بغداد - نهال قباني
أقلعت مقاتلات حربية أميركية من طراز FA-18 Super Hornet على متن حاملة الطائرات هاري ترومان لشن غاراتٍ جوية على أهداف تابعة لتنظيم "داعش" في مدينة الفلوجة العراقية، في الوقت الذي يخوض فيه الجيش العراقي مواجهاتٍ من أجل استعادة السيطرة على المدينة.
وتأتي الهجمات بعد دعوة المتحدث باسم تنظيم "داعش" أبو محمد العدناني أتباع الجماعة الإرهابية لخوض " شهر الفتوحات والجهاد " في جميع أنحاء أوروبا وأميركا خلال شهر رمضان. وناشد العدناني أتباع التنظيم بالإستعداد لجعل هذا الشهر بمثابة النكبة في كل مكان علي غير المسلمين.
وتناولت وزارة الخارجية بإهتمام الرسالة التحذيرية التي جاءت قبيل شهر رمضان الذي يبدأ في الخامس من شهر حزيران / يونيو، وذلك لأن رسائل العدناني السابقة تبعها وقوع ثلاثة هجمات كبري العام الماضي. ويقدر المقاتلين الإرهابيين بأن التضحية تعد أكثر قيمة خلال ذلك الشهر، والذي أنزل فيه القرآن الكريم علي النبي محمد.
وبينما ذكرت وزارة الخارجية بأنها ليست مدركة لأي تهديدات محددة، ولم تر تصاعد في وتيرة العمليات الإرهابية خلال ذلك الشهر من قبل، إلا أن السلطات أضافت بأن رسالة العدناني قد تثبت بأنها مخادعة للبعض. فيما كشف قائد السلاح الجوي تشارلز براون بأنه يجري إستخدام مخزونات قديمة من القنابل الذكية في عمليات القصف علي مواقع التنظيم الإرهابي نظراً لنفاذ القنابل الجديدة لدي الجيش، مشدداً خلال حديثه إلي المسؤولين التنفيذيين في الحكومة علي ضرورة القيام ببعض التحليلات حول مناطق المخاطرة التي تستدعي سحب المخزونات المخصصة لحالات الطوارئ الأخري.
وأضاف براون بأن التحالف قام بتنفيذ نحو 12,453 غارة جوية في الإجمال على أهداف في العراق وسورية منذ آب / أغسطس عام 2014 ، وشارك في ثلاثة أرباع هذه الهجمات تقريباً الطائرات الأميركية من دون طيار. كما استخدم في الغارات الجوية ما يزيد عن 41,000 قنبلة، فضلاً عن إقراض الولايات المتحدة القنابل للحلفاء من أجل قيامهم بتنفيذ الغارات الجوية.
وشاركت حاملة الطائرات ترومان Truman من خلال الطائرات على متنها في إطلاق ما يزيد عن 1,100 من هذه القنابل خلال الأشهر الأربعة الأولي هذا العام، لتتخطي بذلك الرقم القياسي السابق الذي حققته الطائرات علي متن الحاملة يو إس إس تيودور روزفلت USS Theodore Roosevelt
وتتمركز الحاملة ترومان في الوقت الحالي بالبحر الأبيض المتوسط، فيما كانت الطلعات التي أجريت الجمعة هي الأولي علي الشرق الأوسط من ذلك البحر منذ بداية الحرب علي العراق في عام 2003.
وصرح العقيد محمد إبراهيم الناطق بإسم القيادة العراقية إلي السي إن إن CNN بأن الغارات الجوية استهدفت مراكز القيادة لتنظيم داعش وشبكات الأنفاق داخل مدينة الفلوجة Fallujah، إضافة إلى مراكز إجتماع زعماء الجماعة الإرهابية جنوب المدينة التي تواجد بها القائد العسكري الذي يعرف باسم " أمير دولة الفلوجة ".
إلا أنه لم يتضح حتى الآن ما إذا كان ذلك القائد العسكري من بين القتلى ، في ظل استمرار مقاتلي تنظيم "داعش" بمحاولة انتشال جثث القتلى من تحت الأنقاض باستخدام الروافع.
وأشار إبراهيم إلي أنه وفي الوقت الحالي تقوم وحدات الجيش العراقي التي تراجعت في أغلب فترات العام الماضي من قبل تنظيم "داعش" في سلسلة من الهزائم المذلة بمحاصرة المدينة التي كانت أول من يسيطر عليها الإرهابيين في العراق في كانون الثاني / يناير من عام 2014.
ويستعد حالياً الجيش المدعوم من قبل المليشيات الشيعية لتنفيذ هجوم نهائي لإستعادة السيطرة علي المدينة، في خطوة من شأنها أن تحرم الإرهابيين من نقطة الإنطلاق الرئيسية للقيام بعمليات إرهابية في المنطقة.
كما أن فقدان السيطرة علي مدينة الفلوجة سوف يكون بمثابة ضربة موجعة لتنظيم داعش الذي يسعى لإقامة دولة الخلافة في الشرق الأوسط.
ولا يزال يتواجد نحو 2,000 شخص من المدنيين داخل مدينة الفلوجة بما فيهم 20,000 طفل، والذين يتم إستخدامهم كدروع بشرية وفقاً للأمم المتحدة. بينما الرجال في العمر الذي يؤهلهم للقتال يجبرون علي الإنضمام إلي صفوف الإرهابيين أو يسقطوا قتلي في حال رفضهم. فيما يحاول الآلاف الفرار من المدينة عبر نهر الفرات أو الإبحار بواسطة العبارات المؤقتة.
وفي سورية، بدأت القوات المدعومة من قبل الرئيس بشار الأسـد في استعادة السيطرة على الأراضي التي تقع في الطريق إلى مدينة الرقة Raqqa حيث العاصمة الفعلية للجماعة الإرهابية، سعياً نحو استعادة المدينة من قبضة التنظيم.
ونجح الجنود الموالين للأسد يوم الجمعة في إستعادة تقاطع طريق زكية Zakiyah الواقع علي الحدود ما بين محافظات حماةHama و الرقة Raqqa بحسب ما أوردته المصدر Al-Masdar للأنباء. كما سيطر الجنود أيضاً علي مدينة أبو علاج Abu Al-Allaj مع السعي نحو السيطرة على مدينة الطبقةTabqah التي سوف يتم إستخدامها في الهجوم على مدينة الرقة نفسها.
كما نجحت أيضاً قوات البشمركة الكردية الى جانب قوات المتمردين المدعومة من قبل الولايات المتحدة في استعادة السيطرة علي طرق الإمداد الحيوية على طول الحدود السورية التركية. وتخوض البشمركة أيضاً مواجهات ضد قوات تنظيم "داعش" بالقرب من معقلهم في مدينة الموصل Mosul العراقية التي تعد الهدف القادم الذي تسعى إليه القوات الحكومية بعد استعادتها للسيطرة على مدينة الفلوجة.