برلين - جورج كرم
اقتحمت الشرطة الألمانية، شقتين في حي كروزبرغ في العاصمة برلين، بحثًا عن منفذ عملية الدهس المتعمد بشاحنة في أحد أسواق برلين، ما أسفر عن مقتل 12 شخصًا، وإصابة العشرات، والذي دخل البلاد باسم مستعار. وأعلنت الاستخبارات الألمانية، مسبقًا، أنها أخضعت المشتبه فيه للمراقبة لعدة شهور، وشنّت الشرطة عمليات بحث عنه على نطاق أوروبا، والذي يدعى أنيس العامري، والهارب حتى الآن.
والشرطة الألمانية كانت على علم أن العامري مختبأ في إحدى الشقتين، فيما تواجه الأجهزة الأمنية الألمانية تساؤلات عدّة، بعد أن تبين أن العامري مسجل خطر، وكان من المفترض ترحيله خارج البلاد منذ شهور. وأصدرت نيابة مكافحة الإرهاب الألمانية، مذكرة جلب، ورصدت مكافأة لاعتقال أنيس العامري، الذي يبلغ 23 عامًا، فيما قدمت الشرطة أوصاف المشتبه فيه، وأضافت في بيان أنه "قد يكون خطرًا جدًا ومسلحًا". ورصدت مكافأة بقيمة 100 ألف يورو لمن يدلي بمعلومات تقود إليه.
وألقت السلطات الألمانية، القبض على العامري ثلاث مرات هذا العام، ورفضت طلب اللجوء الذي تقدم به، إلا أنه قد اختفى بعد ذلك. وتقدم سلطات برلين المشتبه فيه، باعتباره قريبًا من التيار السلفي الإسلامي. فيما حاول تجنيد آخرين لتنفيذ اعتداء قبل أشهر عدّة. وكان موضع تحقيق قضائي للاشتباه في تحضيره، لاعتداء قبل الهجوم بالشاحنة في برلين.
وأعلن مصدر تونسي، أن العامري هاجر بشكل غير شرعي إلى إيطاليا، حيث أمضى أربعة أعوام في السجن، بتهم العنف والتخريب داخل مركز المهاجرين، قبل أن يسافر إلى ألمانيا. وسكن في مقاطعة شمال الراين - وستفاليا، حيث أقام اتصالات بشبكة إسلامية متشددة، بقيادة أحمد عبد العزيز عبد الله، كانت تجند مواطنين ألمان للالتحاق بصفوف تنظيم "داعش" الإرهابي. وأكدت مصادر أخرى بأن الشاب التونسي، كان ملاحقًا بتهمة ضرب آخرين والتسبب لهم في جروح، إلا أنه اختفى قبل محاكمته.
وأوضح مدير مكتب واشنطن، كليمنز إرجن، ادعاءاته، بشأن علم السلطات الألمانية بوجود تهديد محتمل، من خلال تغريدة على حسابه الشخصي على موقع "تويتر"، دون أن تتخذ إجراءات أمنية؛ للوقوف على مدى صدق تلك التهديدات، بيد أن المخابرات الألمانية، لفتت نظر السلطات إلى أن الأسواق، وأماكن جذب السياحة تعاني من نقص أمني، مشيرةً إلى ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لإصلاح الوضع".
واختتم حديثه قائلًا "أن التحذير أكد أن تنظيمي "داعش" و"القاعدة"، والتنظيمات المرتبطة بهما، مستمرة في التخطيط وتنفيذ عمليات إرهابية، خلال فترة العطلات الرسمية". كما أوضح التقرير أن بعض اللاجئين الفقراء أكثر عرضة للتجنيد من قبل الجماعات الإرهابية المتطرفة، بحوالي 300 تسجيل، يُظهر محاولات متطرفين، لتجنيد لاجئين في أبريل/نيسان 2016.