رام الله-فلسطين اليوم
جدّدت الرئاسة الفلسطينية، مساء الأربعاء، مطالبتها بريطانيا بـ"الاعتذار" عن إصدار "وعد بلفور" المشؤوم، والذي مهد لقيام دولة إسرائيل العنصرية، وتصحيح ذلك عبر الاعتراف بدولة فلسطين، وتعويض شعبها سياسيًا وماديًا ومعنويًا. وقالت الرئاسة، في بيان إن "الشعب الفلسطيني عانى جراء هذا الوعد، من العديد من الكوارث، كانت على رأسها نكبة العام 1948، التي شردت معظم سكان البلاد الأصليين من بيوتهم".
وأضاف البيان: "منذ ذلك الحين، لم تتوقف معاناة وعذابات أبناء الشعب الفلسطيني، أكان ذلك داخل ما تبقى من أرض فلسطين، التي يمضي اليوم أيضًا 50 عامًا على احتلالها منذ عام 1967، أو في مخيمات المنافي والشتات". وحملت الرئاسة الفلسطينيةالحكومة البريطانية، التي أصدرت "وعد بلفور"، والحكومات البريطانية اللاحقة والحالية، المسؤولية عما لحق بالشعب الفلسطيني من تشريد ومعاناة متعددة الأشكال.
واعتبرت الرئاسة أن "ما يثير الغضب هو أن الحكومة البريطانية، اليوم، تصر على الاحتفال بالذكرى المائة لإصدارها وعد بلفور المشؤوم، إمعانًا في إشهار وتأكيد سياساتها الاستعمارية ضد شعبنا الفلسطيني". وتابعت: "نكرر مطالبة الحكومة البريطانية بالاعتذار العلني للشعب الفلسطيني عن إصدار وعد بلفور، وتحمل تبعات إصدار هذا الوعد، وذلك بتعويض الشعب الفلسطيني سياسيًا وماديًا ومعنويًا، والاعتراف بدولة فلسطين، وإنهاء الاحتلال". وأشارت إلى أن الفلسطينيين سيستخدمون كافة السبل السياسية والقانونية المتاحة، في مطالبة الحكومة البريطانية بتحمل المسؤوليات الناجمة عن إصدار هذا الوعد، من دون تفصيل تلك السبل.
وسط ذلك، شارك ناشطون فلسطينيون على مواقع التواصل الاجتماعي في مدينة إسطنبول التركية، أمس الأربعاء، بالتغريد بشكل موحد باستخدام وسم "Balfour100" للتنديد بوعد بلفور. وطالبت التغريدات التي تأتي في سياق حملة للتنديد بوعد بلفور، انطلقت في منتصف سبتمبر/أيلول الماضي في قرابة 25 دولة، بأن تعتذر بريطانيا للفلسطينيين عن وعد بلفور، الذي تحل ذكراه الـ100 غدا الخميس.
واستخدم المغردون في حملتهم التي شارك فيها أيضا نشطاء من أكثر من 25 دولة حول العالم، خمس لغات هي الإنجليزية، والتركية، والعربية، والفرنسية، والإسبانية. وقال محمد المدهون، منسق الحملة التي تحمل اسم "بلفور.. مئوية مشروع استعماري"، إن "الحملة نظمت العديد من الفعاليات، ووصلت حاليا لأكثر من 80 فعالية حول العالم، كان جزءاً كبيراً منها في أوروبا وبعض الدول العربية".
وأضاف المدهون، للأناضول، على هامش حملة التغريد التي نظمت في "مقهى روملي"، بمدينة اسطنبول، "اليوم ذروة الحملة التي بدأت منتصف سبتمبر الماضي، وهذه الذروة كانت من خلال التغريد على هاشتاغ موحد". وأشار إلى وجود 25 غرفة حول العالم لا سيما في أوروبا ودول عربية وتركيا، يغرد منها ناشطون تنديدا بوعد بلفور.