عملية التصويت في إيطاليا

تجري عملية التصويت في إيطاليا حيث الانتخابات، التي ربما تحضر معها الجمود السياسي، بعد حملة أثارها الغضب على الاقتصاد غير المستقر، وارتفاع نسبة البطالة والهجرة، وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها في الساعة السابعة صباحا.

وتتوقع استطلاعات الرأي أن رئيس الوزراء الأسبق سيلفيو برلوسكوني وحلفائه في اليمين المتطرف سيحصلون على أكبر كتلة في البرلمان، ولكن ليس الأغلبية، ويبدو أن حركة 5 نجوم، أكبر حزب موحد يغذي وجوده في الانتخابات من خلال الاستياء من الفساد المترسخ والفقر المتزايد، بينما يأتي ثالثا الحزب الديمقراطي اليساري الحاكم.

وانتظر الناخبون في طوابير طويلة للتصويت، وظلت بعض مراكز الاقتراع مغلقة في باليرمو لساعتين بسبب إصدار بطاقات اقتراع خاطئة وإعادة طباعة 200 ألف بطاقة جديدة بين عشية وضحاها، وأُبُلغ عن حدوث أخطاء مماثلة في الاقتراع في أماكن أخرى، مما أدى إلى تعليق التصويت في مدينتين في اليساندريا.

وتجدر الإشارة إلى أن أكثر من 46 مليون شخص يحق لهم التصويت يوم الأحد، بمن فيهم الإيطاليون بالخارج الذين أرسلوا بالفعل بطاقاتهم في صناديق الاقتراع، ومن المتوقع أن تجرى عملية فرز الصناديق بعد إغلاق صناديق الاقتراع في الساعة 11 مساء، ويتم الإعلان عن النتائج النهائية يوم الأثنين.

وفي هذا السياقن قال ستيف بانون، كبير الاستراتيجين السابقين في البيت الأبيض "إيطاليا هي الأهم في العالم الآن، حتى أنها أهم من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وثورة ترامب في الولايات المتحدة، حيث الناخبين الذين صوتوا لحكومات اليسار واليمين الوسطي، ولكن لم يفلحوا، وبالتالي ينظر الإيطاليون الآن إلى بديل آخر، وما يريدونه هو عودة السلطة للشعب في ثورة شعبية".

ويتواجد السيد بانون في العاصمة الإيطالية لمراقبة نتائج الانتخابات الإيطالية عن كثب، والتي وصفها أنها أهم حدث سياسي في العالم الآن، ويذكر أن إيطاليا المثقلة بالديون تعد ثالث أكبر اقتصاد في منطقة اليورو المكونة من 19 عضوا، وعلى الرغم من تفاؤل المستثمرين قبل الاقتراع، فإن الجمود السياسي المطول يمكن أن يعيد تهديد خطر عدم استقرار السوق، حيث قال لورينزو بريجلياسكو، المؤسس المشارك لشركة يوترند "لقد كان هناك زخم لحركة خمسة نجوم في الأيام الأخيرة من الحملة، ولكن من الصعب أن نرى أي حزب أو ائتلاف يحصل على 40 % اللازمة لتشكيل حكومة".

وشهدت الحملة عودة السيد برلوسكوني إلى سياسة الخطوط الأماميةن واضطر الرجل البالغ من العمر 81 عاما إلى ترك منصبه كرئيس للوزراء في عام 2011 في ذروة أزمة الديون السيادية، بعد فضائح جنسية ومشاكل قانونية وسوء حالته الصحية، حيث إدانته في عام 2013 بالاحتيال الضريبي، وهذا يعني أنه لا يستطيع أن يشغل منصبا عاما، ووضع بعده أنطونيو تاغاني، رئيس البرلمان الأوروبي لخلافته، وهدف تاغاني إلى تهدئة المخاوف في أوروبا من الشعبويين، خاصة حركة ليغا، والتي تعهد زعيمها ماتية سالفيني، بترحيل 600 ألف مهاجر وصلوا إلى إيطاليا خلال السنوات الأربع الماضية.

وتقول بعض استطلاعات الرأي أن الليغا يمكن أن تتغلب على حزب فورزا إيطاليا الذى يرأسه بيرلسوكوني في انتخابات يوم الأحد، وقد تزايدت الأحزاب الشعبية في جميع أنحاء أوروبا منذ الأزمة المالية عام 2008، ولكن الأحزاب السائدة في إيطاليا وجدت صعوبة خاصة في احتواء غضب الناخبين، خاصة مع تدهور الوضع الاقتصادي وارتفاع نسبة البطالة.

ونجحت حركة 5 نجوم بقيادة لويغي دي مايو، البالغة من العمر 31 عاما، بشكل خاص في التغلب على السخط في الجنوب، ووعدت يتوفير أجر شامل شهري يصل إلى 780 يورو للفقراء، ويقول الاقتصاديون إن إيطاليا لا تستطيع تحمل الأجور العالمية، لكن العديد من الوعود التي تقوم بها الحملات الانتخابية من المحتمل أن تسقط على الطريق، إذا كان هناك برلمان معلق كما أنه يتعين التوصل إلى اتفاق لتقاسم السلطة.

وعلى الرغم من أن جميع قادة الأحزاب استبعدوا أي تحالفات بعد الانتخابات مع المنافسين، فإن إيطاليا لديها تاريخ طويل في إيجاد مخرج من الجمود السياسي المستعصي، ولكن إذا لم يكن هناك انتصارا واضحا يوم الأحد، فقد يستغرق الأمر أسابيع قبل التوصل إلى اتفاق حكومي.

ولا يمكن للرئيس سيرغيو ماتاريلا، بدء أي محادثات رسمية للائتلاف إلا بعد أن ينعقد البرلمان الجديد يوم 23 مارس/ آذار المقبل، وسيحتاج رئيس الوزراء المقبل إلى الفوز بأصوات الثقة في كلا المجلسين قبل توليه منصبه.