المجلس الرئاسي الليبي برئاسة فايز السراج

حذَّر المجلس الرئاسي الليبي برئاسة فايز السراج أمس الثلاثاء، من دخول أي مجموعات مهما كانت صفتها، العاصمة طرابلس من دون تنسيق، وتحت إشراف كامل من حكومة الوفاق والأجهزة الأمنية التابعة لها وألمح المجلس في بيان تناول الأحداث الأخيرة في طرابلس، أنه سيضرب "بيد من حديد كل من تسول له نفسه ترويع المواطنين، والعبث بأمن العاصمة". وأضاف البيان أن "طرابلس مدينة لكل الليبيين وحمايتها مهمة الجميع تحت شرعية حكومة الوفاق"، كاشفاً عن عزمه اتخاذ إجراءات تكفل عودة المهجرين من بيوتهم قبل انقضاء شهر رمضان.

وأتت مواقف المجلس الرئاسي رداً على بيان آمر قوة العمليات الخاصة التابعة للجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، الرائد عماد الطرابلسي، حصلت "الحياة" على نسخة منه، وجاء فيه أن القوة شرعت في التجهيز لدخول العاصمة من أجل تأمين عودة العائلات المهجرة من مناطق في مدينة طرابلس منذ 2014، مؤكداً العزم على حماية عودة مهجري طرابلس إلى بيوتهم وتأمينهم والدفاع عنهم في الأحياء الغربية للعاصمة في اليومين المقبلين.

وقال قائد القوة التي كانت تُعرف سابقاً بـ"كتيبة الصواعق": إن ما دفعهم إلى هذه الخطوة هو تشرد ونزوح عدد كبير جداً من العائلات والأفراد ووصولهم إلى أكثر من 20 ألف عائلة نازحة، في ظل الظروف الحياتية الصعبة التي تعيشها هذه العائلات من ارتفاع الإيجارات وارتفاع أسعار السلع. وأشار الى أنه أخطر كل الجهات المعنية بمَن فيها بعض السفارات وبعثة الأمم المتحدة والمجلس الرئاسي. وحمّل آمر قوة العمليات الخاصة، المجلس الرئاسي مسؤولية التعرض لهذه العائلات من قبل المسلحين المتواجدين في طرابلس، مضيفاً أنه تواصل مع السراج الذي لم يقدم لهم حتى الآن أي ضمانة رسمية لسلامة الناس، لافتاً إلى أنه على ثقة بأن أبناء طرابلس لن يقتلوا أو يستقبلوا أهلهم بالسلاح.

وقال الطرابلسي إن العملية كان يجب أن تتم يوم الأحد لكنهم آثروا التريث إلى حين استكمال بعض الترتيبات الأمنية، مؤكداً تواصله مع أطراف عدة داخل العاصمة. وحذر من أن أي تهديد لعودة المهجرين بالسلاح ستتم مواجهته بالقوة، وأن قواته ستدفع الدماء للدفاع عن أهلها، مبيناً أنهم بعيدون من العمل السياسي، وأن مهمته كرجل أمن هي تأمين عودة المهجرين.

وكانت العائلات المحسوبة على مدينة الزنتان في جبل نفوسة خرجت من طرابلس عقب اندلاع عملية "فجر ليبيا" في حزيران/ يوليو 2014، خوفاً من عمليات اعتقال على الهوية، كانت أطلقتها كتائب مسلحة من المنطقة الغربية تتحدّر معظمها من مدينة مصراتة بهدف إخراج كتائب محسوبة على مدينة الزنتان من العاصمة. وذكرت القوة أنها ليست ضد أي طرف داخل طرابلس وليست ضد أبناء وأهالي العاصمة، بل أنها مشكلة من كل أبناء ليبيا وطرابلس بالأخص من فشلوم ومن تاجوراء، مؤكدين أنهم سيقضون شهر رمضان المبارك داخل منازلهم في طرابلس.

وأعلنت رابطة أهالي الزنتان المهجرين من طرابلس في بيان أنها لم تخول أي جهة بتمثيلها أو التحدث باسمها مع أي جهة أو أشخاص أو مجموعات مسلحة بخصوص الرجوع لطرابلس، مؤكدة أنها لن تسمح "لأي متسلق أو مصلحي التسلق من خلالها للوصول لمآربه الخاصة".

من جهة أخرى، قال مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا مارتن كوبلر خلال لقائه السراج في طرابلس أول من أمس، إنه آن الأوان لحل سياسي للأزمة، وشدد على ضرورة توقف العنف. وكتب كوبلر في تغريدة على حسابه على "تويتر" أن هذا اللقاء جاء تعبيراً عن تضامنه مع الناس في طرابلس، ومع المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق.

على صعيد آخر، نفى مكتب رئيس "حزب الوطن الليبي" اعتقال رئيسه عبدالحكيم بلحاج أثناء تواجده في تركيا. وقال المكتب إن الإشاعات المتداولة عن حدوث إشكالات مع السلطات التركية أثناء وجود بلحاج في إسطنبول غير صحيحة. وأشار المكتب إلى أن بلحاج يجري اجتماعات مع جهات ديبلوماسية في إسطنبول تتعلق بالتطورات السياسية في ليبيا. وأضاف أن بلحاج أكد في لقاءاته على ضرورة دعم الحوار بين الليبيين، مشددًا على ضرورة الالتزام بكل بنود اتفاق الصخيرات الذي رعته الأمم المتحدة.