غزة - فلسطين اليوم
دخلت التهدئة في قطاع غزة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، اختباراً جديداً مع استئناف حركة «حماس» وسائر الفصائل سياسة «التصعيد المدروس» مع تباطؤ إسرائيل في تطبيق الاتفاقات. وقال مسؤول في الحركة: «لا نبحث عن حرب لكن سيتم تصعيد المواجهة واستئناف الأدوات الخشنة، إذا لم تطبق إسرائيل التفاهمات، لن نسمح بمزيد من المساومة والابتزاز».
وجاء تهديد «حماس» بعد ساعات من تصعيدٍ شهد قصفاً إسرائيلياً على القطاع رداً على إطلاق صاروخ، وقبل يوم من مسيرات العودة على الحدود التي يُتوقع أن تشهد تصعيداً في المواجهة. وشن الجيش الإسرائيلي أمس، غارة جوية على قطاع غزة استهدفت أرضاً زراعية في مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة من دون وقوع إصابات. وقالت إسرائيل إن الغارة جاءت رداً على إطلاق صاروخ تصدت له «القبة الحديدية». وحسب بيان للجيش فإن مقاتلات حربية إسرائيلية استهدفت بنية تحتية، في مجمع عسكري تابع لحركة «حماس» في جنوب قطاع غزة، وذلك رداً على إطلاق قذيفة صاروخية من قطاع غزة، صوب مستوطنة «أشكول» الإسرائيلية القريبة من الحدود مع قطاع غزة.
وقال الجيش إن منظومة «القبة الحديدية» اعترضت هذه القذيفة، ولم يبلغ عن وقوع إصابات أو أضرار. وأكد الجيش الإسرائيلي «العمل ضد محاولات المساس بمواطني إسرائيل». وقال إنه «يعتبر (حماس) مسؤولة عن كل ما يحدث في قطاع غزة، أو ينطلق منه». وقبل الغارة بقليل، فرضت إسرائيل طوقاً بحرياً على قطاع غزة. وذكر متحدث باسم جيش الاحتلال أنه في أعقاب استمرار إطلاق البالونات الحارقة من قطاع غزة باتجاه مستوطنات غلاف غزة تقرر فرض حصار بحري على القطاع.
وشهدت الأيام القليلة الماضية إطلاق العديد من البالونات الحارقة من قطاع غزة باتجاه مستوطنات الغلاف في تغيير واضح عن سياسة الهدوء التي اتبعتها «حماس». واندلعت 6 حرائق أول من أمس (الأربعاء)، و8 حرائق الثلاثاء في مناطق تسيطر عليها إسرائيل بفعل البالونات الحارقة بعد أسابيع من الهدوء، وتسببت بأضرار.
وجاء في بيان عممه الناطق باسم منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية، أنه «في أعقاب مواصلة إشعال الحرائق، وإطلاق البالونات الحارقة من قطاع غزة باتجاه إسرائيل، تقرر فرض طوق بحري على قطاع غزة، حتى إشعار آخر».
والتهديد الذي أطلقته «حماس»، يعبر كذلك عن موقف «حركة الجهاد الإسلامي» التي قالت إنه «إذا استمرت إسرائيل في المماطلة في تنفيذ التفاهمات، التي أُبرمت بين الجانبين بوساطة مصر والأمم المتحدة وقطر، فإن المظاهرات سيكون فيها تصعيد قد يتدحرج إلى تصعيد أكبر».
ويدور الحديث عن تراجع إسرائيل عن تحويل الأموال القطرية إلى القطاع. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الحكومة أبلغت السفير القطري محمد العمادي، بعدم الحضور من أجل تحويل الأموال إلى غزة.
اقرا ايضا:
"حماس" تؤكد أن الاحتلال يتحمل تداعيات الاعتداءات على الأقصى
وتضاربت أسباب التراجع الإسرائيلي، وقالت مصادر إسرائيلية إن ذلك كان رداً على استئناف إطلاق البالونات الحارقة وتعزز بعد إطلاق قذيفة صاروخية. لكنّ مصادر فلسطينية قالت إن الإسرائيليين وضعوا شروطاً جديدة تتعلق بوقف كامل للمسيرات على الحدود وحل مسألة الإسرائيليين المحتجزين في غزة.
واعتبرت «حماس» والفصائل ذلك انقلاباً على التفاهمات. وكانت مصر قد وضعت اتفاقاً الشهر الماضي لوقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة. وشمل الاتفاق وقف أي هجمات من قطاع غزة، إضافة إلى وقف الأساليب الخشنة خلال المظاهرات مقابل «إدخال الأموال إلى قطاع غزة، ورفع القيود على استيراد العديد من البضائع التي كانت توصف ببضائع مزدوجة (نحو 30% منها)، وزيادة التصدير، وتوسيع مساحة الصيد إلى 15 ميلاً في قواطع بحرية و12 في قاطع أخرى، وإدخال الوقود الذي تموله قطر لتشغيل محطة توليد الكهرباء في القطاع».
وحسب الاتفاق فإنه إذا نجحت هذه المرحلة فإن مرحلة أخرى سيجري التباحث حولها قد تشمل صفقة تبادل أسرى وإقامة مشاريع بنى تحتية تشمل ممراً آمناً إلى الضفة وميناءً بحرياً. لكن البند الوحيد الذي طبقته إسرائيل هو توسيع مساحة الصيد قبل أن تغلقه.
وتجنباً لتدهور أكبر محتمل تدخلت مصر بقوة لتهدئة الموقف. وجاء التدخل المصري المكثف قبل انطلاق مسيرة الجمعة، اليوم. وأكدت حركتا «حماس» و«الجهاد» وجود اتصالات مصرية مكثفة لاحتواء الموقف. وأعلن القيادي في «حماس» خليل الحية أن الوفد الأمني المصري سيصل هذه الأسبوع إلى القطاع. وقال الناطق باسم الحركة حازم قاسم، إن الزيارة المرتقبة للوفد المصري، ستكون لبحث تنفيذ تفاهمات التهدئة التي أُبرمت بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال.
وطالب عضو المكتب السياسي لـ«حركة الجهاد الإسلامي» خالد البطش، بضرورة إعطاء الجهود المصرية القائمة فرصة لإنجاح إجراءات كسر الحصار عن قطاع غزة. واستبقت مسيرات اليوم التي استعد لها الطرفان بشكل جيد.
وقال مسؤولون في حركة «حماس» إنهم سيجددون المظاهرات بالزخم المعهود، رداً على تقاعس الجانب الإسرائيلي في تنفيذ بنود التفاهمات. ورد مسؤولون إسرائيليون مستهجنين أسلوب «حماس» وهددوا بردود قاسية.
ويعتقد الطرفان أن الأسابيع القليلة القريبة ستحسم الأمر، نحو اتفاق أفضل أو مواجهة أوسع. وقال وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي تساحي هنغبي، إن «الأسابيع القريبة ستكون مصيرية». وأضاف: «الأيام القادمة ستحدد مسار الأوضاع».
قد يهمك ايضا:
الطيران الإسرائيلي يغير على غزة بعد إطلاق صاروخ باتجاه أشكول
الاحتلال يُصادر أموال فلسطينية ضريرة ويتهمها باستغلالها من قبل "حماس"