عدن ـ عبدالغني يحيى
يُعَدُّ القتال العنيف الذي اشتعل في مدينة الحديدة اليمنية، بأنه الأسوأ حتى الآن، كما وصفه السكان المحلييون، هذا رغم الدعوات إلى وقف إطلاق النار من جانب الأمم المتحدة، وإعلان المتمردين الحوثيين الإلتزام بالهدنة. وقال السكان محليون ان الهدوء الذي ساد لساعات تبدَّد مساء الاثنين، بعد اندلاع قتال كثيف في الشوارع امتد الى وسط المدينة مع ضربات جوية اودت على الاقل بحياة 12 قتيلا في الاحياء الشرقية.
وقد وُجِهت الطائرات الحربية التابعة للتحالف العربي بنيران المضادات من قبل المتمردين الحوثيين. وقال أحد السكان المحليين ويدعى ابراهيم سيف: "نواجه قصفا عشوائيا من الجانبين"، ولم ترد تفاصيل أخرى عن وقوع اصابات.
وعلى الرغم من أن الحوثيين قالوا يوم الاثنين أنهم سيتوقفون عن إطلاق الصواريخ على المملكة العربية السعودية المجاورة كجزء من جهود السلام، أعقب الإعلان هجوم صاروخي انتقامي على موقع لقوات التحالف قرب الحدود السعودية.
ويشكل العنف الجديد ضربة للجهود الدبلوماسية التي قام بها المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن ، مارتن غريفيث ، والمملكة المتحدة ، التي ترأس حالياً مجلس الأمن الدولي. وفي اجتماع للمجلس يوم الإثنين الماضي، قدمت المملكة المتحدة مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في معركة الحديدة وتقديم ضمانات من كلا الطرفين بتسليم المواد الغذائية والأدوية إلى 14 مليون مواطن يعاني من الجوع في اليمن.
ومن غير الواضح متى سيكون هناك تصويت على القرار الذي يواجه معارضة كبيرة من دول الخليج التي تحارب ضد الحوثيين لتمكين الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا من تسلم السلطة.
ويريد التحالف العربي استعادة السيطرة على الحديدة من أجل تمهيد الطريق إلى صنعاء ، العاصمة التي يسيطر عليها المتمردون ، والتي يعتقد أن السيطره عليها سينهي الحرب. وتعتبر الحديدة المدينة الأكثر أهمية في اليمن بسبب مينائها ، حيث يمر 80٪ من السلع التجارية والمساعدات والوقود في البلاد.