قمة بين تيريزا ماي إيمانويل ماكرون

تستضيف تيريزا ماي إيمانويل ماكرون ضمن قمة دبلوماسية في أكاديمية ساندهيرست العسكرية يوم الخميس، وكما جرت العادة في هذه المناسبات سيكون هناك الكثير من الود المتبادل على كلا الجانبين. وسيعيد الزعيمان التأكيد على العلاقات الفرنسية البريطانية التي تركز على مجالات الدفاع وتكنولوجيا الفضاء والأمن والتعليم والهجرة. ومن الممكن أن تتضمن القمة تلمحيا مخادعا من الجانب الفرنسي، حيث أن فرنسا تطالب المملكة المتحدة البريطانية بتوقيع بروتوكول إضافي لاتفاقات لو توكيه 2003 التي تدير حدود كاليه، والذي يتضمن  قبول المملكة المتحدة المزيد من طالبي اللجوء ودفع المزيد من النقود. ويمكن أن يتسبب هذا في حدوث مشاجرة، ولكن الحقيقة هي أن السيد ماكرون قد قطع شوطا طويلا ووعد حملته بتفكيك اتفاقيات لي توكية وإعادة التفاوض بشأنها.

ويبدوا أن الابتسامات والمصافحة، تخفي وراءها أجزاء أخرى من العلاقة التي كانت أكثر توترا مع اللورد ريكيتس، السفير البريطاني السابق في باريس، والذي حذر هذا الأسبوع من أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يزيد من احتمال انحراف بريطانيا وفرنسا. وفي الآتي مالا لن يتحدث بشأنه ماي وماكرون

مسألة بولندا
إذ تخوض أوروبا حاليا معركة محتملة مع بولندا بسبب اتهامات بأنها تتداول القيم الليبرالية الغربية. وقد اتهمت بولندا رسميا بموجب المادة 7 من معاهدات الاتحاد الأوروبي بتنفيذ إصلاحات مناهضة للديمقراطية إلى القضاء ووسائل الإعلام. وقد حرض السيد ماكرون على هذه المعركة كوسيلة لتسليط الضوء، وعلى نقيض، فكرته لتجديد 'جوهر' أوروبا بعد ترك بريطانيا الكتلة في عام 2019. واتهم ماكرون الحزب المحافظ البولندي الحاكم في التعامل مع الاتحاد الأوروبي مثل "السوبر ماركت"، محذرا من أن بولندا تضع نفسها على "هوامش تاريخ أوروبا في المستقبل"، مضيفا أن بولندا لم تعد بلدا "يمكن أن تظهر لأوروبا الطريق"، ولسوء الحظ، حددت السيدة ماي بولندا كأفضل صديق جديد محتمل لبريطانيا بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

صديق ماكرون الجديد دونالد ترامب
تقوم القمه على إبراز ايجابيات العلاقات الفرنسية البريطانية، فمن غير المرجح أن يطرح ماكرون موضوع العطاء مع الرئيس الأميركي، فعلاقة ترامب مع السيدة ماي علاقة حرجة على نحو متزايد. ليس هذا فقط - كما لا يستطيع المسؤولون الفرنسيون أن يقاوموا - أن زعيم أقدم حليف في المملكة المتحدة لم يزر بريطانيا بعد في الوقت الذي كان قد استمع فيه بالفعل إلى موكب عيد الباستيل.

الجبهة الفرنسية الألمانية الموحدة على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي
ستقوم السيدة ماي والسيد ماكرون باللعب بين المصائر المشتركة والتاريخ المشترك لبريطانيا وفرنسا، مستشهدة بتجدد التعاون الدفاعي بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وسيكون من الصعب جدا تجنب الشعور بأنه في لحظة كانت فرنسا وألمانيا متمسكين بشكل واضح لتجديد العلاقة التي هي "المحرك" الحقيقي لأوروبا - وهو المحرك الذي توقف في وقت متأخر - فالعلاقة الفرنسية البريطانية في خطر أن تصبح عرضا أو علاقة ثانوية.