واشنطن ـ يوسف مكي
تتصاعد التكهنات بشأن عزل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في العاصمة واشنطن، بعد قرار رئيس حملته الرئاسية السابق بول مانافورت بالتعاون مع المحققين، حيث أقر مانافورت بالذنب في تهمتين جنائيتين، وصادق على اتفاق إقرار بالموافقة على مساعدة محامي التحقيق الخاص، روبرت مولر، في التدخل الروسي في انتخابات عام 2016، وقد حدد اتفاق الإقرار بالذنب كيفية تسليم مانافورت للمستندات وإطلاع المسؤولين على "مشاركته ومعرفته بجميع الأنشطة الإجرامية". وكانت عروض السياسة، محكومة بشكل صحيح بالحديث عن المخاطر المتزايدة تجاه ترامب بعد اللحظة المثيرة التي عاشها مانافورت في المحكمة.
مانافورت في ملتقى عدد من المصالح الخبيثة
وقال آدم شيف، وهو من الحزب الديمقراطي وعضو بارز في لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، في مقابلة مع الشبكة الأخبارية "ان بي سي" "مانافورت في ملتقى عدد من المصالح الخبيثة، شاهد ابن الرئيس وهو في محاولة للحصول على المعلومات من الروس في برج ترامب، ورأى الرئيس نفسه يطلب من الروس معلومات عن هيلاري كلينتون في بيان علني".
وأضاف "شاهد مانافورت محاولة للحصول على المال من هذه القلة الروسية، ولديه الروس الذين يرغبون في إقامة علاقة مع حملة ترامب، إنهم يريدون مساعدة ترامب في الانتخابات، كل هذه المصالح تتلاقى مع بول مانافورت، لذلك نريد أن نعرف ما الذي يمكن أن يخبرنا مانافورت حول ذلك". وتابع شيف "مانافورت هو الشخص الرئيسي الذي سيساعدنا على الارتياح، سواء كانت هذه السلسلة الأكثر اردا من المصادفات غير المحتملة أو ما إذا كانت هذه مؤامرة نشطة."
وأن انتخابات التجديد النصفي تبعد فقط50 يومًا، ويكافح أعضاء الحزب الجمهوري من أجل الاحتفاظ بأغلبية في مجلس النواب، مع العلم أنه إذا ما سيطر الديمقراطيون عليها فسيفتح الطريق أمام إجراءات الإقالة لدونالد ترامب. ولم يتمكن الجمهوريون الذين يريدون خوض الانتخابات بشأن التخفيضات الضريبية والاقتصاد الأميركي المتصاعد من اختراق الضجة حول العدد المتزايد من الإدانات المرتبطة بحملة مولر.
ترامب يهاجم مولر على "تويتر"
وقضى ترامب عطلة نهاية الأسبوع في البيت الأبيض، وكان معظم الوقت يغرد حول الرد الفيدرالي بعد اجتياح اعصار فلورنسا لولايتي كارولين، ولكنه عاد إلى دفاعه الخاص، حيث قام بالتغريد صباح يوم الأحد قائلا "لا يزال مولر الساحرة الشريرة غير الشرعي يبحث عن جريمة. لم يكن هناك تواطؤ مع روسيا، باستثناء حملة كلينتون، لذلك يبحث 17 ديمقراطيًا غاضبًا في أي شيء يمكنهم العثور عليه. هذا غير عادل وسيء للبلاد. وأيضا غير مسموح به بموجب القانون! "
وقال كين ستار، المدعي الخاص الذي أدى تحقيقه في قضية مونيكا لوينسكي قبل 20 عامًا إلى الإقالة غير الناجحة لبيل كلينتون "إن ترامب ومحامية يطبقون تجربة كلينتون، وهي هاجم المدعي العام"، وأضاف" الأهمية الحقيقية لتحرك مانافورت كانت أننا أقرب إلى الحصول على الحقيقة أكثر مما كنا عليه قبل هذا الاعتراف"، واصفًا مانافورت بأنه "رائع لعملية التحقيق ويليق بصراحة الشعب الأميركي". وقال ستار الذي نشر للتو كتابا عن التحقيق مع كلينتون، إن ترامب لن يكون حكيما حال عفوه عن مانافورت، وردا على سؤال حول ما إذا كان يجب أن يتم الاقالة، قال "آمل ألا يكون ذلك، لأن أحد الدروس في الكتاب هو المساءلة، ولا ينبغي أن تؤخذ البلاد من خلال ذلك."
أكبر عدد من الناخبين يوافقون على تحقيقات مولر
وأظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة" سي إن إن" الأسبوع الماضي أن ثمانية من كل عشرة ناخبين ديمقراطيين يعتقدون أنه يجب عزل ترامب على الفور، وعلى نطاق أوسع، يوافق عدد أكبر من الناخبين على تحقيقات مولر الخاصة بترامب عندما يتعلق الأمر بمعالجة التحقيق في التدخل الروسي. ويحقق مولر منذ 16 شهرًا في تدخل روسيا السري في انتخابات عام 2016، وروابط لأعضاء فريق ترامب وإمكانية عرقلة العدالة من قبل الرئيس.
وقال عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي عن ولاية ألاباما، دوغ جونز لشبكة "سي إن إن" "من الواضح أن لديك أشخاصا مقربين من رئيس الولايات المتحدة الذين ارتكبوا جرائم، وهذا بحد ذاته يمثل مشكلة، لكنها ليست بالضرورة مخالفة لا يمكن المساس بها". وحذر جونز، الذي يقاتل من أجل الاحتفاظ بمقعد في الانتخابات المقبلة، بأن أي حكم بشأن المضي قدما في الاتهام يجب أن ينتظر حتى ينتهي مولر من عمله، موضحا "لمجرد أننا رأينا أشخاصا يحيطون بالرئيس قد تقدموا للملاحقة القضائية، لا يعني ذلك أنه يجب أن تكون هناك جلسات استماع، ولكن عندما نرى التقارير، سيكون علينا موازنة تلك التقارير بمفردها ومن ثم تحديد ما سيحدث"