دمشق - نورا خوام
تتواصل الاشتباكات في الريف الشرقي لمدينة حلب بشكل متفاوت بين قوات الجيش والمسلحين الموالين لها من جهة، وتنظيم "داعش" من جهة أخرى، حيث تتركز في محاور قرب منطقة برلهين الواقعة في شمال طريق حلب - دير حافر، وتترافق مع قصف مكثف من قبل قوات الجيش على مناطق الاشتباك ومناطق سيطرة التنظيم في الريف الشرقي لحلب، كما جاءت هذه المعارك بعد أيام من القصف من قبل قوات الجيش بالطائرات الحربية والمروحية وطائرات يرجح أنها روسية على بلدات وقرى يسيطر عليها التنظيم في الريف الشرقي لحلب، ما خلف عشرات القتلى والجرحى.
واندلعت الاشتباكات في الريف الشرقي لحلب بعد توقفها في المنطقة عقب تمكن قوات الجيش والمسلحين الموالين لها بقيادة الضابط في قوات الجيش سهيل الحسن المعروف بلقب "النمر" من التقدم في ريف حلب الشرقي واستعادة السيطرة على المحطة الحرارية الاستراتيجية التي كانت تعد معقلًا لتنظيم "داعش" في منتصف شباط / فبراير من العام الفائت 2016، وفي محافظة حلب دارت معارك بين قوات الجيش والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل المقاتلة والإسلامية من جهة أخرى، في محيط الراشدين في الضواحي الغربية لمدينة حلب، بالتزامن مع قصف متبادل بين الجانبين، في حين سقطت رصاصات متفجرة على مناطق في حي حلب الجديدة الجنوبي، بالتزامن مع سقوط قذائف على مناطق في حي حلب الجديدة شمالي، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية، كما قتل رجل جراء إصابته في قصف للقوات التركية على مناطق في مدينة الباب في ريف حلب الشمالي الشرقي، في حين علم المرصد السوري لحقوق الإنسان من مصادر موثوقة، أن القوات التركية توغلت داخل الأراضي الواقعة في الريف الغربي لمدينة عين العرب "كوباني"، وقامت آليات ترافق القوات بتنفيذ أعمال حفر ورفع سواتر وبناء جدار عازل، فيما استهدفت القوات التركية مناطق سيطرة وحدات حماية الشعب وواقع لها في منطقة جارعلي في ريف عين العرب "كوباني"، كما قصفت الفصائل بقذائف عدة مناطق في قرية إيسكا التابعة لناحية شيراوا في ريف عفرين في الريف الشمالي الغربي لحلب.
وفي محافظة حمص قصفت قوات الجيش مناطق في قرية السعن الأسود في الريف الشمالي لحمص، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية، كما واصلت قوات الجيش قصفها على مناطق في شرق المحطة الرابعة، ومحيط قرية التياس وأماكن أخرى يسيطر عليها تنظيم "داعش"، في حين استمرت الاشتباكات بين قوات الجيش والمسلحين الموالين لها من طرف، وتنظيم "داعش" من طرف آخر، في حين نفذت الطائرات الحربية مزيد من الضربات على أماكن في منطقة تدمر والسخنة ومناطق أخرى في بادية تدمر ومحيط حقول نفطية، دون ورود معلومات عن الخسائر البشرية، وفي محافظة ريف دمشق استمرت الاشتباكات بين الفصائل الإسلامية والمقاتلة من طرف، وتنظيم "داعش" من طرف آخر، في جبال القلمون الشرقي، وسط قصف متبادل بين الجانبين، ومعلومات عن خسائر بشرية في صفوفهما، كذلك تتواصل الاشتباكات في غوطة دمشق الشرقية، بين قوات الجيش والمسلحين الموالين لها وحزب الله اللبناني من جهة، والفصائل الإسلامية من جهة أخرى، على جبهتي البحارية وحزرما في منطقة المرج، حيث قضى مقاتلان من جيش الإسلام وأصيب آخرون بجراح، في حين وردت معلومات عن مقتل وإصابة عناصر من قوات الجيش والمسلحين الموالين لها، حيث تمكن الأخير من تحقيق تقدم في المنطقة والسيطرة على مساحات من مزارع بلدة البحارية، وكانت قوات الجيش وحزب الله سيطرا على 12 مزرعة شرق حزرما، ضمن إطار سعيها إلى الوصول إلى بلدة النشابية واستعادة السيطرة عليها للوصول إلى تلة فرزات الاستراتيجية، والتي في حال تمكن الجيش وحزب الله من السيطرة عليها، ستتيح لهما التلة السيطرة الناري ورصد بلدات ومناطق حزرما وحوش الصالحية وبيت نايم والزريقية واوتايا، وقطع الطرق الواصلة بينها وبالتالي تسهيل مهمة النظام وعناصر حزب الله في السيطرة عليها وتقليص مساحة سيطرة الفصائل في غوطة دمشق الشرقية.
وفي محافظة درعا قضى قيادي شرعي" في محكمة دار العدل في حوران وأصيب آخرون بجراح جراء تفجير استهدف مقر لحركة اسلامية في منطقة نوى، كذلك قصفت قوات الجيش مناطق في بلدة زمرين بريف درعا الشمالي الغربي، دون ورود معلومات عن إصابات، وفي محافظة دير الزور علم المرصد السوري لحقوق الانسان أن تنظيم "داعش" قام بـ "صلب" جثة لعنصر من قوات النظام في شارع التكايا في حي الحميدية في مدينة دير الزور، في حين ارتفع إلى 43 على الأقل بينهم 9 أطفال و11 مواطنة عدد الشهداء الذين قضوا في مدينة دير الزور، هم 14 مواطنًا بينهم 5 أطفال و3 مواطنات في قصف للطائرات الحربية على حي العمال ومناطق أخرى في المدينة، و5 بينهم طفلان ومواطنتان قتلا في قصف جوي على مدينة دير الزور، و6 مواطنين بينهم سيدة وطفلها ومواطنتان قتلا جراء غارات للطائرات الحربية على مناطق في بلدة موحسن في ريف دير الزور الشرقي إضافة لـ 18 مواطنًا بينهم مواطنتان وطفل قتلوا في قصف لتنظيم "داعش" على مناطق سيطرة قوات النظام في مدينة دير الزور، كما أصيب العشرات في هذه الغارات بجراح متفاوتة الخطورة، إضافة لأضرار مادية في ممتلكات مواطنين.
ونفذت الطائرات الحربية غارات مكثفة استهدفت مناطق في أحياء في مدينة دير الزور ومحيطها، في استمرار للاستهداف المكثفة من قبل قوات الجيش والطائرات الحربية الروسية والتابعة للمدينة وأطرافها ومحيطها وريفها، كذلك تستمر الاشتباكات العنيفة بين تنظيم "داعش" من جهة، وقوات الجيش والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى، في أحياء الرصافة والعمال والموظفين والجبيلة والرشدية ومحيط مطار دير الزور العسكري ومحيط البانوراما، وتمكن التنظيم من تحقيق تقدم جديد في أحياء الموظفين والعمال والرصافة، إضافة لتقدم جديد في غرب المطار العسكري، وسط قصف للتنظيم على مواقع قوات الجيش داخل مطار دير الزور، ومعلومات مؤكدة عن مزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين.
ورصد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان في الريف الشرقي لدير الزور، قيام تنظيم " داعش" بتعليق 6 رؤوس في مدينة الميادين في الريف ذاته، حيث علم نشطاء المرصد أن الرؤوس الستة تعود لعناصر من قوات النظام قتلوا في معارك مع التنظيم في مدينة دير الزور ومحيطها، ورصد نشطاء المرصد تعليق كل 3 رؤوس في منطقة في المدينة، وسط تجمهر عشرات الأطفال والمواطنين، في حين لم يقم التنظيم بتعليق أي جثث معهم، ولم يعرف فيما إذا كان التنظيم أسرهم ومن ثم أعدمهم، أم أنه قام بجز رؤوسهم وفصلها عن أجساد عناصر قوات الجيش بعد مقتلهم في القصف والاشتباكات في مدينة دير الزور ومحيط مطارها ومحاور أخرى في أطرافها، في حين يسود تخوف في مدينة الميادين من قيام طائرات النظام أو الطائرات الروسية باستهداف المدينة خلال الساعات أو الأيام المقبلة كـ "ردة فعل وانتقام" لتعليق رؤوس جنودهم من قبل التنظيم في الميادين، ويعتبر هذا الهجوم الذي ينفذه التنظيم لليوم الخامس على التوالي منذ الـ الـ 14 من كانون الثاني / يناير من العام الجاري 2017، أعنف هجوم له منذ كانون الثاني من العام 2016، حين هاجم التنظيم المدينة وسيطر خلاله على أجزاء واسعة من منطقة البغيلية شمال غرب مدينة دير الزور، وقتل وأعدم نحو 150 عنصرًا من قوات الجيش والمسلحين الموالين لها ومن عوائل عناصر من قوات الدفاع الوطني والجيش الوطني وأعضاء في حزب البعث من المدينة، بالإضافة لاختطاف أكثر من 400 شخص حينها من الحي ومن شمال غرب دير الزور، كانوا من المدنيين وعوائل المسلحين الموالين للنظام.
وفي محافظة حماة قصفت قوات الجيش أماكن في قرية الزارة الواقعة في الريف الجنوبي لحماة، كما فتحت قوات الجيش نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في بلدة حربنفسه في الريف ذاته، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية، واستمرت الاشتباكات العنيفة بين قوات الجيش وحزب الله اللبناني والمسلحين الموالين لها من طرف، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من طرف آخر، في محاور في وادي بردى، حيث تمكنت قوات الجيش وحزب الله من تحقيق تقدم والفصائل بين منطقة إفرى وقرى وبلدات أخرى في وادي بردى الواقعة في الريف الشمالي الغربي لدمشق، وترافقت الاشتباكات منذ صباح اليوم مع قصف مكثف وعنيف من قبل قوات الجيش، وعشرات الغارات التي نفذتها الطائرات الحربية والمروحية التي استهدفت مناطق سيطرة الفصائل في الوادي، ومعلومات مؤكدة عن مزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين.