هجمات 11 أيلول

كشف استطلاع للرأي عبر الأجيال، أن الحدث الأبرز في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية هو هجمات 11 سبتمبر/ايلول، وأخذت "بيو للأبحاث" آراء آلاف الأميركيين، تشمل 4 أجيال هم الجيل الصامت، والمواليد، وجيل الألفية، والجيل العاشر، وذلك لتسجيل اللحظات التي كان لها التأثير الأكبر على الولايات المتحدة في حياتهم. وعلى الرغم من أن هذه الأجيال قد تتفق في كثير من مناحي الحياة، إلا أنهم أجمعوا واتفقوا أن هجمات 11 سبتمبر/ايلول، التي وقعت في عام 2001 هي الحدث الأكبر الذي تعرضت له الولايات المتحدة.

وأجري الاستطلاع بين 16 حزيران/يونيو و16 تموز/يوليو لهذا العام، وطلب من 2,025 أميركي، يبدأ عمرهم من 18 عامًا، أن يسجلوا أكثر 10 أحداث يعتقدون أنها الأكثر تأثيرًا على الولايات المتحدة في حياتهم، وأجاب 76% منهم، بأن أحداث 11 سبتمبر/ايلول، هي الحدث الأبرز، وقد لا تثير هذه النسبة دهشة على اختلاف الأجيال التي شاركت في الاستطلاع. وكان جيل الألفية الذي ولد في عام 1981، وما بعد ذلك هو الأكثر تأثرًا بهذه الهجمات حيث أن 86% منهم ذكر هذا الحدث مقارنة بـ79% من الجيل العاشر، "الذي ولد ما بين عامي 1965-1980"، و70% من مواليد الخمسينيات (1964-1946)، أما الجيل الصامت "المعروف بالجيل الأعظم والذي ولد قبل عام 1945"، والذي عاش أحداث الحرب العالمية الثانية، وأجاب 59% منهم بأن أحداث 11 سبتمبر/ايلول، هي الأبرز من بين أبرز 10 أحداث، وجاءت الحرب العالمية الثانية في المرتبة الثانية بنسبة 44% من الجيل الصامت. ومع ذلك ووفقًا لبعض المجيبين في الاستطلاع فإن بعض الخير يأتي من الهجمات، فعندما طلبوا منهم أن يختاروا الفترة التي كانوا فيها أكثر فخرًا بالولايات المتحدة، أجاب 19% منهم وهو العدد الأكبر حتى الآن أن هجمات 11 سبتمبر/ايلول كانت أيضًا مصدر فخر لهم، وتضمن هذا اتحاد الدولة مع بعضها البعض بعد الهجمات وتقديم الخدمات والتعاطف الشعبي مع الضحايا.

وطغت أحداث 11 سبتمبر/ايلول بشكل كبير على ما تلاها من حروب العراق وأفغانستان، وقد لوحظ هذا في 14% فقط من الجيل الصامت، و11% من مواليد الخمسينيات، و18% من الجيل العاشر، و24% من جيل الألفية، وجاءت الهجمات من بين الـ 5 أحداث الأوائل بالنسبة للجيلين الماضيين والحدث العاشر لأول جيلين. وتشير الارتفاعات الطفيفة بين الجيل الصامت والجيل العاشر إلى الارتباط بالحروب السابقة، حيث جاءت الحرب العالمية الثانية في المرتبة الثانية من وجهة نظرهم، بينما ذكر 16%  من الجيل العاشر حرب الخليج على أنها من بين الأحداث المؤثرة وهذا هو الجيل الوحيد الذي ذكرها في القائمة. أما ثاني أكبر حدث في تاريخ الولايات المتحدة فهو انتخاب باراك أوباما رئيسًا للولايات المتحدة، فهو أول رئيس غير أبيض يتولى السلطة، حيث ذكر 40% من الأميركيين فوزه في عام 2008.

وتسللت أعداد الأميركيين لاختيار هذا الحدث، وذكره الجيل الصامت بنسبة 28% و38% لمواليد الخمسينيات و40% من الجيل العاشر و47% من جيل الألفية، ووضع جيل الألفية والجيل العاشر الرئيس المنتهية ولايته في المرتبة الثانية في استطلاع الرأي الخاص بهم، بينما احتل المرتبة الرابعة والسادسة بالنسبة لقائمة الاستطلاع الخاصة بمواليد الخمسينيات والجيل الصامت، وربما لا يثير هذا الموضوع دهشة حيث ذكر المشاركين السود أن أوباما هو الأنسب أكثر من البيض أو ذوي الأصول اللاتينية.

وفي الحقيقة، فلقد كان السود هم المجموعة الوحيدة التي وضعت انتخاب أوباما في المرتبة الأولى في قائمتهم بنسبة وصلت لـ 62%، وجاءت هجمات 11 سبتمبر/ايلول في المرتبة الثانية بنسبة 58%، وهذه الفجوة التي تشكل 4% بين الحدثين هي النسبة الأصغر من أي من المجموعات العرقية الثلاثة. وبسؤال المشاركين في الاستطلاع عن أكثر الأحداث المخيبة للآمال في ذاكرة التاريخ الأميركي، أجاب 11% وهي النسبة الأكبر التي رأت انتخاب أوباما هو من بين الأحداث الأكثر تخييبًا للآمال، بينما جاءت حملة دونالد ترامب من الحزب الجمهوري لعام 2016  في المرتبة الثانية بنسبة 10%.

وجاء تشريع زواج المثليين من القضايا الخلافية الأخرى، التي كانت مصدر فخر لـ 3% من المشاركين وخيبة أمل لـ2%، بينما لم تلقت بعض الأحداث المبكرة مثل المساواة العرقية الأميركية الانتباه أقل أكثر من انتصار أوباما. وتلقت حركة الحقوق المدنية "التي استمرت لعام 1957 عندما أرسل الرئيس أيزنهاور الحرس الوطني والقوات الفيدرالية لإجبار مدرسة ليتل روك المركزية الثانوية  لقبول 9 طلاب من السود"، نسبة وصلت إلى 18% من الجيل الصامت ومواليد الخمسينيات، وجاءت في المرتبة السابعة بالنسبة لمواليد الخمسينيات والمرتبة الثامنة للجيل الصامت.

وكان جيل الخمسينيات هو الجيل الوحيد الذي لاحظ اغتيال مارتن لوثر كينغ، ووضع حملة الحقوق المدنية في المرتبة التاسعة من الاستطلاع، وفيما يخص المرتبة الثالثة الوطنية جاءت الثورة التكنولوجية، والتي حصلت على نسبة 22% شملت جميع الأجيال، وتمثلت الثورة في الكمبيوتر والإنترنت والهواتف المحمولة ووسائل التواصل الاجتماعي، واختار الجيل الصامت الثورة التكنولوجية بمعدل وصل إلى 27% و26% لمواليد الخمسينيات و20% للجيل العاشر و18% لجيل الألفية. واعتمدت مركز "بيو" للأبحاث في الاستطلاع على الناس الذين يستخدمون الإنترنت ومن لا يستخدمون.