عناصر من الجيش السوري

قدَّر المبعوث الأميركي للتحالف الدولي لمحاربة "داعش"، بريت ماكغورك، ليل الجمعة، أعداد المقاتلين المتبقّين للتنظيم في مدينة الرقة السورية بألفي مقاتل، مؤكدًا حرص بلاده بأن مسلحي التنظيم "لن يغادروا المدينة أحياء". وأشار ماكغورك إلى أنّ الروس ساعدوا بلاده في إضعاف "داعش" وتسريع الحملة ضد التنظيم. لكنه أشار في المقابل، إلى أن الولايات المتحدة "لم تلحظ اشتباكات بين الروس وهذا التنظيم".

جاء ذلك خلال استعراض ماكغورك، لإنجازات التحالف الدولي لمحاربة "داعش"، منذ تسلّم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لمهامه في يناير/ كانون الثاني الماضي. وقال ماكغورك، خلال مؤتمر صحفي عقده، في مقر الخارجية الأميركية في واشنطن، إنّ "تقديرات التحالف تشير إلى وجود نحو ألفي من مسلحي داعش في الرقة". وأضاف أن "تقديرات أممية تشير إلى وجود 25 ألف مدني بالمدينة، غير أننا نعتقد أنّ الرقم أقلّ من ذلك".

ولفت ماكغورك، إلى أنّ الولايات المتحدة "تحرص" على إعادة الاستقرار إلى المدينة عقب تحريرها من "داعش". وأوضح أن ما تقدّم يتم عبر إزالة الألغام والمخلفات والأنقاض، والمساعدة في إعادة الحياة إلى المدارس وخدمات الماء والمجاري. غير أنه أوضح أن بلاده "لن تقوم بإعمار المناطق المدمّرة على المدى البعيد".

في هذا الوقت، أعلن نشطاء سوريون أن اشتباكات عنيفة وقعت الجمعة في محافظة حماة غربي سورية، هي الأعنف في الشهور الأخيرة، وتباينت الروايات حول كيفية اندلاع القتال. وذكر النشطاء السوريون أن الاشتباكات رافقها قصف عنيف بالقذائف الصاروخية، وأن هنالك "معلومات مؤكدة عن خسائر بشرية في العمليات العسكرية المتواصلة في المنطقة".

وتجري المواجهات حاليا في قرية معان الواقعة على بعد 23 كيلومترا شمالي المحافظة بين الجيش السوري والمعارضة المسلحة، وأن القتال اندلع بعد أن بدأت القوات المسلحة السورية الزحف شمالا من بلدة معان إلى منطقة خاضعة لسيطرة المسلحين. وكانت جبهة القتال في محافظة حماة تشهد هدوءا نسبيا منذ اتفاق خفض التصعيد الذي بادرت به روسيا وتراقب تنفيذه جنبا إلى جنب مع تركيا التي تدعم جماعات معارضة في سورية، وبدأ سريان مفعوله في أوائل مايو/أيار الماضي، ما أتاح الفرصة للجيش السوري بتركيز حملته ضد تنظيم "داعش" الإرهابي في شرق البلاد.

وفي غوطة دمشق الشرقية، واصلت القوات الحكومية قصفها على منطقة عين ترما حيث رصد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان استهداف القوات الحكومية بأكثر من 15 صاروخًا يعتقد أنه من نوع أرض أرض أماكن في أطراف بلدة عين ترما ومحيطها من جهة حي جوبر الدمشقي، ليرتفع إلى نحو 90 عدد الصواريخ التي يعتقد أنها من نوع أرض – أرض والتي أطلقتها القوات الحكومية خلال الـ 48 ساعة الفائتة على منطقة عين ترما وأطرافها، ما تسبب باستشهاد مواطنة وطفلة ووقوع عدد من الجرحى.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان الخميس أنه استشهدت مواطنة وطفلة وأصيب آخرون بجروح، جراء قصف من قبل القوات الحكومية بصواريخ يعتقد أنها من نوع أرض – أرض، على بلدة عين ترما، لترتفع أعداد الشهداء مع استكمال هدنة الغوطة الشرقية 12 يوماً من سريانها، بعد بدء تطبيقها في الـ 22 من تموز / يوليو الجاري من العام 2017، حيث وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان في هذه الفترة استشهاد وإصابة نحو 170 مواطن مدني، هم 25 شهيد مدني بينهم 7 أطفال دون سن الثامنة عشر و7 مواطنات فوق سن الـ 18، استشهدوا في القصف الصاروخي والمدفعي والجوي على الغوطة الشرقية، فيما أصيب نحو 145 شخصاً بجراح متفاوتة الخطورة، وبعضهم تعرض لإصابات بليغة أو عمليات بتر أطراف.

كما وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان في الفترة ذاتها الممتدة من 22 تموز حتى ظهر الخميس الـ 3 من آب الجاري، مقتل 3 من عناصر القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها بالإضافة لإصابة نحو 15 آخرين بجراح متفاوتة الخطورة، في الاشتباكات والاستهدافات المتبادلة بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية العاملة في الغوطة الشرقية من جهة أخرى، في حين تسبب الخروقات المستمرة من قبل القوات الحكومية ونتيجة استهداف الفصائل مواقع وتمركزات لالقوات الحكومية في أحيان منها، في فشل الهدنة بغوطة دمشق الشرقية، نتيجة عدم الالتزام بوقف إطلاق النار وإنهاء العمليات العسكرية، إذ كانت تسعى القوات الحكومية منذ أسابيع سبقت تطبيق الهدنة، إلى فصل حي جوبر الدمشقي عن الغوطة الشرقية عبر التقدم بمحاذاة المتحلق الجنوبي الفصائل بينهما.