القدس المحتلة - ناصر الأسعد
في الوقت الذي تبلغ فيه الاستعدادات أوجها للاحتفال بافتتاح السفارة الأميركية في القدس الغربية، بدت المدينة المقدسة بشقيها ثكنة عسكرية ضخمة، تنتشر فيها قوات كبيرة من الشرطة والمخابرات الإسرائيلية إلى جانب فرق من المخابرات الأميركية، وذلك لمنع أي عملية مسلحة محتملة ولمعالجة المظاهرات الاحتجاجية التي يفترض أن تنظمها القيادة السياسية لفلسطينيي 48 وقوى اليسار اليهودية.
وأعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية تنظيمها احتفالًا خاصًا للضيوف الأميركيين، يقام الأحد، عشية الاحتفال الأميركي، بحضور الرئيس الإسرائيلي رؤوبين رفلين، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وقد دعت الخارجية إليه 86 سفيرًا أجنبيًا ممن يخدمون في تل أبيب.
وقالت الوزارة إن نحو 30 سفيرًا تجاوبوا مع هذه الدعوة، بما في ذلك 3 يمثلون دولًا أعضاء في الاتحاد الأوروبي الذي يعارض نقل السفارة الأميركية من تل أبيب، وهي هنغاريا وتشيكيا وبلغاريا، مضيفة أن ممثلي رومانيا والنمسا لم يردوا بعد على الدعوة. كما أن هناك 10 دول أعلنت رفضها المشاركة في هذه الاحتفالات، بعضها لأسباب مبدئية وأخرى فنية، بينها روسيا ومصر وألمانيا والنمسا وبولندا وآيرلندا ومالطة والمكسيك والبرتغال والسويد.
وستشارك في هذه الفعالية ابنة الرئيس الأميركي إيفانكا ترامب، وصهره ومستشاره غاريد كوشنر، ووزير الخزانة الأميركي ستيف منوتشين، وأعضاء الكونغرس الأميركي تيد كروز وليندي غراهم، وحاكم فلوريدا ريك سكوت، وغيرهم. ووجهت الخارجية الإسرائيلية الدعوة لأعضاء الحكومة ورؤساء لجان الكنيست "البرلمان الإسرائيلي"، وأعضاء لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، وبقية كتل الائتلاف الحكومي. وقد تعمدت الخارجية الإسرائيلية عدم دعوة أعضاء الكنيست من المعارضة، باستثناء رئيس المعارضة إسحق هرتسوغ.
وقامت بلدية القدس الغربية بزرع الورود بلون العلم الأميركي وأطلقت اسم الولايات المتحدة على أحد الميادين القريبة من مقر السفارة الجديد مع العلم بأنه مقر مؤقت، ونشرت صورًا للرئيس دونالد ترامب تتضمن شكرًا على "قراره التاريخي الشجاع بنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس". وأعلنت أنها ستضيء أسوار مدينة القدس الشرقية المحتلة بألوان العلم الأميركي، ابتداء من مساء الأحد.
من جهتها، بثت السفارة الأميركية في تل أبيب، شريط فيديو بهذه المناسبة تؤكد فيه علاقات الصداقة بين إسرائيل والولايات المتحدة، وقد ظهر فيه مبنى السفارة في تل أبيب. وأطلقت حساباً لها على "تويتر" باسم "سفارة الولايات المتحدة الأميركية في القدس" (@USEmbassyJerusalem).
وكانت "لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في إسرائيل" وقوى وطنية ومرجعيات دينية في القدس الشرقية المحتلة، قد دعت إلى مظاهرة جماهيرية احتجاجًا على نقل السفارة الأميركية وحفل افتتاحها، يوم الإثنين المقبل. وستعقد المظاهرة في حي أرنونا، مقابل مقر السفارة، حيث القنصلية الأميركية حاليًا، الساعة الرابعة بعد الظهر، تحت شعار "القدس عربية فلسطينية إسلامية مسيحية"، و"لا لنقل السفارة الأميركية".
وقال رئيس لجنة المتابعة محمد بركة: "قررنا أن تكون المظاهرة في المكان والساعة ذاتهما، كي نقوم بدورنا، في رفع الصوت ضد السياسة الأميركية الداعمة للاحتلال والاستيطان الإسرائيلي، في محاولة أميركية - إسرائيلية بائسة، للقضاء على فرص إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، على حدود 1967 وعاصمتها القدس"