لندن - كاتيا حداد
اتهم اثنان من المتطرفين، الجمعة، بإرسال مساعدات مالية إلى أحد المتطرّفين في سورية مع قافلة من المساعدات تسبّبت في قتل آلان هينينغ بأيدي تنظيم "داعش"، وأرسل مراقب السلوك السابق سيد حقي 37 عامًا، 4500 جنيه استرليني، إلى ابن شقيق محمد تشودري 26 عامًا لشراء بندقية "دراغونوف" للقنص، مشيرًا إلى أنه ومهندس غاز، يسمي مسعود مياح "27 عامًا" يأملان في إقامة "فريق سري" من القناصين المتطرّفين في البلد الذي مزّقته الحرب، تسللوا إلى سورية مع شحنات من المواد الغذائية والأدوية التي أرسلتها الجمعيات الخيرية الإسلامية، فتم تسليم أول 3 آلاف جنيه استرليني بواسطة الأطفال في قافلة دين في يوليو/تموز 2013، وأرسل 1500 جنيه استرليني على نفس القافلة التي أرسل بها آلان هينينغ.
وانضم السيد هينينغ إلى قافلة الفاتحة العالمية التي سارت بالمساعدات إلى اللاجئين السوريين، إلا أنه اختطف في وقت قريب بعد أن عبر الحدود في ديسمبر عام 2013، وظل سائق سيارة الأجرة الإنجليزي رهينة لدى "داعش" حتى قتل بواسطة المتطرّف جون، وتم تصوير شريط فيديو يعرض عملية القتل في أكتوبر/تشرين الأول 2014.
وكشف رجل الأعمال الباكستاني برويز رفيق "46 عامًا" أنه كان يقود سيارة إسعاف إلى سورية وكان على نفس القافلة التي كان بها السيد هينينغ، وأعلنت النيابة العامة أنه كان يخطط إلى إرسال أموال ومعدات إلى تشودري، الذي كان آنذاك يقاتل مع جماعة متطرّفة على صلة بتنظيم القاعدة وجبهة النصرة، تم تبرئة رفيق، الذي ادعى أنه يعمل مع الشرطة البريطانية مع محمد حسين، 30 عامًا، من تهمة تمويل التطرّف، ويعتقد أن تشودري مازال في سورية، لكن المحققون قالوا أنهم لم يكونوا على علم بما قام به على مدى العامين الماضيين، غادر بريطانيا إلى القاهرة في سبتمبر/أيلول 2012 ولم يعود.
وعلمت المحكمة في يوليو/تموز 2013 ، أن حقي ومياح ورافيق سافروا مع قافلة دين التي توقّفت في دوفر، ولم يعد مياح إلى بريطانيا حتى مايو/أيار 2014، وذهب رفيق مع قافلة الفاتحة إلى تركيا في أكتوبر/تشرين الأول 2013 قبل أن ينضم إلى نفس قافلة الخيرية مع آلان هينينغ في 21 ديسمبر/كانون الأول عام 2013.
ونفى كلا المتهمين، تهمة التأمر في تمويل المتطرّفين، إلا أن تفتيش محتويات هواتفهم كشف عن أحاديث على تطبيق "الواتس آب" يتفاوضوا على شراء بندقية قنص دراغونوف، وكتب تشودري في فبراير 2014: "أود لو اقطع رؤسهم واسحبها بسيارتي، يغلي الدم عندما أرى وجوههم هؤلاء الخنازير"، وكتب حقي يرد على ابن أخيه: "لا تشويه، فقط ذبح فنحن نكرههم في سبيل الله"، وأجابه تشودري: "جميع المقاتلين الكفار يجب أن يقتلوا سواء كانوا ذكورا أم أناث، نعمل وفقا للشريعة"، وأفاد في وقت لاحق لعمه أنه قد قرر عدم الزواج من فتاة سورية تبلغ من العمر 16 عامًا لأنه أراد أن يكون شهيدًا بدلًا من ذلك، ومن خلال البحث في منزل حسين كشف عن جهاز كمبيوتر محمول يعمل بالاقمار الصناعية، وآي باد، وكمبيوتر محمول.
وأعلنت الجماعة أنها تعتقد أن تشودري شارك في أعمال الإغاثة الإنسانية والدفاع عن المدنيين من القوات العسكرية السورية، وكشف حقي "أنه كان جزءًا من الدفاع العسكري، وشارك في الدفاع عن هؤلاء الذين لا يستطيعون الدفاع عن نفسها ضد نظام الأسد"، واعترف مياح بفكرة تسليح فريق من القناصة في سورية، لكنه ادعى أنها سوف تستخدم للدفاع عن المدنيين من قوات الرئيس الأسد.
وأشارت النيابة العامة إلى أن تلك القوافل لم يكن لديها غرض خيري، ولم تنوي توفير الغذاء والدواء لمساعدة السكان المدنيين الذين يعانون في سورية، إلا أن تلك القوافل كانت بمثابة قناة مفيدة لهؤلاء المتهمين، ونفى حقي 3 تهم تفيد بدخوله ترتيبات لتوفير أموال أو ممتلكات إلى المتطرّفين.