تنظيم داعش

حذّر تقرير حديث، من أن دعاية تنظيم "داعش" ستستمر في حثّ اتباعه على التطرف، وإلهامهم بالقيام بهجمات إرهابية لمدة طويلة، بعد انتهاء فترة تدمير الخلافة المعلنة. وفي الوقت الذي تخسر فيه الجماعة، مساحات شاسعة من الأراضي في معقلها العراقي في الموصل، بينما تتقدم القوات إلى الرقة، العاصمة الفعلية لها، في سورية، فان التنظيم لا يزال ينشر المجلات وأشرطة الفيديو والتحديثات المستمرة على شبكة الإنترنت.

وتحدث التقرير عن الوثيقة التي تحمل عنوان "أيها الناشط الإعلامي أنت مجاهد أيضا"، والتي ظهرت العام الماضي، وكشفت عن استراتيجية داعش "للدعاية في منطقة الشرق الأوسط، وأبعد من ذلك". وكانت الوثيقة زعمت أن الغرب "غاضب وخائف من الجهاد الإعلامي"، ودعا مؤلف الوثيقة إلى تحطيم معنويات العدو.

وجاء في الوثيقة التي احتوت 55 صفحة، أن "أسلحة الإعلام يمكن أن تكون في الواقع أكثر فعالية من القنابل الذرية"، ولديها "قدرات بعيدة المدى على تغيير التوازن في الحرب بين المسلمين وأعدائهم". وكان المركز الدولي لدراسة التشدد في كينغز كوليج في جامعة لندن، هو من ترجمها إلى اللغة الإنكليزية تحت عنوان "حرب المعلومات"، وأشارت إلى أنه، إضافة إلى أشرطة الفيديو المعروفة بوحشيتها، فإن التنظيم نشر صورًا عن الحياة الهادئة، فيما يطلق عليها "داعش".

وضمت الصور، التي بتتها وكالة أعماق الرسمية التابعة للتنظيم، المعارك وطائرات دون طيار وعمليات انتحارية حول مدينة الرقة والباب، إضافة إلى الدمار الذي تزعم الوكالة، أنه جاء نتيجة لضربات طيران التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة والطيران الروسي والمدفعية التركية.

وتعد وكالة "أعماق" إحدى الآلات الدعائية التي يعتمد عليها التنظيم، والتي تضم مجلات ذات طابع صقيل، مثل "دابق" و"رومية" ومجلات أخرى، نشرت بلغات عدة، إضافة إلى مواقع فيديو وقنوات تواصل اجتماعي وحسابات عدة على "تويتر". وقال مؤلف تقرير المركز الدولي، تشارلي وينتر، الذي يعمل في المركز، إن هناك نوعًا من الخوف لدى الدعائيين التابعين للتنظيم، وأن الأمور لا تسير على ما يرام، مشيرًا إلى أن الوضع لا يمكن الحفاظ عليه، ولا يمكن لـ "داعش" السيطرة على أراض متصلة، ولهذا فهو بحاجة إلى وسائل أخرى، للحفاظ على المعنويات حول العالم، ومن أجل أن تكون له علاقات ويحافظ على الزخم".

وأضاف وينتر "في هذه الظروف، تصبح الدعاية أكثر أهمية الآن، وهي طريقة للعودة إلى الفترة الذهبية"، لافتًا إلى أن هزيمة التنظيم المحتملة في سورية والعراق وليبيا لن تمنع أتباعه من مواصلة الهجمات الإرهابية، أو القيام بحركات تمرد، في وقت تستمر فيه الدعاية في دائرة التشدد. ويبدو أن الوثيقة المكتوبة باللغة العربية تستهدف المتشددين الذين تستخدمهم "داعش"، لتصوير المعارك على الأرض، ولكن عملية نشرها من قبل المجموعة على الإنترنت العام الماضي تعتبر محاولة واضحة، للوصول إلى المتطوعين في جميع أنحاء العالم. ويحذر التقرير وكالات الأنباء من نشر دعاية "داعش"، وجعلها أخبار غير مستهدفة بالنشر، كما يدعو إلى إيجاد حلول خلاقة لمواجهة الاتصالات.