القدس-فلسطين اليوم
قدّم كبير موظفي البيت الأبيض جون كيلي استقالته، بعدما أغضب الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأسلوب تعامله مع فضيحة اتهام موظف في البيت الأبيض بعنف أسري، كما استقال موظف آخر للسبب ذاته، فيما أنهت المسؤولة الثالثة في وزارة العدل مهماتها، لتنتقل إلى القطاع الخاص. وبرّر ترامب رفضه نشر مذكرة سرية أعدّها أعضاء ديمقراطيون في الكونغرس، بأنها "سياسية جدًا وطويلة جدًا"، داعياً إلى "إعادة صيغتها بدرجة كبيرة" قبل نشرها.
وكتب على موقع "تويتر" أن الديموقراطيين "سيلومون البيت الأبيض على عدم الشفافية"، مضيفًا "أخبرتهم بضرورة إعادة صيغتها وإرسالها مجددًا بصيغة ملائمة". وكان المستشار القانوني للبيت الأبيض دون ماكغان اعتبر أن المذكرة التي أعدّها الديموقراطيون "تتضمّن مقاطع سرية وحساسة".
وتفنّد المذكرة وثيقة نشرها الجمهوريون الأسبوع الماضي، تتهم مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) ووزارة العدل بالتحيّز ضد ترامب، في التحقيق في تدخل روسيا في الانتخابات الأميركية عام 2016، واحتمال تواطئها مع حملة الرئيس. واعتبرت زعيمة الأقلية الديموقراطية في مجلس النواب نانسي بيلوسي أن قرار ترامب هو محاولة وقحة لإخفاء الحقيقة في شأن فضيحة ترامب - روسيا عن الشعب الأميركي. ووضعته في إطار سيناريو تمويه خطر ويائس من الرئيس، إذ أن لديه شيئًا يخفيه. وسألت: لماذا لا يضع الرئيس بلادنا قبل مصالحه الشخصية والسياسية؟.
وأعلنت وكالة "أسوشييتد برس" بأن تعامل كيلي مع ملف روب بورتر، سكرتير موظفي البيت الأبيض، الذي استقال بعدما اتهمته زوجتان سابقتان بعنف أسري، أغضب ترامب. وأشارت إلى أن الرئيس الأميركي شكا من أن كيلي لم يطلعه في شكل مبكر على المزاعم التي تطاول بورتر، مضيفة أن ترامب محبط إزاء محاولات كبير موظفي البيت الأبيض للسيطرة عليه، إضافة إلى تعليقات تحريضية أدلى بها أخيرًا عن المهاجرين. وتابعت أن الرئيس بدأ يدرس أسماء لخلافة كيلي.
وأوردت صحيفة "نيويورك تايمز" أن كيلي أبلغ البيت الأبيض رغبته في الاستقالة. وأضافت أن ترامب وكثيرين من موظفي البيت الأبيض انزعجوا من دعم كيلي لبورتر، وإصراره كاذباً على أنه سعى بشدة إلى طرده بعد انكشاف الاتهامات الموجّهة اليه، علماً أنه كان لفت إلى أن لكل شخص حق الدفاع عن سمعته. أما هوب هيكس، مساعدة كيلي، فساعدت في صوغ ردّ على الفضيحة، بصفتها مديرة الاتصال في البيت البيض، على رغم ارتباطها بعلاقة غرامية ببورتر.
والمفارقة أن ترامب كان أشاد ببورتر، بعد استقالته، لافتًا إلى أنه يمرّ بمرحلة عصيبة. وأضاف: نتمنى له الخير. قام بعمل جيد جدًا عندما كان في البيت الأبيض، ونتمنى له مسيرة رائعة. قال إنه بريء، وأعتقد بأن عليكم أن تتذكروا ذلك. كما استقال كاتب الخطابات في البيت الأبيض ديفيد سورنسن، نافيًا اتهامات زوجته له بعنف أسري. وقال ناطق باسم ترامب أن البيت الأبيض لم يكن يعلم حتى ساعة متقدمة من ليل الخميس - الجمعة، بالاتهامات ضد سورنسن، وزاد: "واجهناه فورًا، نفى المزاعم واستقال".
وقدّمت المسؤولة الثالثة في وزارة العدل الأميركية راشل براند استقالتها من منصبها، بعد 9 أشهر على توليها مهماتها، علماً أنها ستنتقل إلى القطاع الخاص. وكانت براند ستشرف على عمل روبرت مولر، المحقق في ملف روسيا، إن أقال ترامب رود روزنشتاين، المسؤول الثاني في الوزارة.
وأوردت نيويورك تايمز أن روسيا، رجّحت ارتباطه بعالم الجريمة الإلكترونية وأجهزة الاستخبارات الروسية، خدع أجهزة الاستخبارات الأميركية واستولى منها على 100 ألف دولار العام الماضي، في إطار دفعة أولى من مكافأة مقدارها مليون دولار، لتستعيد منه أدوات قرصنة معلوماتية سُرقت من وكالة الأمن القومي الأميركية، تتضمّن معلومات محرجة بالنسبة إلى ترامب، زعم امتلاكها. وأضاف أن الرجل قدّم مادة قد تكون مفبركة عن الرئيس وآخرين، تضمّنت سجلات مصارف ورسائل إلكترونية وبيانات زعم أنها من الاستخبارات الروسية.