وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان

أنهى الجيش الإسرائيلي تدريبا للقيادة على سيناريوهات حربية مع إيران وحلفائها، وفي الوقت الذي تم الكشف عن غارة نفذها سلاح الجو الإسرائيلي فجر الخميس، وقتل فيها 7 مسلحين في مثلث الحدود الجنوبي بين سورية والأردن وإسرائيل، أثارت القيادات الإسرائيلية السياسية أجواء درامية عالية.

وأعلن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، عن إلغاء سفره إلى كولومبيا في الأسبوع المقبل، وهرع وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان، إلى الجولان المحتل ليطمئن على قواته "اليقظة والمستعدة لمجابهة أي عدو"، بينما قال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن قواته لن تنجر إلى حرب مع قوات النظام السوري.

كانت القيادات الإسرائيلية برئاسة نتنياهو ليبرمان والرئيس رؤوبين رفلين احتشدت في القاعدة العسكرية البحرية الرئيسية في ميناء حيفا، للمشاركة في حفلة تخريج فوج من الضباط وأطلقوا تهديدات مباشرة إلى إيران تتعلق بنشاطها الحربي في البحر الأحمر وفي سورية وغيرهما. وقال نتنياهو: "إسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي محاولة إيرانية لإغلاق مضيق باب المندب، وستنضم إلى تحالف عسكري دولي لمجابهتها في حال أغلقت إيران المضيق، أو أقدمت على أي نشاط عسكري يعيق حرية الملاحة فيه"، وأضاف: "سنرى في ذلك إعلان حرب من طرف إيران وأتباعها".
وقال ليبرمان أثناء تفقده بطاريات صواريخ باتريوت في شمال إسرائيل إن "الوضع في سورية من وجهة نظرنا سيعود إلى ما كان عليه قبل الحرب الأهلية وإن من مصلحة الأسد ومن مصلحتنا أن يكون الوضع مثل سابق عهده"، وأضاف أن "الجيش الإسرائيلي لن يسمح لطهران بتعزيز قوتها، لا عند حدودها الشمالية في سورية ولا عند حدودها الجنوبية في قطاع غزة ولا خارج الحدود". واعتبر ليبرمان انتشار عناصر "حزب الله" إلى جانب الإيرانيين في سورية التحدي الأكبر لإسرائيل. وقال إن جيشه قادرٌ على مواجهة جبهتين في آن واحد.

كان ليبرمان وصل إلى قاعدة عسكرية في الشمال، في اختتام تدريبات عسكرية واسعة النطاق، لتحسين قدرة قيادة الجيش على خوض وقيادة حروب على مختلف السيناريوهات. وقال في كلمته إن الدفاع الجوي والمضاد للطائرات مستعدان لأي طارئ، وفي لحظة الحقيقة يثبتان قدراتهما. وأضاف: "ما زلنا نتعامل مع سورية كما كانت الظروف قبل الحرب الأهلية، لا نتدخل في شؤون البلاد، وليست لدينا النية للتدخل إذا لم تكن هناك حاجة إلى ذلك للحفاظ على مصالحنا الأمنية، ولا نبحث عن الاحتكاك مع أي طرف، ولكننا سنعرف كيف نرد على أي استفزاز من حدود لبنان أو سورية أو غزة".
واستمع ليبرمان إلى تقرير ميداني بشأن الحدث الدرامي الذي وقع قبل ساعات، عندما أغار الطيران الحربي الإسرائيلي في ساعات الفجر الأولى على تجمع مسلحين في الجنوب السوري في المنطقة المتاخمة لخط وقف إطلاق النار، على المثلث الذي تلتقي فيه حدود كل من سورية والأردن والمنطقة التي تحتلها إسرائيل من الجولان.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان عممه على وسائل الإعلام بشأن هذه الغارة، إن "الطيران الحربي قصف مجموعة من السوريين في جنوب الشق السوري من هضبة الجولان، بعد نحو الساعتين من مراقبتهم. فقد بدا في البداية أنهم هاربون من قوات النظام السوري، فلم نعترض طريقهم، لكن مع متابعة سيرهم، تبين أنهم متجهون نحو الحدود مع إسرائيل، ولما أيقنت القوات المراقبة أنهم مسلحون، بل مدججون بالأسلحة، يحمل كل منهم حزاما ناسفا ورشاش كلاشنيكوف وقنابل، تقرر إطلاق النيران عليهم، فقتل المسلحون السبعة وهم على بعد 200 متر من الحدود".
وقال الجيش في بيانه: "بعد تمشيط المنطقة، صباح اليوم (الخميس)، تم العثور على الأحزمة الناسفة والرشاشات من نوع كلاشنيكوف"، ورجح الجيش بأن من تم قتلهم بالغارات الإسرائيلية ينتمون إلى تنظيم "داعش"، حيث إنه ما زالت هناك قوة صغيرة قوامها 300 عنصر رفضت الاستسلام لقوات نظام الأسد وتواصل القتال. وحسب الناطق بلسان الجيش، رونين ميلس، فإن هذه القوة كانت تحارب قوات النظام وحده ولكنها كما يبدو قررت توجيه سهامها إلى إسرائيل حتى تجرها إلى حرب مع قوات النظام.