دمشق ـ نور خوام
ذكرت مصادر محلية سورية أنه تم العثور على عشرات الجثث وفقدان مواطنين آخرين، بعد انسحاب مسلحي تنظيم "داعش" من مدينة "القريتين" في ريف حمص الشرقي. وأعلنت تنسيقية مدينة تدمر عن توثيق أكثر من 35 مدنيًا مقتولين رميا بالرصاص في أحد الآبار في محيط المدينة، معظمهم تم قتله من قبل تنظيم "داعش" لما وصف بتهمة العمالة للقوات الحكومية، كما يوجد عدد آخر من القتلى وجدت جثثهم في شوارع المدينة بعد أن اقتحمتها القوات الحكومية.
وكانت القوات الحكومية، المدعومة بميليشيات أجنبية، قد تمكنت من السيطرة على مدينة القريتين بريف حمص الشرقي بعد انسحاب تنظيم "داعش" منها منذ أيام. وانسحب تنظيم "داعش" من حقل العمر النفطي، أكبر الحقول النفطية في محافظة دير الزور السورية، قبل أن تتقدم "قوات سورية الديمقراطية" وتسيطر على الحقل، وسط معلومات عن وساطات بين وجهاء وأعيان من ريف دير الزور الشرقي، مع تنظيم "داعش" لتسليم سائر المنطقة الواقعة على الضفة الشرقية لنهر الفرات إلى قوات سورية الديمقراطية.
وأعلنت القوات المدعومة من واشنطن، أمس الأحد، سيطرتها على حقل العمر، مشيرة في بيان إلى تنفيذها عملية عسكرية خاطفة واسعة النطاق استهدفت تمركز المرتزقة في حقول العمر النفطية بغية مباغتة المرتزقة وتفويت الفرصة عليهم لارتكاب أعمال تخريبية تتخلل هزائمهم في المناطق التي يتم تحريرها منهم، لافتة إلى أنه استطاعت قواتنا بالنتيجة تحرير حقول العمر وطردهم خارج الحقول دون أضرار تذكر.
وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن تسليم الحقل لـ"قوات سورية الديمقراطية"، قائلاً لـ"الشرق الأوسط" إن تنسيقاً غير مباشر دفع التنظيم للانسحاب من الحقل، مشيراً إلى أن "قوات سورية الديمقراطية" تسعى للسيطرة على حقول النفط في الضفة الشرقية لنهر الفرات. وقال عبد الرحمن إن السباق بين النظام يسابق تلك القوات إلى حقول النفط تلك، لكن التنظيم يفضل تسليمها لقوات سورية الديمقراطية على تسليمها للقوات النظامية وحلفائها من الميليشيات التي تقاتل إلى جانبها.
وبينما تحدث المرصد عن وساطات لاتفاق شامل يقضي بانسحاب "داعش" من كامل الريف الشرقي لدير الزور، وهي المنطقة التي لا تزال تضم ثلاثة حقول نفطية كبيرة هي حقل "التنك" وحقل "بحر" وحقل "الملح"، قال مصدر بارز في عشائر سورية في دير الزور لـ"الشرق الأوسط"، إن الاتفاق يقتصر على تسليم حقل العمر النفطي وقرى محيطة لقوات سورية الديمقراطية مقابل انسحاب عناصر "داعش" بأمان من الرقة باتجاه شرق دير الزور، مشيراً إلى أنه لا معلومات واضحة حتى الآن عما إذا كان الاتفاق شاملاً.
وأكد المصدر العشائري أن الوساطة لم تقدها عشائر بحد ذاتها، بل وجهاء في عشائر الرقة، نافياً في الوقت نفسه علم عشائر دير الزور بالصفقة. وقال: تمثلت الصفقة في إخراج مقاتلي "داعش" من الرقة، وبالفعل خرجت 20 شاحنة محملة بالمقاتلين مع عتادهم وأسلحتهم كاملة، لافتاً إلى أن الشاحنات عبرت مناطق سيطرة سورية الديمقراطية في دير الزور الغربي. وفي الطريق ترك عناصر إحدى الشاحنات الشاحنة والأسلحة فيها، وتواروا في مناطق وجود المدنيين هاربين، فيما وصل الآخرون إلى الريف الشرقي لدير الزور. ووضع المصدر هذه الصفقة في إطار السباق بين النظام وسورية الديمقراطية للسيطرة على حقل العمر الذي يعتبر أكبر حقول النفط في سورية، وإحدى أكبر خزانات النفط في الشرق الأوسط..
وفي محافظة دير الزور، استمرت الاشتباكات العنيفة بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جهة، وعناصر تنظيم “داعش” من جهة أخرى، على محاور في الضفاف الشرقية المقابلة لمطار دير الزور العسكري بريف دير الزور الشرقي، وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الاشتباكات تركزت في بلدة خشام التي تمكن التنظيم بهجوم معاك من استعادة السيطرة على أجزاء منها، وأجبر القوات الحكومية على التراجع فيها، فيما عاودت القوات الحكومية التقدم في البلدة، ومعلومات عن استعادتها السيطرة على كامل البلدة، في حين نفذت الطائرات الحربية ضربات استهدفت مناطق في مدينة البوكمال بريف دير الزور الشرقي، كما قصفت طائرات يعتقد أنها تابعة للتحالف الدولي جسراً على قناة الري في بادية الشحيل، ما تسبب بدمار فيه.
أما في محافظة حماة، فقد أصيب قيادي عسكري محلي في "هيئة تحرير الشام" بجروح بليغة، جراء انفجار لغم به كان زرعه تنظيم “داعش” في منطقة مريجب الجملان في ريف حماة الشمالي الشرقي، بينما قصفت الطائرات الحربية مناطق في قرية قصر شاوي وأماكن أخرى في ناحية الحمراء بالريف ذاته، ما تسبب بوقوع أضرار مادية، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية إلى الآن، في حين تجددت الاشتباكات بين عناصر تنظيم “داعش” من طرف، و"هيئة تحرير الشام" من طرف آخر، على محاور في الريف الشمالي الشرقي لحماة، وتركزت الاشتباكات في مناطق أبو لفة والطرفاوي والخفية، وسط تقدم لهيئة تحرير الشام التي بدأت الهجوم، ومعلومات مؤكدة عن استعادتها السيطرة على قريتين منها. وفي محافظة إدلب، نفذت الطائرات الحربية غارات استهدفت مناطق في محيط قرية الخوين الواقعة في الريف الجنوبي لإدلب، ما تسبب بأضرار مادية، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية.
أما في محافظة دمشق، فقد دارت اشتباكات بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل المقاتلة والإسلامية من جهة أخرى، على محاور في أطراف حي التضامن بجنوب العاصمة، وسط استهدافات، متبادلة بين طرفي القتال، وقصف من قبل القوات الحكومية على مناطق سيطرة الفصائل في حي التضامن، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية، كما استمرت الاشتباكات العنيفة بين الفصائل الإسلامية من جهة، وتنظيم “داعش” من جهة أخرى، على محاور في جنوب العاصمة من جهة ريف دمشق الجنوبي، إثر هجوم من قبل التنظيم في محاولة لتحقيق مزيد من التقدم في المنطقة، وسط قصف متبادل بين طرفي القتال، حيث استهدف التنظيم مواقع للفصائل ما تسبب بوقوع عدد من الإصابات في صفوف مقاتلي الفصائل.
أما في محافظة ريف دمشق، فقد جددت الطائرات المروحية قصفها بالبراميل المتفجرة مستهدفة مناطق في بلدة بيت جن ومزارعها، في ريف دمشق الجنوبي الغربي، في حين قصفت قوات النظام المناطق ذاتها بعدة قذائف وبالرشاشات الثقيلة، ما تسبب بأضرار مادية، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية.
وفي محافظة القنيطرة، فتحت قوات النظام نيران رشاشاتها الثقيلة مستهدفة مناطق في أطراف قريتي العجرف وأم باطنة في ريف القنيطرة، متسببة بوقوع أضرار مادية، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية. جددت القوات الحكومية قصفها على مناطق في أطراف حي جوبر ومناطق في أطراف بلدة عين ترما، ما أدى لمزيد من الدمار في البنى التحتية وممتلكات المواطنين، كما قصفت قوات النظام مناطق في بلدة بيت نايم وأطرافها في منطقة المرج بغوطة دمشق الشرقية، ما تسبب بأضرار مادية، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية.
وكان المرصد السوري نشر قبل ساعات أنه تدور اشتباكات متقطعة بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جهة و"فيلق الرحمن" من جهة أخرى، في محور المناشر بحي جوبر، وأطراف بلدة عين ترما في الغوطة الشرقية وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، ترافق مع سقوط 9 صواريخ يعتقد أنها من نوع أرض- أرض، على محور جوبر- عين ترما في الغوطة الشرقية، وكان المرصد السوري نشر خلال الساعات الـ 24 الفائتة، أنه تعرضت مناطق في أطراف مدينة حرستا وبلدة مديرا بالغوطة الشرقية، لقصف من قبل قوات النظام ، ولم ترد أنباء عن خسائر بشرية.