غزة ـ ناصر الأسعد
فتحت السلطات المصرية بشكل استثنائي، السبت، معبر رفح البري أمام حركة المسافرين في كلا الاتجاهين، في وقت أعلنت السلطات الإسرائيلية غلق معبر كرم أبو سالم وهو المعبر التجاري الوحيد الذي يتم إدخال البضائع والمساعدات من خلاله إلى قطاع غزة، على خلفية إحراق متظاهرين فلسطينيين معدات لنقل البضائع إلى القطاع خلال "مسيرات العودة" الجمعة.
وتقرر إغلاق معبر كرم أبو سالم بقرار من وزير الجيش الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان بعد توصية من قائد المنطقة الجنوبية في الجيش إيال زامير ومكتب الأنشطة الحكومية الإسرائيلية. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن "المعبر سيبقى مغلقاً إلى حين إصلاح الضرر الذي ألحقته به أعمال الشغب وسيعاد فتحه وفق تقييم الموقف".
ويعتبر معبر كرم أبو سالم التجاري الوحيد لغزة، بعد إغلاق معبر المنطار خلال سنوات انتفاضة الأقصى الثانية، وتحويل معبر بيت حانون (معبر "إيرز") لحركة المسافرين.
ونشر الجيش الإسرائيلي فيديو يظهر عمليات إحراق المتظاهرين لكثير من المعدات داخل المعبر، مشيرًا أن تلك المعدات تعود للجانب الفلسطيني وتم التبرع فيها من قبل دول مانحة قبل سنوات. وقال أفيخاي أدرعي، الناطق باسم الجيش باللغة العربية، إن المعبر سيبقى مغلقاً باستثناء الحالات الإنسانية التي تتم الموافقة عليها.
واتهم حركة "حماس" بأنها قامت في الأسابيع الأخيرة بـ"أعمال إرهابية تحت غطاء أعمال شغب عنيفة" وبأنها "تمس برفاهية سكان قطاع غزة وتتسبب في تجميد نشاط شريان حياتهم، بينما إسرائيل ودول أخرى تسعى إلى إدخال البضائع لسكان القطاع". كما اتهمها بـ"منع وصول البضائع" و"ارتكاب أعمال تعرض نشاط المعابر للخطر".
وأشار إلى أن الأضرار لحقت بمحطة الوقود داخل معبر كرم أبو سالم، حيث إنها لم تعد صالحة للاستعمال، كما تضررت محطات وصل أنابيب الغاز وخط الغاز الرئيسي، إلى جانب إلحاق أضرار بأنابيب الوقود.
وقدّرت وسائل إعلام إسرائيلية الخسائر بعشرات الملايين من الشيكل الإسرائيلي. ونقل عن أحد الضباط الإسرائيليين الذين تفقدوا المعبر، السبت، إنهم "(أي الفلسطينيين) يجلبون الدمار لأنفسهم... الأضرار غير مسبوقة".
وقالت القناة العبرية الثانية إن لحركة "حماس" مصلحة كبيرة في تخريب معبر كرم أبو سالم من الجهة الفلسطينية للاستفادة من عدم نقل البضائع عبره ونقلها عبر معبر رفح المصري. واعتبرت القناة، في تقرير، أن "حماس" لا تريد للسلطة الفلسطينية الاستفادة ماليًا من المعبر من خلال الأموال التي تقوم بتحصيلها من الجمارك المفروضة على نقل البضائع.
وأبلغت اللجنة الرئاسية لتنسيق إدخال البضائع إلى غزة، التجار، بوقف العمل في المعبر، فيما دعت جمعية البترول في غزة المواطنين للتخفيف من استهلاك الغاز خشية نفاد الكميات القليلة الموجودة لديها في حال استمر إغلاق المعبر طويلًا. ووصفت اللجنة الوطنية العليا لمسيرة العودة الكبرى ورفع الحصار، ما جرى على المعبر بـ"الأحداث المؤسفة"، داعية المتظاهرين إلى المحافظة على المعابر والممتلكات الوطنية التي يتم من خلالها تقديم الخدمات للشعب الفلسطيني.
وبينما التزمت حركة "حماس" الصمت، طرح منير الجاغوب، مسؤول المكتب الإعلامي لحركة "فتح"، عبر صفحته على "فيسبوك"، تساؤلات بشأن الأهداف السياسية التي تقف خلف فكرة حرق المعبر والمتضرر الأكبر من ذلك، وعن الجهة المستفيدة من إغلاقه والفائدة المرجوة من حرقه. ويتوقع أن تشهد الساعات والأيام المقبلة جدلاً فلسطينياً واسعاً في حال استمر إغلاق المعبر لفترة أطول، بخاصة مع حلول شهر رمضان المبارك وحاجة السكان للبضائع بما في ذلك الوقود والغاز. ويأتي ذلك في وقت فتحت فيه السلطات المصرية بشكل استثنائي معبر رفح البري أمام حركة المسافرين في كلا الاتجاهين لمدة أربعة أيام، بدءً من السبت وحتى الثلاثاء المقبل. وغادرت حافلات عدة تقل المسافرين من غزة إلى مصر، فيما وصلت حافلة واحدة على الأقل تضم مسافرين عائدين إلى القطاع. بينما سمح لسيارات إسعاف بنقل مرضى إلى الأراضي المصرية.