دمشق - نور خوام
سُمع دوي انفجارات في منطقة عفرين الواقعة شمال غرب حلب، تبين أنها ناجمة عن قصف من قبل القوات التركية استهدف قرى قسطل جندو ومريمين والشوارغة وجلبر وتل جيجان في ريف عفرين والخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردي، ما أسفر عن سقوط جرحى، كذلك قصفت القوات التركية مواقع لـ"قوات سورية الديمقراطية" في جبل برصايا في ريف حلب الشمالي، عقبه قصف من قبل قوات سوريا الديمقراطية على مواقع الفصائل بمحيط مدينة اعزاز بالريف ذاته، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية إلى الآن، بينما قصفت القوات الحكومية مواقع للفصائل غرب حلب.
وتعرَّضت مناطق في ريف حمص الشمالي لقصف صاروخي من قبل القوات الحكومية دون معلومات عن خسائر بشرية، في حين تتواصل الاشتباكات على محاور في بادية تدمر الشرقية وطريق تدمر السخنة بالريف الشرقي لحمص، بين تنظيم "داعش" من طرف، والقوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من طرف آخر، وكان المرصد السوري لحقوق الانسان نشر منذ ساعات أن القوات الحكومية تمكنت من تحقيق تقدم جديد اليوم بغطاء جوي وصاروخي وسيطرت على تلال ومواقع شمال المحطة الثالثة.
وفي محافظة دير الزور، نفذت طائرات حربية يرجح أنها تابعة للتحالف الدولي، ضربات استهدفت خلالها أماكن في محيط مدينة البوكمال بريف دير الزور الشرقي، في حين تعرضت مناطق في أحياء خاضعة لسيطرة تنظيم "داعش" بمدينة دير الزور لقصف جوي وصاروخي، من القوات الحكومية والطائرات الحربية، ولم ترد أنباء عن إصابات حتى اللحظة. وفي محافظة إدلب، انفجرت قنبلة لم تكن قد انفجرت بوقت سابق من مخلفات قصف جوي على مناطق في قرية عين السودا بريف جسر الشغور الشرقي، ما أسفر عن إصابة 3 أطفال بجراح أحدهم في حالة خطرة.
أما في محافظة حماة، فقد قصفت القوات الحكومية أماكن في منطقة السطحيات بريف حماة الجنوبي الشرقي، في حين جددت طائرات حربية قصفها على مناطق يسيطر عليها التنظيم في الريف الشرقي لحماة، وكان المرصد السوري نشر أمس الاثنين أن انفجارات متتالية هزت في الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين الـ 3 من تموز / يوليو من العام الجاري 2017، ريف حماة الشرقي، ناجمة عن غارات عنيفة ومكثفة نفذتها الطائرات الحربية الروسية والتابعة للنظام، مستهدفة مناطق سيطرة تنظيم "داعش" في قرى البرغوثية وأبو حبيلات وأبو حنايا وجنى العلباوي وحمادة عمر وصلبا ومسعود وقليب الثور والبرغوثية والحردانة وعكش وأبو دالية ومناطق أخرى يسيطر عليها في ناحية عقيربات بريف حماة الشرقي، لتأتي بالتزامن مع المعارك التي تشهدها المنطقة بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جهة، وتنظيم "داعش" من جهة أخرى، بريفي مدينة سلمية الشرقي والشمالي الشرقي، في محاولة من القوات الحكومية التقدم على حساب التنظيم وإبعاده عن طريق سلمية أثريا والمؤدي إلى خناصر ومدينة حلب، وإنهاء تواجده في الريف الشرقي لحماة.
وهذه الاشتباكات التي بدأتها القوات الحكومية والتي ترافق القصف المتصاعد منذ حوالي اسبوعين، بالصواريخ البالستية والطائرات الحربية الروسية والتابعة للنظام، والصواريخ التي يعتقد أنها من نوع أرض أرض، تأتي في إطار عملية عسكرية واسعة عقب السيطرة على طريق الرصافة أثريا وإنهاء تواجد تنظيم "داعش" في محافظة حلب تحاول القوات الحكومية من خلالها التقدم بامتداد يبلغ نحو 45 كلم، يصل ما بين محور نقاط شهد 9 وشهد 10 بجنوب غرب منطقة الشيخ هلال بريف حماة الشرقي، وبين حقل شاعر للغاز في بادية حمص الشرقية، والذي سيتيح لالقوات الحكومية في حال تمكنت من تحقيق هذا التقدم، من إجبار تنظيم "داعش" على الانسحاب من مساحة تقدر بنحو 2500 كيلومتر مربع، تمتد على محافظتي حمص وحماة، لتمكِّن القوات الحكومية إنهاء تواجد تنظيم "داعش" في محافظة حماة، وإجراء تأمين كامل لطريق سلمية أثريا خناصر حلب، والذي يعد الشريان الرئيسي المغذي لمدينة حلب ومناطق سيطرة النظام في المحافظة، كما أنها ستؤمن طريق تدمر حمص بشكل كامل.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر في الـ 30 من حزيران / يونيو من العام الجاري 2017، أن القوات الحكومية بقيادة مجموعات النمر وبدعم من المسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية بدأت عملية تمشيط قرى وتلال ريف حلب الجنوبي الشرقي، حيث أكدت مصادر موثوقة للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن عناصر تنظيم "داعش" انسحبوا خلال ساعات الليل من ريف حلب الجنوبي إلى مناطق سيطرته في البادية السورية، عبر مئات الأمتار التي كانت القوات الحكومية أبقتها بدون سيطرة بعد تقدمها على طريق الرصافة أثريا قبلها بيوم، وجرى الانسحاب للتنظيم من القرى والبادية التي كان يتواجد فيها بريف حلب الجنوبي الشرقي، إلى مناطق سيطرته في البادية السورية، حيث أنهى هذا التقدم للقوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، تواجد تنظيم "داعش" في محافظة حلب، كما أمَّن هذا التقدم طريق حلب خناصر أثريا بشكل كامل، ويبقى الطريق الممتد من أثريا إلى السلمية معرضاً لهجمات من التنظيم المنتشر على مسافة قريبة من الطريق بريفي مدينة سلمية الشرقي والشمالي الشرقي، كذلك يسمح هذا التقدم للقوات الحكومية بالاقتراب من حقل توينان للغاز والذي تسعى جاهدة للسيطرة عليه.
وفي محافظة الرقة، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن الاشتباكات العنيفة تدور بين قوات سوريا الديمقراطية المدعمة بالقوات الخاصة الأمريكية من جهة، وتنظيم "داعش" من جهة أخرى، في جنوب مدينة الرقة، عند الضفاف الجنوبية لنهر الفرات، حيث تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من تحقيق تقدم والسيطرة على قرية رطلة، فيما أسفرت الاشتباكات التي ترافقت مع قصف مكثف على القرية وضربات لطائرات التحالف الدولي، عن مقتل 16 على الأقل من عناصر تنظيم "داعش" ليرتفع إلى 33 على الأقل عدد عناصر التنظيم الذين جرى توثيقهم منذ يوم أمس في القصف والاشتباكات بمدينة الرقة وجنوبها.
وعلى صعيد متصل لا تزال الاشتباكات متواصلة بين عناصر تنظيم "داعش" من جهة، وقوات سورية الديمقراطية وقوات عملية “غضب الفرات” من جهة أخرى، على عدة محاور في أحياء واقعة بغرب وشمال غرب وشرق مدينة الرقة، وسط استهدافات متبادلة بين طرفي القتال، حيث تحاول قوات عملية “غضب الفرات” تحقيق مزيد من التقدم نحو عمق مدينة الرقة، بغية التضييق على التنظيم وتقليص نطاق سيطرته داخل المدينة.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد قبل ساعات بأن معقل تنظيم "داعش" في سورية، يشهد منذ أول أمس، المصادف للأول من تموز / يوليو من العام الجاري 2017، اشتباكات متواصلة بعنف بين قوات سوريا الديمقراطية وقوات عملية “غضب الفرات” المدعمة بطائرات التحالف الدولي من جهة، وتنظيم "داعش" من جهة أخرى، على محاور في أطراف مدينة الرقة، حيث تتركز الاشتباكات على شارع الكورنيش الواقع بين سوق الهال وحي هشام بن عبد الملك، بالتزامن مع اشتباكات على محاور في غرب المدينة، وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات سورية تمكنت من تحقيق تقدم في غرب المدينة والسيطرة على المساحة الواقعة بين حي السباهية وأطراف حي اليرموك بغرب وجنوب غرب المدينة، وترافقت الاشتباكات مع قصف لطائرات التحالف الدولي على مواقع التنظيم ومناطق سيطرته، وخلفت هذه الاشتباكات خسائر بشرية في صفوف طرفي القتال، حيث وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال الـ 24 ساعة الفائتة، 23 مقاتلاً على الأقل من قوات سورية الديمقراطية قضوا في التفجيرات والاشتباكات مع التنظيم، فيما قتل 17 مقاتلاً على الأقل من عناصر التنظيم في الضربات الجوية والاشتباكات التي رافقتها، كما أصيب مقاتلون آخرون من الطرفين بجراح متفاوتة الخطورة.