واشنطن ـ يوسف مكي
صَعَّدَ الرئيس الاميركي دونالد ترامب، في أول زيارة رئاسية له لإسرائيل والضفة الغربية، حربه الكلامية ضد إيران، مطالبًا طهران بوقف دعمها المالي والعسكري فورا لـ"الارهابيين والميليشيات"، مؤكدًا مجددًا أنه لا يجوز مطلقًا السماح لها بحيازة أسلحة نووية.
وتناول القضية الإيرانية مرارًا في تصريحاته يوم الاثنين، موضحًا أن خطابه في المملكة العربية السعودية الأحد، القى باللوم فيه على "طموحات إيران المتزايدة" في زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط.
وأضاف ترامب في اجتماع عُقد فى القدس المحتلة مع الرئيس الإسرائيلي ريوفين ريفلين "أن الولايات المتحدة وإسرائيل تستطيعان الإعلان بصوت واحد انه لا يجوز مطلقا أن يُسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي على الإطلاق، وأنه يجب أن تتوقف عن تمويل وتدريب وتجهيز الإرهابيين والميليشيات فورا". وعاد كرر هذا الأمر خلال لقاء صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مساء الاثنين، مضيفا أنه اكتشف أيضًا "إدراكا متزايدا لدى العرب بأن لديهم قضية مشتركة ضد التهديد الذي تشكله إيران"..
ويبدو أن ترامب أكد دون قصد أن إسرائيل كانت مصدر مواد مخابرات سرية شاركها مع المسؤولين الروس. وفي تصريح صحافي عقده مع نتانياهو، أصر ترامب على انه "لم يشر إلى كلمة إسرائيل" خلال اجتماعه الأخير مع المسؤولين الروس، حيث كشف عن معلومات سرية وردت من إسرائيل.
وكانت زيارة ترامب لإسرائيل في البداية تأتي كمحاولة لتحقيق انفراجة في عملية السلام المحسوبة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، بيد أن التركيز على ايران غطى على جميع المحادثات الخاصة بالسلام. وقال ترامب في تصريحاته لدى وصوله الى اسرائيل انه يعتقد أن هناك "فرصة استثنائية لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام" في عملية السلام فى الشرق الأوسط ولكن على مدار اليوم يبدو ان ايران ما كان يثير قلقه اكثر.
وكان ترامب قد وصل الى مطار بن غوريون فى تل أبيب حيث حلق أولا بالطائرة المروحية الى القدس تحت إجراءات امنيه مشددة وبذلك أصبح أول رئيس أمريكي يزور الجدار الغربي وهو اكثر المواقع المقدسة اليهودية التى استولى عليها المظليون الإسرائيليون قبل 50 عاما. ولم يرافق ترامب وعائلته كبار المسؤولين الإسرائيليين في زيارتهم الخاصة إلى ساحة الجدار الغربي. وقام ترامب بزيارة كنيسة القبر المقدس"القيامة" في البلدة القديمة في القدس.
وردا على سؤال حول ايران، قال ترامب في تصريحات غير متوقعة، إن "الجمهورية الإسلامية تبدو اكثر جرأة بعد الاتفاق النووي التاريخي مع باراك أوباما." وأضاف "كان أمرا فظيعا أن توقع الولايات المتحدة هذه الصفقة. إيران لن تمتلك سلاحا نوويا، أستطيع أن أقول لكم". ودفع تركيز ترامب المتكرر على إيران الرئيس الإيراني حسن روحاني على الإصرار امس الاثنين على أن الاستقرار لا يمكن أن يتحقق في الشرق الأوسط بدون مساعدة طهران.
وأضاف "من يستطيع القول إن الاستقرار الإقليمي يمكن استعادته بدون ايران؟ من يستطيع إن يقول ان المنطقة ستشهد استقرارا كاملا بدون ايران؟ ". وفي كلمته في مؤتمره الصحفي الأول منذ فوزه الساحق في انتخابات الرئاسة يوم الجمعة، رفض رجل الدين الإيراني المعتدل بيان القمة التي حضرها ترامب في عطلة نهاية الأسبوع في المملكة العربية السعودية، واصفًا إياها بـ"حدث احتفالي ليس له قيمة سياسية ولن يكون له نتائج".
وقال ترامب في الرياض يوم الأحد: "من لبنان إلى العراق إلى اليمن، "تقوم ايران بتمويل وتسليح وتدريب الإرهابين والميليشيات والجماعات المتطرفة الأخرى التي تتسبب في الدمار والفوضى في المنطقة". وكان ترامب قد اتهم إيران في أول جولة من رحلته بتغذية "حرائق الصراع الطائفي والإرهاب" ودعا إلى عزلتها الدولية "حتى يبدي النظام الإيراني استعداده ليكون شريكا للسلام".
وتصنف الولايات المتحدة إيران "دولة راعية للإرهاب". وقال إن دعم طهران للرئيس السوري بشار الأسد في الحرب الأهلية في سورية والمتمردين الحوثيين في الحرب الأهلية اليمنية و"حزب الله" الشيعي والميليشيات في لبنان، ساعد في زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط.