موسكو ـ ريتا مهنا
يعقد الرؤساء؛ الروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب إردوغان، والإيراني حسن روحاني، قمة ثلاثية في مدينة سوتشي الروسية غدا الأربعاء، لبحث مختلف جوانب التسوية السورية، وفي إطار التحضيرات للقمة أجرى وزراء خارجية الدول الثلاث محادثات في أنطاليا التركية الأحد، وكشفت وزارة الخارجية الروسية عقب المحادثات أنّ الوزراء توافقوا على توصيات بشأن جميع جوانب مؤتمر الحوار السوري، وسيتم رفعها إلى القمة في سوتشي لبحثها، وأكّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عقب المحادثات أن “مشاركة الأكراد جرى بحثها”، لكنه لم يعلن عن النتائج التي توصل إليها المجتمعون بهذا الخصوص، مشددًا على أن القيادات العسكرية من الدول الثلاث سيجرون كذلك محادثات تمهيداً لقمة بوتين - إردوغان - روحاني في سوتشي.
وكشف رئيس وفد “منصة القاهرة” إلى مفاوضات جنيف فراس الخالدي، أن اجتماع الرياض للمعارضة السورية الذي سيبدأ غداً، سيعيد تشكيل “الهيئة العليا للمفاوضات” بحلّة جديدة، مبنية على رؤية مشتركة من كل قوى الثورة والمعارضة، موضحًا أنّ “وفد الهيئة العليا للمفاوضات المنبثق من الهيكلية الجديدة سيكون ممثل المعارضة الوحيد في محادثات جنيف المقبلة”، في موازاة ذلك، أعلن رياض حجاب رئيس “الهيئة العليا للمفاوضات” استقالته من منصبه أمس، على خلفية خلافات في وجهات النظر داخل الهيئة، منوّهًا إلى أنّه “منذ تولي أعباء مهمة المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات في كانون الأول (ديسمبر) 2015 أخذنا على عاتقنا مسؤولية تمثيل القضية العادلة للشعب السوري الأبي..، وعلى رغم تباين المواقف وتعدد الآراء بقيت الهيئة متماسكة نتيجة الجهد الذي بذلناه لتقريب وجهات النظر، أجد نفسي اليوم مضطراً لإعلان استقالتي من الهيئة العليا للمفاوضات متمنياً لها المزيد من الإنجاز، ولبلدي الحبيب سورية السلم والأمان والاستقرار”، وظهرت خلافات جديدة بين فصائل المعارضة السورية بشأن المبادئ الحاكمة لملامح المرحلة الانتقالية المفترض أن يفضي إليها مسار جنيف.
وتواصل وفود المعارضة السورية من المنصات الثلاث (الرياض، موسكو، القاهرة) استعداداتها باجتماعات تحضيرية، تمهيداً لمحادثات غداً التي تسعى إلى التوافق على وفد موحد للمعارضة للمشاركة في جنيف، وقال الأمين العام السابق للائتلاف الوطني المعارض عبد الإله الفهد، إنه ستتم في اجتماع الرياض إعادة انتخاب هيئة جديدة ينبثق منها وفد واحد لمفاوضات جنيف “سيأخذ في الاعتبار أكبر مشاركة ممكنة للمعارضة بما يتناسب مع القرار 2254، نأمل بأن نصل إلى المطلوب ليكون هناك وفد مفاوض واحد ليمثل السوريين في المفاوضات للوصول إلى هيئة حكم انتقالي بحسب القرارات الأممية”، مثمناً جهود الرياض في استضافة الاجتماع.
واتهم عضو وفد التفاوض المشارك كعضو مستقل في اجتماع “الرياض” خالد محاميد أعضاء منصات المعارضة الثلاث بعدم النضج السياسي، ما يعرقل جهودها لوفد موحد إلى جنيف، وأوضح أن “أهم وأبرز عائق لتحقيق أهداف منصات المعارضة الثلاث (الرياض وموسكو والقاهرة) في توحيد المواقف والآراء، وبالتالي توحيد الوفد المفاوض هو عدم نضج الوعي السياسي لدى أفراد المعارضة”، وفي موازاة ذلك، تستعد مدينة سوتشى الروسية من ناحيتها غداً لاستضافة القمة الروسية- الإيرانية- التركية، ولفت وزير الخارجية التركي مولود غاويش أوغلو إلى أن التطورات في سورية تسير نحو الأفضل وأن هدف قمة سوتشي هو “تتويج هذه المرحلة بإيجاد حل سياسي”.
وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الرؤساء، الروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني والتركي رجب طيب أردوغان، سيبحثون في القمة غداً في قضايا “مؤتمر الحوار الوطني السوري” المقرر عقده في 2 كانون الأول المقبل، وشدد على ضرورة أن يكون الحوار واسع التمثيل بمشاركة أطياف المعارضة كافة، وسبق أن أبدت أنقرة اعتراضاً على دعوة “الاتحاد الديموقراطي الكردي” إلى سوتشي.
وواصل وزير الخارجية الروسي انتقاداته لـ”آلية التحقيق الدولية المشتركة” الخاصة بالهجمات الكيميائية في سورية، وقال إنها تصرفت بشكل مخزٍ، ولم ترسل خبراء إلى موقع الحدث، وزعم أن “الآلية” اكتفت بمقاطع فيديو أرسلتها منظمات غير حكومية، واتهم تلك المنظمات بالارتباط بالمتطرفين “وحتى مع الإرهابيين”، كما اتهم الولايات المتحدة برفض التوصل إلى “حلول وسط” للتوافق على مشروع قرار تمديد ولاية “آلية التحقيق"، وكانت “الآلية” قالت في آخر تقرير لها إن القوات الحكومية السورية تتحمل المسؤولية عن الهجوم بغاز السارين على خان شيخون يوم 4 أبريل (نيسان) الماضي، وترفض روسيا استنتاجات “الآلية”، وتنتقد أسلوب عملها في التحقيق، وتصر على اعتبار ما جرى في خان شيخون “مسرحية” أو هجوما “مفبركا” نفذه “المسلحون” لتحميل النظام المسؤولية، ومنح الأميركيين مبررات لضربه.
وكانت روسيا قالت الأمر ذاته بالنسبة للهجوم الكيميائي على الغوطة الشرقية عام 2013، واستخدم مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة حق النقض (الفيتو) مرتين الأسبوع الماضي، وأجهض قرارين لتمديد ولاية “الآلية”؛ الأول أميركي، والثاني ياباني للتمديد التقني، إلا أن موسكو اشترطت تعديلات على بنية “آلية التحقيق” وأسلوب عملها للموافقة على أي تمديد، وانتهت ولاية “الآلية” يوم 17 نوفمبر الحالي، وفي محاولة لإنقاذ الموقف، تقدمت السويد وأوروغواي بمشروع قرار، تقول موسكو إنه “تصالحي”، وينتظر أن يصوت مجلس الأمن عليه قريبا بعد استكمال المشاورات.