رام الله ـ ناصر الأسعد
تتَوج الاجتماعات الفلسطينية الأميركية الجارية في رام الله، بلقاء يجمع مساء اليوم الاربعاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس وجاريد كوشنر، مسؤول الملف السياسي في إدارة الرئيس دونالد ترامب. وكان المبعوث الأميركي الخاص لعملية السلام جيسون غرينبلات وصل إلى رام الله أمس، حيث عقد سلسلة لقاءات مع مسؤولين فلسطينيين. وقال مسؤولون لـ "الحياة"، إن اللقاءات تناولت أساساً شكل العملية السياسية المقبلة.
وأوضح مسؤول رفيع أن الأميركيين يريدون إطلاق مبادرة لإعادة العملية السياسية، ويستمعون إلى الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي قبل إطلاقها. وأضاف أن الأميركيين يريدون مفاوضات لمدة تتراوح بين عام وعام ونصف العام ضمن نمط تفاوضي جديد يقوم على تدخلهم من خلال وضع إطار لضبط العملية التفاوضية لضمان تحقيق نتائج. وقال: "ما سمعناه من الأميركيين أنهم لا يريدون ترك الجانبين للتفاوض إلى أمد غير معلوم، إنهم يريدون مفاوضات مركزة قابلة لتحقيق نتائج خلال السقف الزمني المحدد". وأشار إلى أن الجانب الأميركي يدرس وضع إطار للمفاوضات يحدد القضايا التفاوضية والأهداف العامة للمفاوضات.
وستعقب هذا اللقاء سلسلة لقاءات متخصصة تعقد بين فريقين أميركي وفلسطيني في واشنطن، علماً أن الفريق الفلسطيني سيضم خمسة أعضاء مختصين في السياسة والأمن والمستوطنات والحدود والمياه. ومن المتوقع عقد هذه اللقاءات في النصف الأول من الشهر المقبل، بالتزامن مع لقاءات يعقدها المسؤولون الأميركيون مع فريق إسرائيلي مماثل، يتبعها إعلان ترامب مبادرته.
واستبق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وصول الوفد الأميركي بهجوم على الرئيس محمود عباس على خلفية تدشينه ميدانًا يحمل اسم "الشهيد خالد نزال"، وهو عضو قيادي في "الجبهة الديموقراطية" اغتالته إسرائيل في روما في الثمانينات من القرن الماضي. وجاء في تصريحات نتانياهو: "عباس يقول للعالم إنه يعلّم السلام، لكن هذه كذبة". وقال موجهاً حديثة لعباس: "توقف عن تسميم عقول الشباب الفلسطيني، علمهم السلام وليس الإرهاب". وأعلن نتانياهو بدء العمل ببناء مستوطنة جديدة في الضفة الغربية.
وردت السلطة الفلسطينية بإدانة شديدة لإعلان نتانياهو الاستيطاني. وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة في بيان: هذا الإعلان يشكل تصعيداً خطيراً، ومحاولة لإفشال مساعي الإدارة الأميركية، وإحباط جهود الرئيس ترامب، ويشكل رسالة تتزامن مع وصول مبعوثي الرئيس الأميركي إلى المنطقة مفادها أن إسرائيل غير معنية بالجهود الأميركية، وهي جادة في إحباطها كما فعلت مع الإدارات الأميركية السابقة. وطالب الإدارة الأميركية بالتدخل فوراً للحفاظ على المناخ الذي خلقه ترامب خلال لقاءاته مع عباس في واشنطن.
الى ذلك، استبعد وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان تصعيداً عسكرياً هذا الصيف على الحدود مع غزة في أعقاب أزمة الكهرباء، وقال للإذاعة إن أزمة الكهرباء تأتي على خلفية صراع فلسطيني داخلي ولا شأن لإسرائيل فيها، متسائلاً: أي ادعاءات وشكاوى يمكن أن تكون لحركة حماس؟... الرئيس محمود عباس أبو مازن أوقف الدفع أيضاً عن الخدمات الصحية للقطاع، ربما علينا أن نشرع في أن ندفع لسكان القطاع ثمن الأدوية؟.
من جهتها أيضاً، تناولت وسائل الإعلام العبرية تقارير عن تفاهمات أنجزها القيادي المفصول من حركة "فتح" محمد دحلان مع السلطات المصرية في شأن بيع مصر الوقود والسولار للقطاع لإعادة تفعيل محطة توليد الكهرباء هناك، مشيرة إلى أن هذه التفاهمات ستعيد إمداد البيوت بالكهرباء بنسبة 80 في المئة على الأقل، و تقلص احتمال وقوع مواجهة عسكرية بين إسرائيل و"حماس". وأضافت أن تصريحات القيادي في "حماس" خليل الحية بأن الحركة ليست معنية بحرب أخرى مع إسرائيل تلتقي والتقديرات الاستخباراتية الإسرائيلية بأن من مصلحة الحركة عدم الذهاب نحو مواجهة عسكرية مع إسرائيل.