الجيش الوطني الليبي

أكدت قيادة الجيش الوطني الليبي، تحرير منطقة قنفودة غرب بنغازي بالكامل، وانسحاب ما تبقى من عناصر المجموعات المتطرفة منها إلى منطقة "عمارات 12" المتاخمة للحي. وأوضح العقيد جمال الزهاوي، أحد قادة الجيش في منطقة بنغازي، أن حي قنفودة أصبح في يد قوات الجيش بالكامل.

وأضاف الزهاوي أن "كثافة القصف الجوي والمدفعية والتقدم الكبير على الأرض، جعلت صفوف المجموعات الإرهابية تتهاوى بشكل مفاجئ وكبير". وأكد الزهاوي أن قوات الجيش تحاصر منطقة "عمارات 12"، معتبرًا أن سقوطها هي الأخرى "مسألة وقت".

وأوضح الزهاوي تحرير ما يزيد على 60 مدنيًا، من أجزاء قنفودة التي تمت السيطرة عليها خلال الساعات الأخيرة. وكانت المجموعات الإرهابية لا تزال تتمركز في منازل ومبانٍ عامة في منطقة الصابري، لكن مسؤولو الجيش يعتبرونها مناطق استراتيجية، ويرون أن سقوط قنفودة يعني قرب الإعلان عن تحرير كامل بنغازي.

وأعلن مسؤول عسكري رفيع في قيادة الجيش الليبي، أن السيطرة على منطقة "شعبية الطيرة" وإحكام الحصار على آخر المجموعات الإرهابية في منطقة "عمارات 12" وأجزاء أخرى صغيرة من بنغازي، مكَّن قوات الجيش من إجلاء عدد من الأسر. وأوضح أن عدد الأسر الناجية وصل إلى 12 أسرة، بعضها ليبي والبعض الآخر أجنبي، إضافة إلى 49 عاملًا أجنبيًا من جنسيات عربية وأفريقية.

وتابع المسؤول "سُلّم الناجون إلى لجان مختصة لنقلهم إلى المشافي، ومن ثم تأمين نقلهم إلى جهات الاختصاص المدنية، لأخذ الإجراءات اللازمة بحقهم، سواء بنقلهم لذويهم أو تسليم الأجانب منهم لسفارات دولهم". وذكر المسؤول أن فرق الهندسة العسكرية التي تقوم بتفكيك المفخخات والألغام، عثرت على مخزن للسلع الغذائية بشعبية الطيرة ومواد أخرى خاصة بالاتصالات وأجهزتها، إضافة إلى مقر كان الإرهابيون يستخدمونه معتقلاً للأسرى.

وكشف فايز السراج، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، والمدعومة من بعثة الأمم المتحدة، عن وجود ترتيبات مصرية للقاء ثنائي تحتضنه القاهرة، يجمعه مع المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الموالي لمجلس النواب الليبي، خلال الشهر المقبل.

وأعلنت مصادر ليبية أن الاجتماع المنتظر سيبحث إمكانية دمج حفتر في حكومة السراج. لكن مسؤول عسكري في الجيش، الذي يقوده المشير حفتر، قال إن حفتر قد يوافق على تشكيل مجلس عسكري للجيش، يتم منحه كل الصلاحيات اللازمة، مشيرًا إلى أن قيادة الجيش الحالية تسعى إلى الحصول على ضمانات بقدرة السراج أولًا على نزع أسلحة الميليشيات المسلحة، التي تسيطر منذ نحو عامين على العاصمة الليبية طرابلس.

وما زال حفتر يرفض الاعتراف بحكومة السراج، التي لم يمنحها البرلمان الموجود في مدينة طبرق ثقته، رغم مرور نحو عام على إبرام اتفاق سلام في منتجع الصخيرات في المغرب. وتحدث مسؤولون مصريون وتونسيون عن إمكانية عقد اجتماع ثلاثي في أقرب وقت، يجمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والتونسي الباجي قايد السبسي، والجزائري عبد العزيز بوتفليقة، لتدارس الوضع في ليبيا.

وسيعقد وزراء خارجية تونس ومصر والجزائر، اجتماعًا في تونس خلال النصف الأوّل من الشهر المقبل، تحضيرُا على ما يبدو لهذه القمة. كما تأجلت القمة التي كان يفترض أن يعقدها رؤساء الدول والحكومات الأفارقة حول الأزمة الليبية إلى الجمعة، في العاصمة الكونغولية برازافيل، وفقًا لما أعلنته وزارة الخارجية والتعاون الكونغولية.

وتأتي هذه التطورات فيما حققت قوات الجيش الليبي بقيادة حفتر انتصارات ضد الجماعات الإرهابية، التي ما زالت تتحصن بداخل مدينة بنغازي شرقًا. واجتمع حفتر في مقر القيادة العامة للجيش مع آمر غرفة العمليات المكلف الذي أبلغه بتحرير منطقة قنفودة غرب بنغازي من الجماعات الإرهابية، مؤكدًا أنها أصبحت الآن تحت سيطرة قوات الجيش. وأعلن بحسب بيان مقتضب أنه تم تحرير الرهائن من الأطفال والنساء وبعض العسكريين، الذين كانوا محتجزين لدى الجماعات المتشددة.