فرنسوا فيون

يحقِّق المرشح المحتمل في انتخابات الرئاسة الفرنسية فرنسوا فيون، دعمًا غير متوقع في السباق على الفوز بلقب مرشح يمين الوسط في هذه الانتخابات المقررة في العام المقبل، حسب ما ذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية، التي أوضحت أن استطلاعات الرأي أظهرت ارتفاع حظوظ فيون وهو الذي سبق أن شغل منصب رئيس الوزراء خلال الفترة التي تولى فيها منافسه الحالي نيكولا ساركوزي الرئاسة في فرنسا، في الفترة ما بين مايو/أيار 2007 ومايو/أيار 2012، وذلك بالرغم من بقاء الان جوبيه في المقدمة حتى الان.

السيد آلان جوبيه، وهو أيضا رئيس وزراء سابق في فرنسا، واجه انتقادات عنيفه من قبل فيون في ما يتعلق برؤيته حول تأسيس مجتمع متعدد الأعراق، وهو الأمر الذي وضعه في موقف المدافع عن نفسه أمس، من جراء النبرة اللينة التي تبناها تجاه المسلمين.

أما الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، فقد شهد موقفه تحسنًا كبيرًا في الاستطلاعات التي تم إجراؤها مؤخرا، حيث أنه تزايدت أسهمه بسبب خطابه المتشدد الذي غازل فيه القطاع المحافظ متعهدًا بفرض حظر على لباس البحر المحتشم الـ"بوركيني" والذي ترتديه النساء المسلمات في الشواطيء. كما أكد أنه سوف يقوم بإرسال الشباب العاطل للعمل بالجيش الفرنسي.

في حين أن فيون ربما يستطيع قلب الموازين خلال الانتخابات الداخلية في الحزب الجمهوري الفرنسي، وذلك من خلال رؤيته "التاتشرية" التي يتبناها، ليصبح أحد أقوى المنافسين في الانتخابات الفرنسية المقبلة، والتي من المقرر أن يتم إجراؤها في شهر إبريل/نيسان المقبل.

وتقول صحيفة "تايمز" إن الجولة الأولى من الانتخابات التمهيدية في فرنسا من المقرر أن تنطلق يوم الأحد المقبل، حيث سيصل المرشحين الحاصلين على أعلى الأصوات إلى جولة ثانية من التصويت في الأسبوع التالي.

وأضافت الصحيفة البريطانية أن الفائز بترشيح الحزب الجمهوري، والذي يمثل اليمين الوسط في فرنسا، ربما يكون صاحب أفضل الفرص خلال الانتخابات المقررة في إبريل/نيسان، في ظل الفرص الضئيلة التي يحظى بها الرئيس الفرنسي الحالي فرنسوا هولاند للحصول على فترة جديدة، وكذلك الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها الحزب الجمهوري.

وأوضحت "تايمز" أنه بالرغم من الشعبية الجارفة للجبهة الوطنية الفرنسية، والتي تمثل التيار اليميني المتشدد، فإن مرشحة الحزب مارين لوبان ربما لا تحظى بفرص كبيرة في الوصول إلى الإليزيه، بحسب الاستطلاعات، وذلك بالرغم من أن كافة التوقعات ترشحها للوصول إلى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية.

وحسب استطلاع نشرته صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية، فإن جوبيه قد تراجع سبع نقاط كاملة خلال شهر واحد بسبب حديثه عن طموحة في الوصول إلى هوية فرنسية متعددة الأديان والأعراق، تحتضن كافة أنواع البشر باختلاف هوياتهم ودياناتهم، حيث حقق 36 بالمائة من مجموع المشاركين في الاستطلاع، بينما حقق ساركوزي نسبة 30 بالمائة، بزيادة نقطتين عن أخر استطلاع، في حين جاء فيون ثالثا بنسبة 18 بالمائة، محققا زيادة قدرها سبع نقاط.

وأضافت الصحيفة البريطانية أن الرئيس السابق نيكولا ساركوزي هو الوحيد القادر على التحدث إلى المواطنين بنفس الطريقة التي سبق وأن تبناها دونالد ترامب في الولايات المتحدة، حيث أنه انتقد آلان جوبيه، متهمًا إياه بعدم القدرة على محاربة تنظيم "داعش"، موضحا أن فرنسا تبدو مستهدفة من قبل العديد من التنظيمات المتطرفة لأنها تعتقد أنها ضعيفة.

من جانبه، يرى جوبيه أن ساركوزي يسعى لاستنساخ نفس الخطاب الذي تطلقة الجبهة الوطنية، وزعيمته مارين لوبان، موضحا أن رؤية ساركوزي من شأنها تقسيم البلاد وإحداث حالة من الاستقطاب.