قضت المحكمة في بلجيكـا بالسجن لمدة تصل إلى 16 عاماً لقادة خلية تنظيم داعش التي نجحت الشرطة في تفكيكها

قضت المحكمة في بلجيكـا بالسجن لمدة تصل إلى 16 عامًا لقادة خلية تنظيم داعش الإرهابي الذين قامت الشرطة بإلقاء القبض عليهم في مداهمة مميتة العام الماضي على خلفية صلتهم بهجمات باريس وبروكسل, وصدر الحكم على المتطرفين لدورهم في قيادة وحدة تابعة لتنظيم داعش في المدينة البلجيكية فيرفيرس Verviers والتي تتلقى أوامرها من زعيم الجهاديين المتورطين في هجمات باريس عبد الحميد أباعود.

وذكر الإدعاء العام بأن العناصر الإرهابية كانوا على إتصال دائم بالمتشددين في سورية من خلال أباعود، مع تآمرهم لشن هجمات في بلجيكا قبل تفكيك خليتهم في مداهمة دامية خلال كانون الثاني / يناير الماضي، والتي شهدت مصرع إثنين من المتطرفين, فيما سقط أباعود قتيلاً في مبادلة لإطلاق النار مع الشرطة الفرنسية بعد خمسة أيام من هجمات باريس التي حصدت أرواح 130 مواطن من الأبرياء في تشرين الثاني / نوفمبر من العام الماضي, وصدر الحكم بالسجن اليوم على مروان البالي، وصهيب العبدي إضافةً إلى محمد أرشد لمدة 16 عاماً لكلٍ منهم, في حين قضت المحكمة في بروكسل على عمر داماتشي بالسجن ثمانية أعوام, بينما كان إثنين من الإرهابيين المشتبه في إنتمائهم للخلية قد لقوا مصرعهم في كانون الثاني / يناير من عام 2015 خلال مداهمة لمنزل مدينة فيرفيرس Verviers الواقعة على بعد 75 ميلاً شرق بروكسل بالقرب من الحدود الألمانية.

ووصف الإدعاء العام الخلية بأنها تتلقى أوامرها من العقل المدبر لهجمات باريس عبد الحميد أباعود, حيث أوضح القاضي بيير هندريكس بأنه كان هناك دليل على تخطيط خلية فيرفيرس Verviers لشن هجوم مسلح بالبنادق والعبوات الناسفة على مطار زافينتم Zavantem في بروكسل من نفس نوع الهجمات التي وقعت أحداثها في 22 من آذار / مارس وأسفرت عن مقتل 17 شخصاً.

 وعقب إصدار الحكم على الرجال الأربعة، أشار القاضي إلى حقيقة أن العبوات الناسفة التي جرى إستخدامها من قبل عناصر تنظيم داعش وكذلك الأسلحة قد عثر عليها في الوحدة السكنية، وأن بعض الرجال قضوا بعض الوقت في سورية.

وواجه المشتبه به الرئيسي البالي El Bali إتهاماتٍ بالشروع في القتل، وذلك على إثر قيامه بإطلاق النار تجاه الشرطة خلال المواجهة المسجلة في فيرفيرس Verviers، إلا أنه أنكر كافة الإتهامات الموجهة إليه, فيما قال أرشد Arshad للمحكمة بإنه كان يتلقى التعليمات من أباعود وقام بشراء جهاز إتصال لا سلكي ومكونات المتفجرات فضلاً عن إستئجاره لسيارتين و وحدة سكنية في فيرفيرسVerviers, أما المتهم داماتشي، وهو جزائري، فقد إعتقل في عنوان في أثينـا Athens ليتم ترحيله بعدها إلى بلجيكـا, وبعد قيام الشرطة بمداهمة المنزل في فيرفيرس، فقد أكد مسؤولون على أنها أحالت دون وقوع هجماتٍ ثانية في باريس, حيث أوضح المدعي العام الفيدرالي اريك فان دير سيبت بأن الخلية الإرهابية النشطة كانت تستعد لإطلاق هجماتٍ واسعة النطاق.

ونجحت الشرطة خلال المداهمة في قتل إثنين من الإرهابيين المسلحين وهم سفيان أمغار وخالد بن العربي، واللذان ذهبا إلى سورية من أجل الإنضمام إلى تنظيم داعش في نيسان / إبريل من عام 2014. بينما تسلل إثنين آخرين من عناصر الخلية وعادوا إلى بلجيكـا ليتواروا عن الأنظار, في حين وقعت المداهمة على المنزل في فيرفيرس Verviers بعد اسبوعين من مجموعة الهجمات في باريس التي قام بها المتطرفين على مقر صحيفة شارلي إبدو الساخرة و المتجر اليهودي مما أسفر عن مقتل 17 شخصاً, فيما ذكرت السلطات بأن الهجمات التي شهدتها باريس في تشرين الثاني / نوفمبر وكذلك الهجمات التي وقعت في بروكسل خلال شهر آذار / مارس لها علاقة وثيقة بالخلية الإرهابية التي تتمتع بجذور قوية في العاصمة البلجيكية.