دمشق – خليل حسين
عاد الهدوء إلى مدينة الحسكة ظهر اليوم، بعد اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية ومقاتلي "الأسايش" الكردية سقط خلالها 8 قتلى من الطرفين، في حين أغار الطيران الحربي السوري على مواقع متفرقة من ريف حمص واللاذقية وإدلب ومدينة حلب التي تشهد منذ ليلة امس اشتباكات عنيفة على مختلف المحاور، ولاسيما في الأطراف الشمالية للمدينة، حيث أعلنت القوات الحكومية عن تقدم كبير في مزارع الملاح واقترابها جدًا من طريق الكاستيلو المنفذ الأخير للمعارضة المسلحة في المدينة باتجاه ريف حلب الشمالي.
ففي مدينة الحسكة قال مصدر أمني لـ"فلسطين اليوم"، إن الاشتباكات التي اندلعت مساء أمس واستمرت حتى اليوم توقفت ظهرًا بعد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار إثر اجتماع بين القائد العسكري للقوات الحكومية اللواء محمد حسن والقائد العسكري لوحدات الحماية الكردية بوساطة المنسق بين القيادات العسكرية والامنية والاكراد.
وذكر المصدر الأمني أن حصيلة الاشتباكات التي شهدتها ساحة مرشو وشارع المحطة وسط السوق الشعبية في الحسكة بلغت 8 قتلى من بينهم امراة واثنان من القوات الكردية و5 عناصر من قوات الدفاع الوطني الموالية للحكومة إضافة إلى 27 جريحًا من الطرفين.
ودارت اشتباكات بين قوات "سوريا الديمقراطية" من جهة، وتنظيم “داعش” من جهة أخرى، في محيط منطقة المالحة جنوب غرب مدينة الشدادي في ريف الحسكة الجنوبي، إثر هجوم للتنظيم على المنطقة سقط خلاله عدد من القتلى. ونفذت طائرات حربية غارتين على مناطق في بلدة البوعمر بريف دير الزور بمحيط مطار دير الزور العسكري، استهدفت إحداها آلية لتنظيم "داعش" ما أدى الى مقتل اثنين من عناصره.
وفي آخر التطورات والمعلومات حول معركة منبج التي دخلت يومها الـ 35 وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 128 مدنيا بينهم 37 طفلاً دون سن الثامنة عشر و26 مواطنة ومن ضمنهم 50 مواطنا بينهم 16 طفلاً و10 مواطنات و8 سجناء قتلوا في ضربات لطائرات التحالف الدولي، فيما استشهد البقية باستهدافهم من قبل تنظيم “داعش” وانفجار ألغام وقصف وإطلاق نار من قبل قوات "سوريا الديمقراطية".
وذكر المرصد أنه قضى خلال الاشتباكات وتفجير العربات المفخخة وانفجار الألغام ما لا يقل عن 108 من مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية في حين قتل 589 عنصراً من تنظيم “داعش” في القصف والاشتباكات وضربات التحالف الدولي على مدينة منبج وريفها.
وتمكنت قوات "سوريا الديمقراطية" حتى الآن من التقدم قادمة من الضفة الغربية لنهر الفرات، وصولاً إلى تمكنها من قطع الطرق الرئيسية الواصلة إلى المدينة وإحكامها تطويق المدينة بشكل كامل، الأمر الذي دفع التنظيم لشن هجمات عنيفة ومتفرقة في محاولة لفك الحصار عن المدينة، كان آخرها أمس حين هاجم التنظيم المدينة من 3 محاور، وتمكن من تحقيق تقدمات، دون وصوله لتحقيق تقدم استراتيجي يوصله لفتح ممر مع عناصره المتواجدين داخل المدينة.
وتحاول قوات "سوريا الديمقراطية" التقدم بحذر داخل المدينة، لوجود مئات الألغام التي زرعها التنظيم في منازل داخل المدينة، ووجود عشرات آلاف المدنيين الذين لا يزالون متواجدين داخلها، بعد تمكن نحو 13 ألف مدني بينهم آلاف الأطفال والمواطنات من الفرار من المدينة، والوصول إلى مناطق سيطرة قوات "سوريا الديمقراطية" المدعومة من قبل طائرات التحالف والتي تحلق بشكل متواصل في سماء مدينة منبج وريفها، مستهدفة بين الحين والآخر مواقع للتنظيم وتمركزات له.
وفي حلب أعلنت القوات الحكومية على لسان متحدث عسكري ظهر اليوم عن سيطرتها على كامل مزارع الملاح الشمالي وجزء من المزارع الجنوبية إضافة إلى تقدمها داخل منطقة الليرمون المحاذية لحي بني زيد الواقع تحت سيطرة المعارضة المسلحة. وذكر مصدر ميداني لـ"فلسطين اليوم" أن التقدم الذي حققته القوات الحكومية مدعومة بمقاتلين من لواء القدس الفلسطيني من شأنه الضغط أكثر على المسلحين في حي بني زيد وجميع أحياء حلب الواقعة تحت سيطرة المعارضة موضحا أن المسافة التي تفصل القوات الحكومية عن طريق الكاستيلو تقلصت إلى نحو 1700 م.
ويقاتل على محور الكاستيلو مجموعات غالبيتها من الدفاع الوطني بقيادة العقيد السوري سهيل الحسن المعروف في سوريا باسم "النمر" والذي تم تكليفه بقيادة العمليات في ريف حلب بعد أن كان يقاتل في ريف حمص الشرقي الذي شهد بعد نقل "النمر” ومقاتليه انكسارات عديدة وخسر العشرات من النقاط لصالح تنظيم "داعش" الي استطاع مساء أمس من استعادة 3 قرى بعد ان خسرها بنحو 7 ساعات في ريف جب الجراح.
وقصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في بلدة حيان كما قصفت طائرات حربية مناطق في بلدة دارة عزة وحيي السكري والقاطرجي بينما استهدفت الفصائل المقاتلة بصاروخ تاو ناقلة جنود للقوات الحكومية في أطراف حي الخالدية ما أدى لإعطابها بينما قتل 9 عناصر من "لواء القدس" الفلسطيني ومسلحين فلسطينيين موالين للقوات الحكومية خلال الـ 24 ساعة الماضية في اشتباكات مع الفصائل المعارضة في منطقة الملاح ومحيط مخيم حندرات بمدينة حلب.
واقرَّت القوات الحكومية بتكبدها خسائر كبيرة بنيران تنظيم “داعش” على مناطق في محيط منطقة جب الجراح بريف حمص الشرقي، عقب اشتباكات عنيفة ترافق معها تفجير التنظيم لعربة مفخخة في المنطقة، فيما تستمر الاشتباكات بينهما إثر هجمات متعاكسة بين الطرفين على محاور عدة في بادية حمص الشرقية، والتي تزامنت مع قصف مكثف للقوات الحكومية على مناطق الاشتباك.
وفي الأطراف الغربية لمدينة حمص دارت اشتباكات بين القوات الحكومية من جهة، والفصائل المعارضة من جهة أخرى في محيط حي الوعر بمدينة حمص أسفرت عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين بينما قصفت طائرات حربية مناطق في قرية بريغيث بريف حمص الشمالي الشرقي.
وفي ريف حماة اشتبكت القوات الحكومية مع الفصائل الإسلامية وجبهة النصرة من جهة أخرى، في محيط بلدة تلدرة في ريف حماه الشرقي، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين. وسقطت عدة قذائف أطلقتها الفصائل المعارضة على مناطق في أطراف بلدتي الفوعة وكفريا شمال مدينة إدلب بحوالي 10 كم ما أدى لإصابة مواطنة بجراح كما دارت ليل أمس اشتباكات بين الفصائل المعارضة ومسلحين من القوات الحكومية في أطراف البلدتين، ترافق مع فتح الفصائل لنيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في بلدة الفوعة، كذلك نفذت طائرات حربية عدة غارات على مناطق في قريتي عري وعرب سعيد غربي مدينة ادلب وبلدة بليون بجبل الزاوية.
ونفذت طائرات حربية عدة غارات على مناطق في بلدة كنسبا ومحيطها بريف اللاذقية الشمالي دون أنباء عن خسائر بشرية، كما استهدفت الفصائل المقاتلة بصاروخ تاو مدفعا للقوات الحكومية في محور طعوما بريف اللاذقية الشمالي، ما أدى لإعطابه.
وفي ريف دمشق نفذت طائرات حربية عدة غارات على مناطق في بلدة ميدعا وحوش الضواهرة كما قامت طائرات حربية بالقاء بوالين حرارية في سماء منطقة المرج في الغوطة الشرقية.
وتحدث مسؤول ميداني لـ"فلسطين اليوم" عن تنفيذ القوات الحكومية مدعومة بمقاتلين من "حزب الله" اللبناني هجومًا عنيفا على مواقع المعارضة المسلحة على أطراف بلدة ميدعا أسفر عن تحقيق تقدم في بعض المحاور والسيطرة على إحدى نقاط المعارضة.
وسقطت عدة صواريخ يعتقد أنها من نوع أرض- أرض أطلقتها القوات الحكومية على مناطق في مدينة داريا بالغوطة الغربية، ترافق مع قصف مكثف من قبل القوات النظامية على مناطق في المدينة.
وفي جنوب البلاد دارت اشتباكات بين لواء شهداء اليرموك المبايع لتنظيم “داعش” من جهة، والفصائل الإسلامية وجبهة "النصرة" (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) من جهة أخرى، في محيط بلدة عين ذكر وسد كوكب بريف درعا الغربي، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين.
وفي القنيطرة، قال مصدر أمني سوري رفيع المستوى لـ"العرب اليوم" إن الجيش الإسرائيلي استهدف بالمدفعية الثقيلة موقعين للجيش السوري في هضبة الجولان أسفر عن تدمير مدفعين عيار 23 مم دون أن يوقع ضحايا بين عناصر الموقعين.
وبرَّرت المتحدثة باسم الجيش الإسرائيلي القصف على مواقع الجيش السوري بالقول إنه "اثر نيران مصدرها سورية استهدفت الحدود مع اسرائيل والحقت اضرارا بالسياج الامني، فردت قوات الدفاع الاسرائيلية مستهدفة موقعين عسكريين سورييين في هضبة الجولان".