طالبان

بدأ تنظيم طالبان في العمل على تنويع مصادر تمويله، حيث يقوم التنظيم الآن بجمع فواتير الكهرباء من المنازل الواقعة تحت سيطرته. مما يتسبب للحكومة الأفغانية في مشكلة غريبة من نوع خاص، على الأقل داخل اثنين من الولايات رئيسية، فيتم توفر الكهرباء لسكان هذه المناطق بأسعار باهظة حيث تستورد جزءًا كبيرًا منها من الدول المجاورة، ويقوم مسلحي طالبان بجمع معظم الفواتير.

فإذا قطعت الحكومة الكهرباء، سوف تزيد من غضب السكان الذين بالفعل ينتابهم الغضب من الحكومة. وإذا لم تفعل، فإن إيرادات قطاع الكهرباء ستستمر في توفير عائدات لمسلحي طالبان. كما يستغل "طالبان"، الذي يُقاتل الحكومة الأفغانية وقوات التحالف العسكري الدولي، الإتجار في المخدرات في أفغانستان والتعدين غير المشروع منذ فترة طويلة، بالإضافة إلى التبرعات التي يتلقاها من أنصاره في الخارج.

ويثير تحرك التنظيم في تنويع مصادره في جمع الإيرادات، في مقابل حكومة مركزية تعتمد إلى حد كبير على دعم الدول الغربية، كما تعاني الحكومة من الفساد، ومخاوف من أن ميزان الحرب قد يميل إلى أبعد من ذلك في السنة المقبلة، وأن التنظيم سيرسِّخ مكانته وسيكون بمثابة حكومة ظل في أجزاء كبيرة من الريف. وقد وجد التنظيم طرقًا جديدة لتنويع وجمع الإيرادات، وذلك بعدما استولىعلى مساحات واسعة على نحو متزايد في العامين الماضيين، وفقا لمقابلات مع مسؤولين وقادة طالبان وسكان محليين.

وقال تيمور شاران، أحد المحللين السياسيين في الشأن الأفغاني في معهد أبحاث الأزمات الدولية: "إن هذه الحالة، في الأساس، تشير إلى أن التنظيم أصبحت له كفاءة أكثر في فرض الضرائب بشكل منهجي في مناطق التي يسيطر عليها أو التي له تأثير كبير فيها".  وأضاف: "أن الضرائب كافية لدرجة كبيرة جدا من حيث الحفاظ على التنظيم لفترة طويلة." وبالإضافة إلى جمع فواتير الكهرباء من آلاف المنازل في مقاطعات مثل قندوز وهلمند، يجمع التنظيم الضرائب على محاصيل البطاطس ومطاحن الدقيق، ورواتب المعلمين، وحفلات الزواج، والوقود وعبور شاحنات الخضار في نقاط التفتيش التابعة لهم.

وفي الوقت نفسه، ما زال "طالبان" مستمر في الحصول من التمويل من مصادر تمويله الأساسي، كما جاء في تقرير الأمم المتحدة الصادر مؤخرا، حيث توفر المخدرات، وعمليات التعدين غير المشروعة والتبرعات الخارجية مصادر الدخل الرئيسية، مع اقتصاد المخدرات الذي قدم للتنظيم أكثر من 400 مليون دولار في عام 2016. كما تحدث تقرير الأمم المتحدة أيضا عن جهود التنظيم لتنويع مصادر تمويله.

 
وقال المتحدث باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد، إن التنظيم يعتمد على مجموعة متنوعة من الموارد، بما في ذلك الضرائب الإسلامية والعروض من المزارعين والسكان المحليين، والتبرعات من التجار في الخارج ومن الدول الإسلامية، والأسرى من القوات الأفغانية، واعترف أنه في المناطق التي يسيطرون عليها في أماكن مثل قندوز وهلمند، جمعت طالبان فواتير الكهرباء. فيمال أكد رئيس قسم الطاقة في مقاطعة قندوز، حميد الله، أن عناصر "طالبان" كانوا يجمعون مدفوعات الكهرباء من نحو 14 ألف منزل في الولاية، والتي قد تصل مجموعه هذه المدفوعات إلى  200 ألف دولار كل شهرين.