رام الله _ ناصر الأسعد
كشف الكاتب د. فايز أبو شمالة النقاب عن فحوى مذكرة التفاهم بين وفد قيادة حركة "حماس" برئاسة يحيى السنوار ووزير المخابرات العامة المصرية خالد فوزي، والنائب في المجلس التشريعي محمد دحلان، وتحظى المذكرة على ضمانات عربية وأجنبية كبيرة.
وأكد أبو شمالة، أن "حماس" والمخابرات العامة المصرية والنائب دحلان توصلوا إلى "مذكرة تفاهم" مشتركة في ترتيب الوضع الداخلي الفلسطيني، واتفقوا على جميع القضايا المشتركة والملفات الخلافية، مشيراً إلى أن التوقيع عليها سيكون اليوم، إن لم تطفو على السطح معيقات، وإن لم تبرز قضايا تعكر صفو التوافق.
وبين أبو شمالة أن مذكرة التفاهم تنص على بنود عدة أولها، إنجاز ملف المصالحة المجتمعية، والتي رُصد لها مبلغ 50 مليون دولار أي حوالي 180 مليون شيكل، مشيراً إلى أن شخص من طرف دحلان سيشرف على الملف ويرعاه، وأن اللجنة ستباشر أعمالها قبل كل اللجان الأخرى، ومن المتوقع أن تبدأ عملها بعد عودة وفد "حماس" إلى قطاع غزة مباشرة.
وأوضح أبو شمالة، وفقاً لمذكرة التفاهم، أنه تم الاتفاق بين "حماس" ومصر ودحلان على اللجنة الإدارية التي ستتولى شؤون قطاع غزة، مشيراً إلى أن ملف الأمن ووزارة الداخلية سيبقى بالكامل مع حركة حماس، وسيتولى دحلان السياسة الخارجية والدبلوماسية، ويحشد التمويل والدعم الدبلوماسي والسياسي للحالة الجديدة في قطاع غزة.
وذكر أبو شمالة، بحسب ما نشرت "أمد"، أن تم الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة بين "حماس" ودحلان لإدارة ملف معبر رفح البري، فيما يشرف فريق خاص تابع لدحلان على المعابر الإسرائيلية، ويدير العلاقة مع إسرائيل لتسيير حياة الناس في غزة، وفيما يتعلق بحركة الأفراد والحركة التجارية على معبر رفح، قال أبو شمالة إن "المخابرات المصرية العامة تعهدت بفتحة معبر رفح على مدار الساعة أمام الحركة التجارية وحركة الأفراد وفقاً لاتفاق عام 2005"، مضيفاً "مصر دعمت الاتفاق بين دحلان وحماس، وذكر الجانب المصري أنه لا يمانع ولن يقف في وجه أي اتفاق يتوصل الفلسطينيون له، وسيكونون داعمين لأي اتفاق يختاره الفلسطينيون"، وفيما يتعلق بملف موظفي غزة، ذكر أن مصر تقدر قيمة الضرائب التي يجبيها عباس من غزة حوالي 20 مليون دولار شهرياً، وأن هذا المبلغ ستجبيه اللجنة الإدارية المشكلة من دحلان وحماس، وبالتالي سيكون لديها فائض مالي لتصرف رواتب موظفي غزة.
وذكر أبو شمالة أن الخوف كل الخوف على موظفي السلطة، فهؤلاء وقعوا بين الصير والباب، ومن المحتمل أن يقطع عباس رواتبهم، بحجة انفصال غزة عن الضفة الغربية، واستقلال غزة الاقتصادي عن رام الله، وعدم وجود ميزانية، وفيما يتعلق بأزمة الكهرباء، أكد أن السولار الخاص بالمحطة سيدخل باستمرار لشركة الكهرباء، ولن تفرض عليه أي ضرائب، الأمر الذي سيمكن شركة التوزيع من الجباية، ودفع مبالغ ثمن السولار بأريحية، مشيراً إلى أن مصرَ ستعمل على ربط كهرباء غزة بشبكة الربط الثماني، وستعمل على زيادة حصة غزة من الكهرباء، ولافتًا إلى أن من ضمن ما تم الاتفاق عليه، عقد جلسة قريبة للمجلس التشريعي يشارك فيها دحلان، إضافة إلى النواب الذي يؤيدونه، إضافة لكتلة التغيير والإصلاح، وسيتم دعوة جميع النواب من باقي الكتل البرلمانية، وأن الجلسة سيكون لها ما بعدها، متوقعاً أن "يتم التصويت على نزع الشرعية من رئيس السلطة محمود عباس، وأن عباس في القريب العاجل سيلقى وبال إجراءاته وسياسته ضد غزة"، وكشف أن الاتفاق سيدخل حيز التنفيز وسيلمس إجراءاته المواطنين في غزة بعد عودة وفد حماس من القاهرة، على حدّ وصفه.
وذكر أبو شمالة أن الاتفاق الذي جاء على جلستين بين دحلان وقيادة "حماس" كان ودياً وجدياً للغاية، مشيراً إلى أن الطرفين اعجبوا بالأفكار التي كانت تطرح، وان الكل كان حريص على المصلحة الوطنية العليا، وإنهاء حالة غزة المأسوية.
وبين أن دحلان كان حريصاً على إبرام الاتفاق لعلمه أنه لا مدخل له للقرار الفلسطيني إلا من خلال بوابة حماس وغزة، وحماس هي الأخرى كانت حريصة لعلمها أنه لا مخرج لها من أزماتها إلا من خلال دحلان.
ولا يستبعد أبو شمالة ان التوافق بين مصر و"حماس" ودحلان مقدمة لمشروع كبير جداً يتم فيه فصل غزة عن الضفة، وان يكون مقدمة لحلٍ إقليمي تكون غزة جزء منه، وعن إمكانية التشويش على الاتفاق من قبل السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس، قال "لا يستطيع محمود عباس التشويش على التوافق، لان مصر ودول عربية وازنة هي من ترعاه، عباس سيتظاهر أنه غاضب، وبداخله سيكون سعيد لأنه تخلص من غزة، خاصة أنه يريد أن ينجو بنفسه من تلك الأعاصير التي تضرب الإقليم"، وعن التلويح الإسرائيلي بعصا الحرب على غزة، قال "خيار الحرب أصبح وراء ظهورنا، وهذا ما صرح به وزير الحرب أفيغدور ليبرمان قبل يومين عندما أن إسرائيل لن تحتل غزة، وان حدودها تشهد هدوءًا غير مسبوق منذ الـ67 (..) وجود دحلان ومصر في غزة والتفاهمات الجديدة ستبعد سيناريوهات الحرب أكثر من أي وقتٍ مضى".
وأكّد القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ذو الفقار سويرجو، أنّ "ما ورد على صفحة د فايز أبو شمالة قريب جدًا من الحقيقة و اللقاءات حصلت بالفعل و الرجل القوي في "حماس" يحيى السنوار توصل لتفاهم مبدأي مع الرجل القوي محمد دحلان برعاية مصرية، المعبر سيفتح خلال الأيام المقبلة ممكن مع عودة الوفد إلى غزة خلال يومين، يبدو أن الرئيس أبو مازن رفض طلبا للمصريين بأخذ موقف حاد من دولة قطر بصفته يمثّل الشرعية الفلسطينية و الرئيس رفض تلبية الطلب وعليه الدبلوماسية المصرية غيرت قواعد اللعبة، مصر سحبت "حماس" من تحت المظلة القطرية، ونجحت في ترتيب العلاقة بين السنوار ودحلان على أساس تقاسم الأدوار بشكل مرحلي لحين تعميم التجربة، الأيام المقبلة ستشهد تغيرات دراماتيكية على الأرض و هذا قد يدفع الرئيس للذهاب إلى المؤسسات الدولية، لرفض هذا الاتفاق و تجريمه و قد يذهب لأكثر من ذلك".