جانب من الأحداث في قطاع غزة

بعد أكثر من 15 شهرًا من الحرب الدامية التي أثقلت كاهل غزة والمنطقة بأسرها، يعبر الفلسطينيون والإسرائيليون عن تفاؤل حذر بإبرام اتفاق وشيك لوقف إطلاق النار، يتضمن إطلاق سراح الرهائن المحتجزين. هذا الاتفاق المحتمل، الذي تجرى بشأنه محادثات حساسة وغير مباشرة في الدوحة، يثير آمالًا بين العائلات الفلسطينية والإسرائيلية التي عانت الأمرين من الصراع المستمر.
آمال في غزة وسط الدمار

في رسالة صوتية أرسلتها لبي بي سي، عبرت "سنابل"، فتاة فلسطينية تبلغ من العمر 17 عامًا، عن شعورها الذي يختلط فيه الأمل بالخوف، قائلة: "لا أصدق أنني ما زلت على قيد الحياة لأشهد هذه اللحظة. كنا ننتظر هذه الخطوة بفارغ الصبر منذ بداية الحرب". وأضافت أنها تتطلع إلى إعادة بناء حياتها واستعادة روابطها الأسرية مع أقاربها الذين نزحوا إلى جنوب القطاع.

لكن، كما أكدت سنابل، يبقى الخوف حاضرًا، مشيرة إلى انفجار ضخم حدث بالقرب من منزلها المدمَّر جزئيًا أثناء حديثها. وقالت: "لا أريد وقف إطلاق نار مؤقتًا، أريد سلامًا دائمًا لبقية حياتنا".
الإسرائيليون وأمل عودة الرهائن

على الجانب الآخر، تتشبث العائلات الإسرائيلية ببصيص الأمل مع تقدم المحادثات. شارون ليفشيتز، التي اختُطف والدها المسن في هجوم أكتوبر/تشرين الأول 2023، قالت إنها تحاول الحفاظ على تفاؤلها رغم الحزن العميق. وأضافت: "نعلم أن بعض الرهائن ربما لم ينجوا، لكننا يائسون من رؤية من تبقى منهم يعودون إلى عائلاتهم".

بينما أشار مسؤولون إسرائيليون إلى تحقيق "تقدم حقيقي" في المفاوضات، إلا أن هناك انقسامًا داخل الحكومة الإسرائيلية بشأن تفاصيل الاتفاق، خاصة فيما يتعلق بإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين كجزء من الصفقة.
المفاوضات في مرحلة حاسمة

أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية أن المباحثات وصلت إلى مرحلة حاسمة، وأن القضايا الرئيسية قد حُلّت، حيث تركز النقاشات الآن على التفاصيل النهائية للاتفاق. من جهته، أعلن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أن الاتفاق "على وشك أن يُبرم"، وهو تصريح يعكس الثقة المتزايدة بين الأطراف المتفاوضة.
تداعيات الحرب على غزة

منذ بدء العدوان الإسرائيلي في أكتوبر/تشرين الأول 2023، تعاني غزة من دمار واسع النطاق أدى إلى مقتل أكثر من 46,640 شخصًا وإصابة عشرات الآلاف بجروح خطيرة، بحسب وزارة الصحة في غزة. كما نزح معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، في ظل نقص حاد في الغذاء، الوقود، والمساعدات الطبية.
ختام المأساة أم بداية جديدة؟

رغم الأمل الذي يرافق هذه المحادثات، إلا أن الكثير من العائلات الفلسطينية والإسرائيلية ما زالت تخشى أن تتعثر الاتفاقات أو أن تكون غير كافية لإنهاء الصراع بشكل دائم. سنابل، التي فقدت منزلها وشهدت الكثير من الألم، تأمل في "سلام دائم يعيد الحياة الطبيعية لجميع سكان غزة".

في المقابل، تصر العائلات الإسرائيلية على أن أي اتفاق يجب أن يشمل جميع الرهائن دون استثناء، مطالبين بإنهاء معاناتهم وإعادة أحبائهم، سواء أحياءً أو لتكريم من فقدوا حياتهم.
المستقبل الغامض

يبقى السؤال الأهم: هل سيكون هذا الاتفاق خطوة نحو إنهاء معاناة طويلة الأمد، أم مجرد هدنة مؤقتة وسط بحر من الألم؟ الإجابة تعتمد على ما ستؤول إليه المفاوضات وعلى مدى استعداد الأطراف لإحلال السلام الحقيقي.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

الاحتلال الإسرائيلي يعلن استهداف مسؤول في حركة الجهاد الإسلامي بقطاع غزة

القسام تعلن تنفيذ عملية إغارة على مبنى كان يتحصن فيه 25 جنديًا من جيش الاحتلالٍ