رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي

حُذرت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي من أن قبولها التعديلات الخاصة ببقاء بريطانيا في الاتحاد الجمركي بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يعد بمثابة خيانة للناخبين، حيث حث النواب البرلمانيون من حزب المحافظين رئيسة الوزراء على التمسك بموقفها، بعدما اقترحت مجموعة من خمسة متمردين تغييرات تجبر المملكة المتحدة على البقاء في الاتحاد الجمركي مع الكتلة الأوروبية.

 

وجاء ذلك بعد أن قدمت آنا سوبري وتشوكا أومونا من حزب العمال، تعديلا جديدا على مشروع قانون التجارة الذي دعا النواب إلى دعم "تنفيذ اتحاد جمركي مع الاتحاد الأوروبي" بعد رحيل المملكة المتحدة. وذهب النواب الذين يؤيدون خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إلى التعديل في غضون ساعات، حيث وصف النائب ميخائيل فابريكانت الاقتراح بأنه خيانة كاملة لنسبة 52% من الناخبين المؤيدين لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

 

وقال السيد فابريكانت "سيمنعنا التعديل من السيطرة على حدودنا ومن وجود سياسة تجارية مستقلة، وسيؤدي إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي  كمجرد صفة، ولكن ليس في الواقع "، مضيفا" أن البقاء في الاتحاد الجمركي من شأنه أن يمنع بريطانيا من التوقيع على صفقات تجارية مستقلة بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي" مؤكدا أنه "يجب أن يخجل مقدمي التعديل من أنفسهم".

 

وأعاد تصريحاته جاكوب ريس موغ، الذي قال إن البقاء في الاتحاد الجمركي سيعني أن بريطانيا ستضطر إلى البقاء رهنا لتعريفات أسعار أعلى على مجموعة من السلع. ويقترح هذا البند الذي يدعمه خمسة من المحافظين من بينهم، نيكي مورغان، وسارة ولاستون وستيفن هاموند، أن الحكومة ستضطر إلى اتخاذ جميع الخطوات اللازمة لضمان اتفاق تجاري يمكن المملكة المتحدة من المشاركة بعد يوم الخروج في الاتحاد الجمركي مع الاتحاد الأوروبي.

 

وقالت السيدة سوبري، التي كانت قد حثت في وقت سابق من هذا الشهر تيريزا ماي على إسكات مؤيدي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، يوم الجمعة، إنها تعتقد أن الآخرين سيحذون حذوها ويضيفون أسمائهم للتعديل، أما السيد أومونا كان واثقا من أن زملاء العمل سيقفون بثقلهم وراء ذلك، وسط تقارير تشير إلى أن جيريمي كوربين، زعيم حزب العمل، من المتوقع أن يعلن يوم الاثنين أن الحزب يريد البقاء في الاتحاد الجمركي.

 

ويمكن أن يوفر هذا التحرك أغلبية للتعديل، مما يؤدي إلى هزيمة الحكومة بشأن التشريع الرئيسي لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عندما يتعلق الأمر بالتصويت، وقال السيد أومونا "هناك دعم للحزب من أجل ذلك، وهو موقف حزب العمل كما قال جون ماكدونيل مستشار الظل"، مضيفا "لا توجد أغلبية في مجلس العموم بالنسبة لنا لعدم المشاركة في الاتحاد الجمركي وهذا واضح تماما".

 

ويشكل النزاع تهديدا خطيرا لحكومة تيريزا ماي التي لا تزال تعارض بشدة أي سيناريو يبقي بريطانيا في الترتيبات الجمركية الحالية. ويأتي ذلك بعد موافقة مجلس الوزراء المكون من 11 عضوا يوم الخميس الماضي على موقفهم التفاوضي من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث تم استبعاد البقاء في الاتحاد الجمركي كخيار، وردا على أسئلة حول الاجتماع، أكد وزير الصحة جيريمي هانت، مجددا أن الحكومة لن تقبل أي صفقة تشمل العضوية المستمرة للاتحاد الجمركي، وأضاف "اننا لا نريد أن نكون جزءا من الاتحاد الجمركي"، موضحا "نريد أن نكون قادرين على التفاوض بشكل مستقل مع الدول الأخرى".

 

وأضاف "لن يكون لدينا سيطرة كاملة على سيادتنا وعلى مصيرنا كدولة، ويعد الاتحاد الجمركي طريقة واحدة للحصول على التجارة الاحتكاكية، ولكنه ليس الطريقة الوحيدة، ما نريده هو التجارة الاحتكاكية ولكن بالاتفاق بين الهيئتين السيادتين".