لندن - كاتيا حداد
كشف كتاب جديد عن تفاصيل الأعوام الأخيرة، في حياة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، ويروي الكتاب كيف كان صدام حسين، الذي اشتكى من الإصابة بجروح وكدمات عقب القبض عليه، منعزلًا عن الحياة من حوله لدرجة تفرغه لكتابة روايات. ولم يكن يولي اهتمامًا لجيشه أو كيفية إدارة أتباعه للبلاد.
ويذكر كتاب "استجواب صدام حسين"، الذي ألفه المحلل في المخابرات الأميركية، جون نيكسون، تحليله لصدام حسين باعتباره أول المحققين الأميركيين الذين يستجوبون صدام حسين بعد إلقاء القبض عليه في 2003. ويقول نيكسون إن "صدام حسين لم يعدّ يدير الحكومة، وأنه بدا جاهلًا بما يدور في العراق شأنه شأن أعدائه من البريطانيين والأميركيين، الذين دخلوا العراق في 2003، لكن يبدوا أنه لم يكن منتبهًا لما تفعله حكومته، ولم تكن لديه أي خطة حقيقية يجهزها للدفاع عن العراق.
وكان نيكسون مسؤولًا عن التعرف على صدام حسين، لتأكيد هويته بمجرد القبض عليه، وتمكن نيكسون من إثبات هوية صدام بفضل جرح قديم ناتج عن رصاصة ووشم قديم، يخص قبائل وعشائر عراقية، وأضاف "بعد القبض عليه مباشرة كان صدام محافظًا على صورة القائد المغرور، ولم يكن يدرك بعد إن نهايته جاءت".
ونظر صدام بحدة لنيكسون الذي أعترف بأنه كان يخشى صدام حسين، في هذه اللحظات على الرغم من أنه كان مسجونًا، قائلًا "كانت نظراته مخيفة تعكس الكراهية القاتلة". وكان أول سؤال وجهه نيكسون "متى كانت أخر مرة رأيت فيها أبناءك أحياء؟". ولكن جاء رد صدام بسؤال أخر "من أنتم؟ هل أنتم من المخابرات العسكرية.. افصحوا عن هويتكم". وطوال الاستجواب كان صدام حسين مصرًا على إنكار أي تورط له بالتخطيط لاغتيال جورج بوش الأب بعد حرب الخليج. ويبدو عليه الرضا عندما كان يسمع صوت الانفجارات أو طلقات النيران في الخارج حيث قال "ستفشلون.. ستعرفون أن حكم العراق ليس بالأمر السهل". وسقط نظام صدام حسين عام 2003، في العام الذي قُبِض عليه فيه. وأُعدِم الدكتاتور بعد ثلاثة أعوام، شنقًا، بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.