القدس المحتلة ـ ناصر الأسعد
يرى وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، أنّ تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول القدس مصيري، وسبق أن قلنا منذ سنوات طويلة إن القدس ليست موضع مفاوضات، وجاء الرئيس ترامب ووضع نقطة في آخر السطر". وأضاف: "حصلنا ليس فقط على توضيح إنما على ختمٍ على المطلب الإسرائيلي".
ورأى ليبرمان، الذي يقيم وعائلته في مستوطنة في الضفة الغربية المحتلة، أن "الأرض الفلسطينية لم تشتعل جراء تصريح ترامب، قائلاً: "خلال تجولي في المنطقة لم أر إطارات مشتعلة أو أعمالاً (فلسطينية) احتجاجية، وعليه أعتقد أن موجة الاحتجاجات أصبحت خلفنا".
لكن معلقين عسكريين حذروا من أنه من السابق لأوانه الجزم بأن "الأمور هادئة" في الأراضي الفلسطينية وأنه "يجب مراقبة شبكات التواصل الاجتماعي التي قد يخرج منها الانتحاريون". وهاجم ليبرمان بشدة حزب "ميرتس" اليساري وصحافيين على موقفهم المعارض لتصريح ترامب، لكنه عاد وحرض على فلسطينيي وادي عارة (داخل إسرائيل) على خلفية تظاهرة للمئات منهم ضد تصريح ترامب. واتهمهم الوزير بـ "دعمهم الإرهاب ضد إسرائيل".
ودعا الإسرائيليين إلى مقاطعتهم تجارياً "ليشعروا أنهم غير مرغوبين"، مضيفاً: "أنهم مواطنون إسرائيليون لكنهم ليسوا جزءاً من إسرائيل. لا يجب دخول محلاتهم التجارية بل يجب مقاطعتهم اقتصادياً، إنهم يعملون على المساس بدولة إسرائيل وهدمها من الداخل، يمسون بالدولة من داخلنا... هؤلاء يجب أن يكونوا جزءاً من السلطة الفلسطينية... ليذهبوا إلى رام الله، عليهم أن يفهموا أن وجودهم هنا غير مرغوب فيه". وختم حديثه محرضاً: "لا ينبغي علينا أن نتهرب من الواقع... في مدارسهم يعلمون الطلاب على كره إسرائيل، يجب نقلهم إلى السلطة الفلسطينية في إطار مقايضة الأراضي".
وأعلنت إسرائيل الأحد أن "قوات جيش الدفاع قامت صباح اليوم (أمس) بإحباط وتدمير نفق إرهابي تابع لحركة حماس" امتد إلى داخل الأراضي الإسرائيلية انطلاقاً من منطقة خان يونس. وأضاف أن هذا النشاط "يأتي بقيادة قيادة المنطقة الجنوبية العسكرية كخطوة دفاعية ضرورية لمنع المساس بالمواطنين والجنود".
وأشار إلى أن هذا هو النفق الثاني الذي يتم رصده وتدميره خلال شهر "بفعل قدرات تكنولوجية واستخباراتية خاصة، ويعتبر نجاحاً ميدانياً وقفزة نوعية في القدرات التي تم تطويرها في الجيش". واعتبر البيان أن حفر النفق "يعتبر بمثابة خرق فادح للسيادة الإسرائيلية، الأمر الذي لن نقبله بأي شكل من الأشكال". وحمّل حركة "حماس" المسؤولية لما يجري في قطاع غزة، "وسيواصل الجيش اتخاذ ما يلزم من إجراءات فوق الأرض وتحتها لإحباط المحاولات للمساس بأمن سكان دولة إسرائيل، ونحن مستعدون لمختلف السيناريوات".
توعدت كتائب القسام الذراع العسكرية لحركة "حماس" إسرائيل بأن تدفع ثمن عدوانها على قطاع غزة خلال الأيام القليلة الماضية، ودعت الشعب الفلسطيني الى الاستمرار في هذه الانتفاضة. وقالت "كتائب القسام" في بيان أمس إن "العدو سيدفع فاتورة حساب عسير على ما اقترف من عدوان وغدر وإجرام في حق شعبنا وأهلنا". وأضافت أن "على العدو أن يتحسس موضع رأسه، وأن يعلم أنه سيدفع ثمن كسر قواعد الاشتباك مع المقاومة في غزة، وسيثبت قادم الأيام للعدو عظيم خطئه وسوء تقديره لإرادة وتصميم المقاومة".
وشددت على أن "دماء شهداء شعبنا ومجاهديه لن تذهب هدراً، ولن نفرط فيها"، داعية "قادة العدو وصنّاع القرار لديه إلى أن يدركوا حجم الحماقة التي يديرون بها المواجهة مع المقاومة". وقالت: "نعدُهم (القادة الإسرائيليين) بأننا سنجعلهم يعضون أصابع الندم على تقديرهم الأرعن لصمت المقاومة وطريقة إدارتها للمعركة". وأضافت "الكتائب" أن "انتفاضة شعبنا مستمرة وممتدة، انتصاراً للقدس والأقصى، ورفضاً للقرارات العدوانية الباطلة التي تعطي للصهاينة حقاً في بلادنا وقدسنا".
ودعت الشعب الفلسطيني الى الاستمرار في هذه الانتفاضة "وتفعيل كل سبل مقاومة الاحتلال ومواجهته"، متعهدة أن تكون مع الشعب في كل مكان "لنكتب معه قصة زوال هذا الاحتلال المجرم عن أرضنا ومقدساتنا".
واعتبرت أن "معركتنا من أجل القدس مستمرة ساعة بساعة فوق الأرض وتحت الأرض، والآلاف من مجاهدينا يعملون ويعدون على مدار اللحظة وفي أحلك الظروف تجهيزًا لمعركة تحرير القدس، ولا أدل على ذلك من ارتقاء الشهيدين القساميين محمد الصفدي ومحمود العطل اللذين في قصف صهيوني فجر السبت الماضي أثناء قيامهما بواجبهما الجهادي في أحد أماكن الإعداد".