رئيسة الحكومة البريطانية تريزا ماي

كان قرار إقالة جورج أوزبورن، وزير المالية البريطاني السابق، أول قرار اتخذته رئيسة الحكومة تريزا ماي عندما تولت رئاسة وزراء بريطانية. ما جعل أوزبورن يكرس حياته الآن لجعل ماي تندم على قرارها. فكل هذه العناوين الذي يختلقها كرئيس لتحرير صحيفة "إيفنينغ ستاندرد" تظهر في المشاكل التي تواجهها رئيسة الوزراء. هذه العلامة البارزة التي تُعزى إليه في مجلته، والتي تُفضى إلى أنّه لن يهدأ حتى "يقطِّع رئيسة الوزراء ويضعها في أكياس في ثلاجته" على حد قوله.

والان، الأمر الأكثر غرابة في كل ذلك، وهو الشيء الذي لم يظن أحد أنَّ أوزبورن قد يفعله؛ لقد أثنى على آخر حكومة لحزب العمال لمواجهتها الأزمة المالية. فخلال حديثه في فعاليةٍ استضافتها صحيفة"The Spectator " الخميس الماضي، برأ رئيس الوزراء البريطاني السابق غوردون براون من اللوم بسبب "أزمة الرهن الكبرى في أميركا"، وهنأ حزب العمال "لقيامه بما كان ضروريًا في موقفٍ حرجٍ للغاية. وفي استجواب رئيسة الوزراء اليوم، اقتبس رئيس حزب العمال جيرمي كوربين تعليقاته بسعادة.

وعندما كان في منصبه، اعتاد أوزبورن إلقاء اللوم على حزب العمال بسبب الأزمة دومًا. ولكن كوربين لم يذكر ذلك. وبعد كل شيء، لم يكن كوربين هنا لتشويه سمعة أوزبورن. فقد كان للنيل من رئيسة الوزراء. وقد منحه أوزبورن الذخيرة اللازمة في حربه ضد ماي.

وقد همهمت ماي التي كانت بلا حولٍ ولا قوة، بالقول إنَّ المحافظين ما زالوا يتحملون أزمة "الركود الكبير في العمل"، ولكنها كانت تبدو كالحمقاء، وبالنظر إلى أن أخر مستشار محافظ قد نقل عنه قوله إن الركود لم يكن أزمة حزب العمال على الإطلاق. وأمام المجلس بأكمله، جعل ذلك السيدة ماي تبدو سخيفة، وذلك بفضل زميلها القديم.

وقال: "كما تعلمون، بعض الناس في حزبي يحبون إحراز نقاط رخيصة عن طريق حزب العمال. وهذا لم يكن طريقتي أبدًا. على رأس سجلهم الرائع في الحكومة، والتي شملت طريقتهم الرائعة في التعامل الأزمة المالية، لديهم موهبة يحسدون عليه لاختيار أفضلهم جميعا، جيريمي كوربين".

"ليس فقط جيريمي وطني بريطاني فخور بأنّه كان دائما يقف بلا خوف أمام الجيش الجمهوري الايرلندي وحركة "حماس" الفلسطينية و"حزب الله" اللبناني، إنه أيضا شخص يستحق الثقة في ما يتعلق بالشؤون الاقتصادية . 

وبالمناسبة لم يؤيد قط الاشتراكية الثورية الفنزويلية، بغض النظر عما قد يحاول بعض الناس إخبارك به!. و"إذا كان لي أن أتحدث عن أعظم صفتين من صفات جيريمي، أود أن أقول أنهما قوته واستقراره. هو حقا قوي جدا ومستقر. فأنت لا تستطيع أن تقول ذلك عن كل الزعماء السياسيين".

وقد تراجع النواب على مقاعدهم في مجلس العموم، وبدا على النواب المحافظين الاكتئاب تماما.