رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس

أكّد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي تمسك بلاده بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، والتزامه ببناء مؤسسات دولة فلسطين "المستقلة والقوية"، مبددًا في ذلك مخاوف الفلسطينيين من تطوّر العلاقات الاستثنائية التي تربط الهند بإسرائيل.

وجاء ذلك، في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في ختام زيارة لرام الله استمرت يومًا واحدًا، زار خلالها ضريح الرئيس الراحل ياسر عرفات، واصفًا إياه بأنه كان "واحدًا من أعظم القادة في التاريخ". وقال مودي: إنه "شرف عظيم لي أن أكون في دولة فلسطين وفي رام الله في زيارة أولى لرئيس وزراء هندي لفلسطين". وأشار إلى أن للبلدين علاقات تاريخية متينة صمدت أمام اختبار الزمن، مؤكدًا أن دعمنا القضية الفلسطينية أصبح محوراً ثابتاً في سياستنا الخارجية. وقال إنه سعيد بالاجتماع بالرئيس عباس الذي استقبله العام المنصرف في نيودلهي. وزاد: يسعدني أن نجدد صداقتنا ونجدد دعم الهند.

وحضّ عباس ضيفه على المساهمة في خلق آلية جديدة متعددة الطرف لرعاية العملية السياسية تنبثق من مؤتمر دولي للسلام، وذلك بعد خروج الولايات المتحدة من رعايتها عقب اعتراف رئيسها دونالد ترامب بالقدس "عاصمة لإسرائيل". وقال: "نعوّل على دور الهند كقوة دولية ذات مكانة ووزن كبيرين، للإسهام في تحقيق السلام العادل والمنشود في منطقتنا، لما لذلك من تأثير في الأمن والسلم العالميين".

وبيّن عباس تمسكه بخيار المفاوضات للوصول إلى السلام، لكنه دعا الى آلية دولية فاعلة لبلوغ هذا الهدف. وقال: "لم نرفض المفاوضات يوماً، وكنا ولا نزال على الاستعداد لها"، لافتًا إلى أن تشكيل آلية متعددة الطرف تنبثق عن دول متعددة، هو السبيل الأمثل لرعاية هذه المفاوضات. وجدّد التمسك بالعمل السياسي والمفاوضات طريقًا لتحقيق أهدافنا الوطنية في الحرية والاستقلال، وفق حل الدولتين على حدود 1967، وقرارات الشرعية الدولية، لتعيش كل من فلسطين وإسرائيل بسلام وأمن، على أن تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية.

وأشاد الرئيس الفلسطيني بالعلاقات التاريخية بين بلاده والهند التي وقفت على الدوام إلى جانب الحق والعدل والسلام في فلسطين، وكانت إحدى أولى الدول التي اعترفت بها كدولة عام 1988. ثم قلّد ضيفه القلادة الكبرى، الوسام الأرفع في دولة فلسطين، ما اعتبره مودي مدعاة للشرف ويظهر مدى تقارب العلاقات بين بلدينا.

ووقّع الجانبان على اتفاقات تعاون بقيمة 14 مليون دولار تشمل إنشاء ثلاث مدارس ومستشفى ومركز للمرأة ومطبعة وطنية، كما اتفقا على تعميق التعاون من خلال اجتماعات اللجنة الوزارية المشتركة. وفيما اعتبر مودي أن الزيارة تساهم في دعم عجلة التنمية في فلسطين، رأى مسؤولون فلسطينيون أنها خلقت توازناً في العلاقات الهندية مع كل من فلسطين وإسرائيل.

وقال مستشار عباس للشؤون الخارجية الدكتور نبيل شعث، إن دعوة مودي إلى زيارة فلسطين أتت عقب زيارة استعراضية إلى الهند قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. ورأى شعث أن الهند واحدة من القوى المهمة على المستويين الاستراتيجي والاقتصادي، وهي إلى جانب روسيا والصين وجنوب أفريقيا والبرازيل، مرشحة للعب دور في رعاية متعددة الطرف لأي عملية سياسية مقبلة، بعد خروج الولايات المتحدة من الرعاية الحصرية لهذه العملية.