طهران ـ مهدي موسوي
حتشد الآلاف من الإيرانيين لليوم الرابع على التوالي في إيران احتجاجا على البطالة المرتفعة والانخفاض الكبير في العملة، حيث تستعد البلاد لعودة فرض العقوبات الأميركية الأسبوع المقبل، وحسب ما ورد أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي على الحشود في محاولة لقمع الاضطرابات التي بدأ الاثنين وانتشرت في 10 مدن وبلدات على الأقل.
وخسر الريال الإيراني ما يقارب من ثلثي قيمته خلال الأشهر الستة الأخيرة فقط، ويخشى الكثيرون من زيادة الخسارة بعد أن جددت العقوبات الأميركية، يوم الإثنين، مما أثار الاحتجاجات والإقبال على شراء الذهب والعملات الصعبة.
وأظهرت اللقطات المنشورة عبر الإنترنت مئات من الأشخاص الغاضبين الذين تجمعوا في أصفهان، ثالث أكبر المدن في إيران، وأشعلوا الإطارات للتصدي للغاز المسيل للدموع، وأشعلوا النار في سيارات الشرطة، كما أفادت وكالات الأنباء الحكومية بوجود احتجاجات متفرقة في مدينتي شيراز وأهواز الجنوبيتين، وإلى الشمال في مشهد وساري وكرج، وغرب طهران، كما تم تسجيل التجمعات في أراك وشاهين شهر.
وقال سعيد غاسمي نجاد، المتخصص في الشؤون الإيرانية في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات "كان الأمر من غير متوقع، ويبدو أن الأمر بدأ من خلال وسائل التواصل الاجتماعية، فلم يكن هناك الكثير من التخطيط، إن الاحتجاجات تظهر موجة من الغضب المفاجئ"، وأضاف أن الاضطرابات تشكل تهديدا كبيرا للنظام الذي يكافح من أجل استرضاء الشعب، مشيرا "إلى أنها ليست واسعة الانتشار مثل الاحتجاجات في ديسمبر/ كانون الأول، لكنها وحدت الطبقات الدنيا والمتوسطة الدخل، كل من المدن الصغيرة والمدن الرئيسية قد انضمت، ومع زيادة حدة العقوبات، ستنضم الطبقة العليا أيضا".
وتعد الاحتجاجات هذا الأسبوع من بين أكبر الاحتجاجات التي ضربت إيران منذ اندلاع موجة من الاضطرابات في أكثر من 80 مدينة في ديسمبر/ كانون الأول ويناير/ كانون الثاني بسبب المشاكل الاقتصادية في البلاد، وقتل ما لا يقل عن 25 شخصا خلال تلك الفترة وتم اعتقال الآلاف.
أعيد إطلاق الاحتجاجات والإضرابات في يونيو/ حزيران عندما تلقى الريال ضربة كبيرة بعد انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الصفقة النووية لعام 2015 مع إيران وأمر إدارته بإعادة فرض "أقصى العقوبات" بحلول 6 أغسطس/ آب، وحذر مسؤولو إدارة ترامب في ذلك الوقت من أنهم يدفعون حلفاء الولايات المتحدة لخفض واردات النفط من إيران إلى الصفر بحلول نوفمبر/ تشرين الثاني.
ويمكن أن تنخفض مبيعات النفط الإيرانية من 2.4 ملايين برميل يوميا إلى أقل من 700 ألف برميل بحلول نهاية العام، وفقا لشركة فاكتور جلوبال أنيرجي لتحليل النفط، وفي يوم الجمعة قال وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، إن الصين، التي تعتمد بشدة على الخام الإيراني، تعمل على محاولة استئناف الاتفاق النووي، وقال إن الصين تلعب دور محورية لإنقاذ الاتفاق، لكن وسط الضغط المتزايد على الاقتصاد، سجل الريال في الأسبوع الماضي انخفاضا قياسيا في السوق السوداء حيث تداولت العملة الإيرانية بمعدل 120 ألف مقابل الدولار، وقال غاسمي نجاد إنه مع فرض عقوبات جديدة فإنه من المرجح أن يهبط إلى 200 ألف دولار مما يعني أن المزيد من الاضطرابات أمر مؤكد ومن المرجح أن يتحول إلى اضطرابات سياسية.
وبدأ المتظاهرون بالفعل في الهتاف ضد القيادة الدينية والسياسية في البلاد وكذلك ضد التدخلات الإيرانية المكلفة في النزاعات في اليمن وسورية والأراضي الفلسطينية، وفي مقاطع الفيديو التي يزعم أنها تتخذ في بلدة غاردهشت، إحدى ضواحي كرج، يمكن رؤية عشرات المتظاهرين في الشوارع وهم يرددون "الموت للديكتاتور" ضد المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.