غزة ـ كمال اليازجي
أبدت حركة "حماس" للمرة الثانية في غضون أيام قليلة استعدادها الجدي للذهاب إلى انتخابات شاملة في الأراضي الفلسطينية، تتضمن الرئاسة والمجلس التشريعي والمجلس الوطني، وأنها ستلتزم بنتائجها مهما كانت، وقال موسى أبو مرزوق، عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" ومسؤول ملف المصالحة فيها، إن حركته عرضت هذا الخيار على المسؤولين المصريين في حوارات سابقة، موضحا أنها تشدد عليه من جديد اليوم، خصوصا في ظل الحديث عن عدم إمكانية تطبيق اتفاقيات المصالحة في 2005 و2011 و2014 و2017.
وشكك أبو مرزوق في تغريدة له عبر "تويتر" في أن الحديث عن الانتخابات للاستهلاك فقط. في إشارة منه لتصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس، التي أدلى بها في خطابه أمام المجلس الوطني الاثنين الماضي، الذي دعا من خلاله أكثر من مرة لإجراء انتخابات شاملة في الأراضي الفلسطينية، بقوله: "إذا كانوا يريدون المصالحة فليأتوا، وبعد ثلاثة أشهر سنجري الانتخابات... انتخابات نزيهة ومحترمة لا تحدث في أرقى دول العالم".
وأشار عباس إلى أن خطة الانتخابات كانت ضمن المطالب، التي تم وضعها للسير مجددا في المصالحة في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي خلال الحوارات التي جرت في القاهرة. وقال في هذا السياق: "قلنا لهم نريد انتخابات حرة ونزيهة... صدقوني... إذا نجحتم في الانتخابات الرئاسية أو التشريعية فلن نتوانى عن تسليمكم السلطة في خمس دقائق"، مشيرا إلى أن "حماس" وافقت في البداية، "ثم تهربت فيما بعد، ورفضت تمكين الحكومة بوصفه أحد المطالب التي سبقت الانتخابات، خصوصا أن الحكومة كانت ستعمل على تحقيق هذا الشرط".
واستبق إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، دعوة الرئيس عباس لإجراء انتخابات بإطلاق الدعوة ذاتها في خطاب ألقاه من غزة قبل ساعات من خطاب عباس في رام الله، والذي كان قد كرر أيضا تلك الدعوة في خطابات سابقة، يأتي ذلك في وقت ادعى فيه غال بيرغير، محرر الشؤون الفلسطينية في قناة "ريشت كان" العبرية الإسرائيلية، أن حركة "فتح" تجري محادثات داخلية لتسليم رامي الحمد الله، رئيس وزراء حكومة الوفاق الوطني، مهام الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلفا له، وذلك لفترة محدودة إلى حين إجراء انتخابات رئاسية جديدة.
ونقل الصحافي الإسرائيلي عن مصادر فلسطينية من حركة "فتح" قولها إن اختيار الحمد الله سيتم بصفته شخصية أكاديمية معروفة، ولا يتنافس مع أي من قيادات "فتح" على قيادة الحركة، مبرزا أنه "سيكون المنقذ للوضع الفلسطيني في اليوم الذي يقرر فيه الرئيس عباس انتهاء عهده، وقد يكون ذلك قريبا"، ووفقا لتلك المصادر، فإن عددًا من قيادات "فتح" والأجهزة الأمنية باتوا يتقربون أكثر لرئيس الوزراء الحمد الله، مما زاد من قوته داخل المؤسسات "الفتحاوية"، على الرغم من محاولات بعض الجهات إسقاطه من مكانه للتفرد بالمؤسسات الرسمية، وفق ما نقل عنها الصحافي الإسرائيلي.