غارات جوية جديدة لطائرات التحالف الدولي تستهدف مواقع "داعش"

استهدفت صواريخ القوات الحكومية السورية والقوات الإيرانية مساء الأربعاء، أماكن في بلدة "هجين" الخاضعة لسيطرة تنظيم "داعش" عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات في الريف الشرقي لدير الزور، حيث تأتي عملية القصف هذه، كرد أو انتقام للهجوم الذي نفذه التنظيم قبل ساعات على مواقع الإيرانيين والقوات الحكومية السورية وحلفائها عند الضفة الغربية لنهر الفرات.

ورصد المرصد السوري لحقوق الانسان، اشتباكات عنيفة تدور على محاور في بادية قرية الدوير بريف ديرالزور الشرقي عند الضفاف الغربية لنهر الفرات، بين القوات الإيرانية والقوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها، وتنظيم "داعش"، في هجوم مباغت ينفذه عناصر التنظيم على مواقع القوات الحكومية السورية وحلفائها، وسط استهدافات وقصف متبادل، ومعلومات مؤكدة عن خسائر بشرية بين طرفي القتال.

وتأتي الهجمات هذه على الرغم من التحصينات الكبيرة التي تعمد القوات الإيرانية والقوات الحكومية السورية إلى تنفيذها وتأمين مواقعها، حيث نشر المرصد السوري منذ ساعات، أن القوات الإيرانية المتواجدة في الريف الشرقي لدير الزور عند الضفاف الغربية لنهر الفرات، واصلت عمليات تحضين مواقعها ونقاطها تحسباً لأي هجمات معاكسة قد ينفذها تنظيم "داعش" على القوات الإيرانية والقوات الحكومية السورية وحلفائها ، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان مواصلة القوات الإيرانية بزرع العبوات والألغام على طول الضفة الغربية لنهر الفرات حيث يتواجدون، في إطار عمليات التحصين للحد من تكرار الهجمات التي يعمد لها التنظيم عبر عبور نهر الفرات من الضفة الشرقية إلى الضفة الغربية. كما تأتي عملية التحصين هذا مع الترقب لانطلاق عملية "قسد" البرية الكبرى في شرق الفرات.

وواصلت القوات الحكومية السورية والقوات الإيرانية وحلفاؤها، إرسال التعزيزات العسكرية خلال الـ 24 ساعة الفائتة، إلى منطقة البوكمال، تحسباً لأي هجوم معاكس قد يقوم به تنظيم “داعش” لإيجاد وجهة ومكان جديدين له، كما تحاول هذه القوات تحصين مواقعها في غرب نهر الفرات، بالتزامن مع العملية العسكرية التي يجري تحضيرها من قبل التحالف وقسد ضد التنظيم بشرق نهر الفرات، بعد الخروقات التي شهدتها من عمليات تسلل مجموعات التنظيم عبر النهر من ضفافه الشرقية إلى الغربية منها، للانتقال نحو البادية، ومن ثم تنفيذ هجمات معاكسة ضد مواقع الإيرانيين والنظام وبقية الميليشيات في القرى والمواقع والمدن والبلدات الممتدة من جنوب مدينة دير الزور وصولاً إلى البوكمال على الحدود السورية العراقية.

وكان حصل المرصد السوري لحقوق الإنسان على معلومات من عدد من المصادر الموثوقة، في الأيام الفائتة، أكدت بأن الحرس الثوري الإيراني افتتح باب "التطويع" في صفوف قواته العاملة على الأراضي السورية ضمن محافظة دير الزور. وأكدت المصادر أن هذه هي المرة الأولى التي يجري فيها التطوع ضمن صفوف قوات الحرس الثوري الإيراني، حيث كان التطوع سابقاً يشمل فقط الميليشيات الممولة إيرانياً والمدعومة من القوات الإيرانية، كميليشيات حركة النجباء وأبو الفضل العباس وحزب الله.

الحرس الثوري الإيراني ينظم عملية تطويع داخل سورية

ولفتت المصادر الموثوقة، الى أن عملية التطويع بدأت بإقبال ملحوظ من قبل سكان ريف دير الزور وبات عدد المتطوعين بالمئات، إذ تشمل عملية التطوع كلاً من المنشقين السابقين عن القوات الحكومية السورية والراغبين بتسوية أوضاعهم، بالإضافة الى مقاتلين سابقين في صفوف خصوم الحكم السوري. وتحدثت المصادر للمرصد السوري عن أن عملية إغراء المواطنين، والمتطوعين تأتي عبر راتب شهري يبلغ 150 دولار أمريكي، وتخيير في عملية انتقاء مكان الخدمة بين الذهب للجبهات أو البقاء في مركز التدريب بغرب نهر الفرات، بالإضافة للحصانة من القوات الحكومية السورية ومن الاعتقال.

كما أكدت المصادر الموثوقة أن الإيرانيين أقاموا حسينية ومزاراً في منطقة نبع عين علي الواقعة ما بين الميادين ومحكان، حيث رصد المرصد السوري مجيء حافلات تقل إيرانيين من "الزوار الشيعة" من إيرانيين وسوريين وعراقيين، وإقامتهم لشعائر مذهبية شيعية في المنطقة التي تشهد تواجداً عسكرياً كبيراً للقوات الإيرانية، كذلك تنتشر القوات الإيرانية في المنطقة الممتدة بين سوق الأغنام وقلعة الرحبة في الميادين، وتتواجد فيها قوات عسكرية، والتي تمنع دخول وخروج أحد إليها من غير الإيرانيين مدنياً كان أم عسكرياً، وسط تواجد حراسة مشددة وتحليق دائم للطائرات المسيرة في سماء المنطقة.

كما رصد المرصد السوري تواجداً للقوات الإيرانية في ريف مدينة سلمية، بالقطاع الشرقي من ريف حماة، في مراكز تدريب ومراكز تطويع في الصبورة ومناطق أخرى من ريف حماة، مع تواجد اسبق لها في اللواء 47 بريف حماة، كما تتواجد في ريفي حلب الشمالي والشمالي الغربي وفي خطوط تماس مع الفصائل بريف حلب الجنوبي، والبادية السورية ومناطق سورية أخرى من أرياف حمص وحماة وريف دمشق،

غارات جوية متواصلة تنفذها طائرات التحالف ضدَّ "داعش"

وتواصل طائرات التحالف الدولي تحليقها في سماء الريف الشرقي لمحافظة دير الزور، حيث الجيب الأخير لتنظيم "داعش" عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، بالتزامن مع تنفيذها ضربات جوية بين الحين والآخر، مستهدفة مواقع ونقاط التنظيم ضمن الجيب الأخير له في المنطقة، تترافق مع استمرار الضربات الصاروخية من قبل "قسد" التي تواصل بدورها استكمال تحضيراتها لشن هجوم بري أخير ضمن المعركة الكبرى المنتظرة لإنهاء تواجد التنظيم في المنطقة.

وكان المرصد السوري نشر منذ ساعات، أنه "قوات سورية الديمقراطية" تواصل تحضيراتها واستعداداتها العسكرية تمهيداً للبدء بالعملية العسكرية الكبرى التي من المنتظر أن تبدأ في أي لحظة على الجيب الأخير المتبقي تحت سيطرة تنظيم "داعش" عند الضفاف الشرقية من نهر الفرات، العملية العسكرية البرية التي كانت من المفترض أن تبدأ  قبل أيام، اقتصرت خلال هذه الأيام على القصف الجوي والبري دون أي هجمات برية. ورصد المرصد السوري تجدد الضربات الجوية من قبل طائرات التحالف الدولي مستهدفة مواقع ونقاط التنظيم ضمن جيبه الأخير في هجين والسوسة وشرق حقل التنك النفطي، الأمر الذي تسبب بمزيد من الخسائر البشرية في صفوف التنظيم، إذ ارتفع إلى 21 بينهم قيادي محلي، عدد قتلى تنظيم “داعش” ممن قتلوا جراء ضربات التحالف الجوية خلال الـ 24 ساعة الفائتة في كل من هجين والسوسة، وسط معلومات عن مزيد من القتلى في محيط حقل التنك النفطي.

خروقات متصاعدة ضمن المنطقة منزوعة السلاح ومناطق الهدنة

لا تزال الخروقات تتسيد المشهد ضمن مناطق الهدنة التركية الروسية والمنطقة منزوعة السلاح. ورصد المرصد السوري مزيداً من هذه الخروقات مساء أمس الأربعاء ، حيث تجددت عملية الاستهدافات بين القوات الحكومية السورية وفصائل جهادية بمحاور في ريف اللاذقية الشمالي. وفي حلب قصفت القوات الحكومية مساء أماكن في منطقة البحوث العلمية والراشدين بضواحي حلب الغربية، في حين جرت اشتباكات وعملية بتادل إطلاق نار في محور المصاصنة بالريف الشمالي الحموي، بين القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها من جهة، وفصائل عاملة في المنطقة من جهة أخرى، وسط قصف واستهدافات متجددة من قبل القوات الحكومية السورية يستهدف أماكن في أطراف ومحيط اللطامنة وكفرزيتا والصخر والجيسات بالريف ذاته، كذلك استهدفت الفصائل مواقع سيطرة القوات الحكومية السورية في محور الحماميات شمال حماة، فيما وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل عنصراً من القوات الحكومية السورية برصاص قناص فصيل جيش العزة بمحور المصانة في الريف الشمالي لحماة، ليرتفع إلى  22 عدد عناصر القوات الحكومية السورية وحلفائها ممن قتلوا ضمن المنطقة منزوعة السلاح في أرياف حماة واللاذقية وإدلب وحلب، خلال عمليات قصف واستهدافات واشتباكات مع الفصائل.

ونشر المرصد السوري منذ ساعات، أن القوات الحكومية السورية واصلت عمليات قصفها الصاروخي على مناطق في الريف الشمالي الحموي ضمن المنطقة منزوعة السلاح، إذ جددت القوات الحكومية السورية استهدافها بالقذائف المدفعية على أماكن في في محيط  بلدة اللطامنة وقريتي معركبة وتل الصخر شمال حماة، في خرق جديد ومستمر لهدنة الأتراك والروس، حيث كان المرصد السوري نشر قبل ساعات أنه تشهد محاور في جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي ضمن المنطقة منزوعة السلاح، استهدافات متبادلة بين القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها من طرف، وفصائل جهادية عاملة في المنطقة من جهة أخرى، في حين جددت القوات الحكومية السورية استهدافها برشاشاتها الثقيلة على مناطق في محيط بلدة اللطامنة وقرية تل الصخر ترافق مع قصف مدفعي من قبل القوات الحكومية السورية على أطراف اللطامنة ومناطق أخرى في محيط قرية معركبة الواقعتين ضمن المنطقة منزوعة السلاح في ريف حماة الشمالي، وذلك في إطار استمرار الخروقات ضمن الهدنة الروسية التركية، دون أي رادع أو تدخل للأطراف الضامنة لهذه الهدنة المزعومة.

وكان المرصد نشر صباح أمس، أن الخروقات استمرت ضمن الهدنة التركية الروسية والمنطقة منزوعة السلاح، حيث رصد قصفاً صاروخياً نفذته القوات الحكومية السورية على بلدة المنصورة بريف حلب الغربي بعد منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء، كما استهدفت القوات الحكومية السورية بالرشاشات الثقيلة أماكن في قرية معركبة بالريف الشمالي الحموي، دون أنباء عن خسائر بشرية حتى اللحظة، في حين قضى مقاتل من الفصائل المقاتلة جراء استهداف القوات الحكومية السورية لأحد نقاط الفصيل في منطقة حيان بريف حلب الشمالي، ليرتفع إلى 46 على الأقل ممن قضوا واستشهدوا في اشتباكات وقصف لالقوات الحكومية السورية على الريف الشمالي والشمالي الغربي من حلب وعلى ريف إدلب والريف الحموي، منذ تطبيق اتفاق المنطقة العازلة منزوعة السلاح في الـ 17 من أيلول / سبتمبر الفائت.