الطائرات الحربية

قصفت الطائرات الحربية مناطق في بلدة معردبسة وذلك بالتزامن مع استهدافها مناطق في بلدة سراقب، وهو ما أدى إلى مقتل شخص وسقوط عدد من الجرحى، كما استهدفت مناطق في قرية الشيخ إدريس في الريف الشرقي لإدلب، وهو ما تسبب في أضرار مادية، كما سمع دوي انفجار في منطقة الملعب البلدي في مدينة إدلب، ناجم عن انفجار عبوة ناسفة في المنطقة.

ودارت اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جانب، والفصائل المقاتلة والإسلامية وهيئة تحرير الشام من جانب آخر، في منطقة مغارة ميرزا في الريف الشرقي لإدلب، إذ تمكنت القوات الحكومية من التقدم والسيطرة على معظم القرية، وترافقت الاشتباكات مع استهدافات متبادلة على محاور القتال بين الطرفين.

وسمع دوي انفجارين في الريف الشمالي لحلب، ناجم عن سقوط قذيفتين على مناطق في مدينة أعزاز التي تسيطر عليها الفصائل المدعومة تركيّا، وقالت مصادر إن مصدر القذائف قوات سورية الديمقراطية المتمركزة في الريف ذاته، وهو ما أدى إلى أضرار مادية دون ورود معلومات عن خسائر بشرية، وتعرضت أماكن في منطقة الحولة الواقعة في الريف الشمالي لحمص لقصف من القوات الحكومية، كما استهدفت القوات الحكومية مناطق في قرية تير معلة، وهو ما تسبب في وقوع أضرار مادية دون ورود معلومات عن خسائر بشرية.

وجددت القوات الحكومية استهدافها للغوطة الشرقية بعدد من الصواريخ والقذائف، إذ استهدفت بـ14 صاروخا على الأقل يعتقد بأنها من نوع أرض-أرض، مناطق في مدينة عربين التي يسيطر عليها فيلق الرحمن، وهو ما أدى إلى مقتل مواطنين اثنين وسقوط عدد من الجرحى، كما ارتفع إلى 27 على الأقل عدد الصواريخ التي يعتقد بأنها من نوع أرض-أرض، والتي أطلقتها القوات الحكومية على مناطق في مدينة حرستا وهو ما تسبب في وقوع 8 جرحى على الأقل، ليرتفع إلى 237 بينهم 58 طفلا و42 مواطنة عدد القتلى المدنيين ممن قضوا منذ الـ29 من شهر كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي، جراء استهداف الغوطة الشرقية بمئات الغارات ومئات الضربات المدفعية والصاروخية، والقتلى هم 131 مواطنا بينهم 41 طفلا و31 مواطنة وممرض قتلوا في غارات للطائرات الحربية على مناطق في مدينة حرستا التي تسيطر عليها حركة أحرار الشام الإسلامية وغارات على بلدة مديرا ومدن سقبا وعربين ودوما وحمورية، و106 مواطنين بينهم 17 طفلا و11 مواطنة.

من جانب آخر، سعت روسيا بمساعدة من الجانب التركي إلى تجنّب انفجار مؤتمر "الحوار الوطني السوري" الذي استضافته سوتشي، إثر تعرّضه لانتكاسات وعثرات قبل بدء جلساته.

وعلمت مصادر خاصة أن الجهود انصبّت على وضع اللمسات الأخيرة لتشكيل لجنة دستورية من 200 عضو تمثل مختلف الأطراف الحاضرة وتلك الغائبة عن المؤتمر، بينما لوّحت روسيا بإمكان ضمّ فريق عمل المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا إلى اللجنة، على أن يوقّع الرئيس السوري بشار الأسد مرسوما يقنن عملها.

وشكّل شعار المؤتمر المعني بمساعدة السوريين على التوافق وبدء الحوار، أولى العقبات أمام حسن سير "سوتشي"، مع اعتراض أكثر من 70 مشاركا من وفد المعارضة المسلحة المدعومة من تركيا على الشعارات المرفوعة في مطار المدينة والمتضمنة العلم السوري، وطالبوا برفع أعلام الثورة السورية أيضا وطبعها على بطاقات الدخول إلى قاعات المؤتمر.

وعلمت المصادر أن الجانب التركي كان تعهّد خلال اجتماع مع الفصائل في أنقرة بأنه لن يتم طرح شعارات مستفزة لهم، إلا أن وفد الفصائل "فوجئ" بأن أيا من الوعود التي قُطعت لم يتحقق منها شيء، كما أعلن رئيس الوفد أحمد طعمة قبيل مغادرته إلى أنقرة، لافتا إلى أن "لا القصف الوحشي على المدنيين توقف، ولا أعلام النظام أزيلت عن لافتات المؤتمر وشعاره، فضلا عن افتقاد الدولة المضيفة أصول اللياقة الديبلوماسية".

وسارع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى الاتصال بنظيره التركي مولود جاويش أوغلو لحضّه على احتواء الموقف، إلا أن الوفد الذي بقي في المطار، قرر المغادرة وفوّض تركيا بتمثيله خلال الجلسات.

ووصف المعارض السوري هيثم مناع أجواء المؤتمر بالغائمة والمشابهة لأجواء المنتجع الروسي. وقال مناع إن الجهود انصبّت على "منع حدوث انفجار داخلي أو خارجي، وعدم الخروج بخفي حنين"، مشيرا في الوقت ذاته إلى "تحقيق تقدّم وإيجاد نقاط مشتركة بين المشاركين".

وأشار إلى محادثات جرت ليل أمس سعيا إلى "التوافق على اللمسات الأخيرة لاختيار لجنة الشؤون الدستورية المشكلة من 200 عضو تمثل مختلف الأطراف والمكونات الحاضرة إضافة إلى عدد من الغائبين عن المؤتمر".

وأوضح مناع أن "اللجنة لا تنافس أي مجموعات أخرى معنية بالعمل على الإصلاحات الدستورية". وفي المقابل، أكد أحد المشاركين في المؤتمر أن "الجانب الروسي ألمح إلى إمكان أن تضمّ اللجنة الدستورية فريق المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا المعني ببحث الدستور السوري ضمن السلال الأربع"، وفي ما يتعلّق بموقف النظام حيال اللجنة، قال المصدر إن الروس تحدثوا خلال حوارات جانبية أنه سيُطلب من الأسد "توقيع مرسوم يقنن عمل اللجنة".

وأفادت مصادر بأن الروس كثفوا اجتماعاتهم مع الأطراف الضامنة في مسار آستانة، أي تركيا وإيران، من أجل ضمان عدم انفجار المؤتمر وإضفاء شرعية عليه، وينتظر أن تُشكَّل لجنة متابعة للمؤتمر تتولّى عقد اجتماعات دورية.

وتزامنا مع جلسات سوتشي، أكّد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان أن عملية السلام الخاصة بسورية يجب أن تتم تحت رعاية الأمم المتحدة في جنيف وليس تحت رعاية روسيا في منتجع سوتشي. وقال أمام أعضاء الجمعية الوطنية (البرلمان)، إن "الأزمة ستُحل سريعا تحت رعاية الأمم المتحدة في جنيف.. فرنسا تعتبر هذا هدفا مباشرا.. هذا الأمر يجب أن لا يحدث في سوتشي بل في جنيف".

يذكر أنّ فرنسا أعلنت في وقت سابق عدم مشاركتها في سوتشي نظرا إلى فشل روسيا في تنفيذ تعهدات بالضغط على النظام السوري وحمله على البحث خلال محادثات فيينا الأخيرة في مسألة الدستور.​