دمشق ـ نور خوام
رفعت قوى الأمن الداخلي في مخيم الهول؛ الواقع على بعد 40 كيلومترا جنوب شرقي مدينة الحسكة، حظر التجول بعد 24 ساعة من إعلانه غداة قيام سيدة تتحدر من جنسية أجنبية ويشتبه في انتمائها لتنظيم "داعش"، بطعن عنصر أمن قبل يومين نقل على أثره إلى المستشفى.
وروى مصدر أمني من داخل المخيم، طلب عدم الإفصاح عن هويته، تفاصيل الحادثة، وقال: «طلبت المرأة إذنا من قوى الأمن الداخلي للخروج من المخيم والذهاب إلى السوق، وسمح لها وأرسل معها عنصر مرافق»، إلا أنّ المرأة أقدمت على طعن العنصر المرافق لها من الخلف بسكين كان تحمله أثناء وجودهما في السوق، ولاذت بالفرار واختبأت بين الخيام، وأضاف المصدر: «على أثر ذلك فرضت قوى الأمن حظرا للتجوال في المخيم، واستنفرت المنظمات لإجلاء موظفيها».
إقرأ ايضــــا: قوات الأمن تُحبط تسلسل 16 شخصًا داخل الأراضي اللبنانية
وأعلنت منظمات ومؤسسات دولية عاملة في مخيم الهول استئناف أنشطتها الإنسانية وتقديم الخدمات، وأكد المصدر أنّ «جميع موظفي المنظمات عادوا إلى مكاتبهم، وهم على رأس أعمالهم اليوم (أمس)».
ويضم مخيم الهول في مدينة الحسكة نازحين فروا من مناطق سيطرة التنظيم يتحدرون من جنسيات غربية وعربية، ويعيش فيه أكثر من 73 ألفا. وبسبب الخلافات والمشاجرات التي وقعت داخل المخيم بين النساء الأجنبيات المتشدّدات القادمات من جنسيات غربية وآسيوية، والسوريات والعراقيات والمتحدرات من بعض الدول العربية، فصلن في مكان منعزل ضمن المخيم يخضع لمراقبة أمنية مشددة، ولا يجوز للمهاجرات التنقل أو التوجه إلى سوق المخيم دون مرافقة أمنية.
وقال الدكتور عبدالكريم عمر، رئيس «دائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية» لشمال وشرق سورية: «هناك 12 ألفاً؛ 4 آلاف سيدة، و8 آلاف طفل من جنسيات أوروبية وأجنبية، يقطنون في مخيم الهول».
ويطالب الأكراد الدول الغربية، خصوصا أعضاء دول التحالف، بتحمل مسؤولياتها واستعادة مواطنيها وعائلاتهم لمحاكمتهم على أراضيها، ومع تردد غالبية الدول؛ طالبوا بإنشاء محكمة دولية خاصة لمحاكمتهم واحتجازهم في سورية.
وتسلمت دول قليلة عددا من أفراد عائلات مقاتلي التنظيم المتطرف؛ مثل فرنسا وهولندا وأستراليا وأوزبكستان وكازاخستان وكوسوفو، وأعداد مواطنيها الذين سلموا إليها كبيرة، وأخرى تسلمت أعدادا محدودة مثل السودان والنرويج والولايات المتحدة.
وأوضح عمر أنّ ملف المحتجزين الأجانب وعائلاتهم يشكل عبئا كبيرا على الإدارة الكردية التي طالبت مرارا بلدانهم باستعادتهم. وقال في نهاية حديثه: «رغم كل هذه الدعوات، فإن كثيراً من الدول تتردد في استعادة مواطنيها».
قد يهمــــك أيضــــا:
"داعشي" ألماني معتقل لدى "قسد" يعلن عن ندمه على الإنضمام إلى التنظيم المتطرف
تجدُّد الاشتباكات العنيفة بين "داعش" و"قسد" في بلدة الشعفة بريف دير الزور