للتحقيق، وفي سياق متصل شنّت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر الأربعاء، حملة مداهمات واعتقالات في مناطق مختلفة من الضفة الغربية المحتلة، أسفرت عن اعتقال 14 مواطنًا؛ بينهم صحافي ومسعف بالهلال الأحمر الفلسطيني.

وقالت مصادر محلية في مدينة الخليل إنّ قوّة عسكرية من جيش الاحتلال اعتقلت المصور الصحافي نضال النتشة بعد اقتحام منزله في مدينة الخليل، إضافة إلى اعتقال مدير الإسعاف والطوارئ بالهلال الأحمر الفلسطيني عايد محمد سالم دودين بعد اقتحام منزله في مدينة دورا، وأوضحت المصادر أنّ دودين أسير محرر قضى نحو 15 عامًا في سجون الاحتلال، وهو شقيق للأسير المحرر المبعد إلى قطر موسى دودين، كما اقتحمت قوّة أخرى قرية الطبقة جنوب مدينة دورا واعتقلت الأسير المحرر رائد حمدان، إضافة إلى اعتقال الأسير المحرر خالد الفسفوس عقب اقتحام منزله.

واعتقلت قوّات الاحتلال الشاب عبد الله القصاص (25 عامًا) بعد اقتحام منزله في مخيم الفوار جنوب الخليل، وحسب الإعلام العبري فإنّ الاحتلال اعتقل عددًا من الشّبان في اقتحامات ومداهمات شنّتها بأنحاء متفرقة من الضّفة، وادّعى أنّ كامل المعتقلين مطلوبون لأجهزة الاحتلال الأمنية، مشيرًا إلى تحويلهم للتحقيق لدى الجهات الأمنية، وخلال ساعات الفجر، أعلن الاعلام العبري أنّ نحو 3 آلاف مستوطن أدوا "صلوات" وطقوسًا في باحات المسجد الإبراهيمي في الخليل.

وكان الاحتلال شددّ من وتيرة إجراءاته في محيط محافظة الخليل ومداخلها تزامنًا مع قدوم آلاف المستوطنين للمدينة لأداء طقوسهم، وفي مخيم العروب شمال الخليل، نفذت قوّات الاحتلال عمليات تمشيط موسعة في أحياء المخيم، وجرى تصوير عدد من المركبات من نوع "فيات بنتو" وحطموا معظمها داخل المخيم، ووزع الاحتلال بيانات على السكان يدّعي فيها أنّه يعمل على البحث عن مطلقي الرصاص صوب مركبة للمستوطنين قرب مستوطنة "كرميتسور" القريبة.

وفي نابلس، ذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال اقتحمت بلدة عوريف جنوب المدينة، واعتقلت الشاب علاء السقا، وهو من مخيم بلاطة وسكان عوريف.
كما اقتحمت بلدة سبسطية شمال نابلس، وداهمت عددًا من المنازل في منطقة البلد والواد، عرف منها منازل يسر الأزهري، وبادي غزال، ومحمد العوض، ومعتصم علاوي، وحسن بحلق، ومحمد عبد الرؤوف حواري.وقام جنود الاحتلال قاموا بتصوير بعض المنازل، وتم التحقيق ميدانيًا مع بعض أفرادها.

واندلعت مواجهات في البلدة أطلق خلالها الجنود قنابل الصوت والقنابل المضيئة، كما أنزلوا العلم الفلسطيني عن تلة عيسى في المنطقة الأثرية، ورجحت المصادر أن يكون سبب هذه المداهمات هو وصول ضابط مخابرات جديد للمنطقة.

وفي جنين، اقتحمت قوات الاحتلال فجرًا بلدة قباطية جنوب المدينة، واعتقلت ثلاثة مواطنين ونكلت بهم وبعائلاتهم في ظل حملات اعتقال متلاحقة ضد شبان البلدة، وقال شهود عيان إن الاعتقالات شملت كل من محمد زكارنة، وفادي زكارنة، وباسم كميل، حيث تم تفتيش منازلهم والعبث بمحتوياتها، وأشار مواطنون إلى انتشار قوات الاحتلال في أحياء البلدة المختلفة؛ كما انتشرت كذلك على امتداد شارع الناصرة المؤدي إلى معبر الجلمة حتى وقت مبكر من صباح الأربعاء.