بيروت ـ فادي سماحه
أدى خلل تقني في طائرة استطلاع إسرائيلية من دون طيار كانت تحلق فوق الجنوب اللبناني، إلى سقوطها في بلدة بيت ياحون قضاء بنت جبيل، وقامت طائرة إسرائيلية أخرى بتفجيرها من الجو، خصوصًا أنها تحمل 4 صواريخ. واعتبر مسوؤل فرنسي بارز، أن التهديدات الإسرائيلية ما زالت موجودة حيال لبنان، وأن الجانبين الإسرائيلي والفرنسي يتبادلان المعلومات حول ما يجري في المنطقة، وفرنسا توجه الرسائل اللازمة للتهدئة عند اللزوم.
وتوقع إيجابيات من مؤتمر "سيدر" وحضورًا واسعًا (50 وفداً)، موضحًا أنه ليس مؤتمر مانحين بل التزاماتٍ مالية على أساس أن يلتزم الجانب اللبناني ديناميكية إصلاحية بعد الانتخابات. وقال إن الدعم سيكون مشروطًا بالإصلاحات. وأشار مصدر فرنسي آخر إلى أن الرقم الواقعي للمبالغ التي يمكن الإعلان عنها في المؤتمر يمكن أن يصل إلى نحو 4 بلايين دولار للمرحلة الأولى، التي تمتد 4 سنوات من الخطة اللبنانية التي تمتد 15 عامًا.
وكان كل من الجيشين الإسرائيلي واللبناني أعلن سقوط طائرة الاستطلاع، وقال مصدر عسكري لبناني، إن فوج الهندسة في الجيش عاين بقايا حطام الطائرة بعد سقوطها وفكك بقاياها. إلا أن بيان الجيش أفاد بأن اثنين من الصواريخ الأربعة لم ينفجرا عند سقوطها، فعمل الفنيون على تفجيرهما. ولم يستبعد المصدر العسكري أن يطرح الجانب اللبناني هذا الخرق الإسرائيلي الجديد للأجواء اللبنانية، خلال اجتماعات اللجنة الثلاثية مع قوات الأمم المتحدة (يونيفيل) والجيش الإسرائيلي في الناقورة. وقامت دورية من "يونيفيل" بمعاينة مكان سقوط الطائرة مع فنيي الجيش اللبناني.
ووقع الحادث بعد ساعات قليلة من تصريحات لرئيس أركان الجيش الإسرائيلي غادي آيزنكوت قال فيها: "احتمالات اندلاع حرب أصبحت أكبر من السنوات الثلاث السابقة لولايتي"، مشيرًا إلى أن الخطر العسكري الأكبر على إسرائيل يأتي من الجبهة الشمالية، متمثلاً بمثلث إيران – سورية - لبنان. وأضاف: "لدينا آلاف الأهداف في لبنان، وقدرتنا على ضربها تضاعفت 7 مرات من الحرب الأخيرة... سندمر مباني عالية عديدة في لبنان يجلس فيها عناصر حزب الله. صورة الدمار التي ستخلفها الحرب ستكون منقطعة النظير". وأكد أن العمل العسكري في سورية لا يتوقف.
ويواكب هذه التطورات ارتفاع حمى التعبئة السياسية قبل 5 أسابيع من الانتخابات النيابية المقررة في 6 أيار/مايو المقبل. وقال زعيم تيار المستقبل رئيس الحكومة سعد الحريري أثناء إعلانه لائحة تحالف تياره مع الحزب التقدمي الاشتراكي وبعض المستقلين في دائرة البقاع الغربي - راشيا “البقاع ليس لأزلام الوصاية وأزلام زمن المخابرات في عنجر. هذا الكلام، يعرفه أهل البقاع الغربي وراشيا. كلام نقرأه من تجميع حلفاء بشار (الأسد) في لوائح من الشمال إلى بيروت والجبل وصولاً إلى البقاع. هذا النوع من اللوائح عنده أمر مهمة يتمثل بترجمة الحرب في سورية بالانتخابات النيابية في لبنان".
وتأخذ التعبئة بعداً يتعلق بالخلاف السياسي على الموقف من الوضع الإقليمي. وقال الحريري: "طويلة على رقبة أي شخص أو أي لائحة أن تخطف قراركم". وخاطب مناصريه قائلاً: "صوتكم سيبقى عالياً ليصل إلى قلب الشام، إلى الغوطة وأهلها وأطفالها، ليقول لكل إنسان قادر أن يسمع إن المجازر في سورية لن تكون رخصة لخط عسكري للعودة إلى البقاع والهيمنة على قراره. إن قرار البقاع باقٍ لأهل البقاع". وكان الحريري قال في مناسبة أخرى: "سترون قريبًا أن عددًا من الدول الخليجية سيرفع الحظر عن سفر مواطنيه إلى لبنان، ما سيساهم في تعزيز السياحة، وبالتالي تدعيم الاقتصاد ككل".