زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون

اتهمت كوريا الشمالية وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، بمحاولة اغتيال زعيمها كيم جونغ أون باستخدام مواد كيميائية بيولوجية غير محددة، خلال احتفالات عامة في العاصمة بيونغ يانغ. وأصدرت وزارة امن الدولة الكورية الشمالية بياناً ادَّعت فيه أن "وكالة الاستخبارات الأميركية دفعت مواطناً من كوريا الشمالية اسمه كيم للقيام بهذه المؤامرة". وأضافت أن "المواقع المحتملة للتنفيذ المؤامرة شملت ضريح والد كيم وجده - مؤسس البلاد."

وتأتي هذه الاتهامات وسط تصاعد التوتر حول برنامج كوريا الشمالية النووي، حيث أصدرت بيونج يانج خطاباً حربياً متزايداً فى مواجهة متوترة مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب. ومثل العديد من ادعاءات كوريا الشمالية الأخرى، فان من الادعاء بان وكالة المخابرات المركزية خططت لاغتياله هو أمر مستحيل التحقق. ويتحكم النظام الكوري الحاكم في تقارير وسائل الإعلام عن النظام بإن طريق آلية الدعاية في الدولة وغالبا ما تصمم فقط لتلميع سمعة القائد. ورفض متحدث باسم وكالة الاستخبارات المركزية التعليق على هذه الاتهامات.

وتُعد الإشارات المتكررة إلى وجود قوة معادية عازمة على اغتيال القيادة الكورية الشمالية، وتهديد وجود البلد ذاته، تكتيكاً كبيراً يهدف إلى تعزيز الدعم الشعبي في الداخل. وفي حين أن تاريخ وكالة المخابرات المركزية الطويل في محاولة الاغتيالات السرية للقادة السياسيين في جميع أنحاء العالم بالفعل سيء السمعة، إلا أن وكالة الاستخبارات اضطرت إلى خفض هذه العمليات بعد أن كشف تحقيق مجلس الشيوخ  في السبعينات عن حجم الاغتيالات وخلصت إلى أن السياسة كانت عكسية .

وجاء في بيان وزارة كوريا الشمالية ان "الجريمة البشعة التي كُشفت مؤخرًا وتحطمت في جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية هي نوع من الإرهاب ليس ضد جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية فحسب بل أيضا ضد عدالة وضمير البشرية وهو عمل يضر بمستقبل البشرية ". وأضاف أن "الاغتيال باستخدام مواد بيوكيميائية بما في ذلك المواد المشعة والمواد النانوية السامة هو أفضل طريقة لا تتطلب الوصول إلى الهدف".

وقالت الوزارة إن كيم، الضابط المتهم بمحاولة الاغتيال، والذي وُصف بأنه "حشرة بشرية" تلقى دفعات مالية بلغ إجماليها 740 الف دولار على الأقل، وكان لديه أجهزة استقبال عبر القمر الصناعي وغيرها من المواد والمعدات. كما كانت له اتصالات متعددة مع رجال المخابرات الكورية الجنوبية. ولم ترد تفاصيل في بيان الوزارة حول كيفية الكشف عن المؤامرة المفترضة، أو مصير كيم. ولكن في إشارة محتملة الى تطهير داخلي، قالت إن الوزارة "ستعمل على تدمير الإرهابيين بلا رحمة".

وكان هناك عدد من محاولات الاغتيال التي تم الإبلاغ عنها مع كيم ووالده الراحل، ولكن المحللين الغربيين ومسئولي المخابرات نسبوا معظمهم إلى مؤامرات محلية من مسئولين عسكريين وغيرهم من المشتبه فيهم.
وفي مواجهة التوتر الحالي، قد تكون بيونغ يانغ قد قررت أن من الملائم سياسيا أن تلوم واشنطن أكثر من أن تعترف بأنها مؤامرة داخلية بحتة.