الخرطوم ـ جمال إمام
أعلن المجلس العسكري الانتقالي الحاكم في السودان، مساء الأربعاء، استقالة ثلاثة من أعضائه كانت المعارضة تطالب بتنحيتهم بسبب صلاتهم بالرئيس المعزول عمر البشير، ما يمهّد الطريق لاستئناف المفاوضات بين قيادة الجيش وممثلي المحتجين للتوصل إلى تسوية.
وقال الناطق باسم المجلس الفريق الركن شمس الدين كباشي إن الأعضاء الثلاثة المستقيلين هم الفريق أول ركن عمر زين العابدين، كبير مفاوضي المجلس، وعضوا اللجنة السياسية الفريق أول جلال الدين الشيخ والفريق أول شرطة الطيب بابكر علي. وأضاف أن الاستقالات قيد النظر أمام رئيس المجلس للبت فيها.
إقرأ أيضـــا:
"الانقلاب على البشير" يستنهض مجلس الأمن للانعقاد ومصر تدعم "خيار الشعب"
ويعتبر "تجمع المهنيين السودانيين" أن زين العابدين هو زعيم حزب البشير داخل الجيش ويتهمه بـ"محاولة إعادة النظام المخلوع". ويعد إلغاء اللجنة السياسية التي يترأسها زين العابدين وإقالته من أهم مطالب الحراك. وكان المحتجون يطالبون أيضاً بإقالة جلال الدين الشيخ، نائب رئيس جهاز الأمن السابق، والطيب بابكر، رئيس الشرطة الموازية في النظام السابق، التي كانت تنفذ أجندة "الحركة الإسلامية" والحزب الحاكم.
وقبل الاستقالات بساعات، كثّف قادة الحراك ضغوطهم على المجلس العسكري الانتقالي، مهددين بإعلان "عصيان مدني"، شامل تسبقه مسيرات مليونية، للمطالبة بحكم مدني.
وقال قادة تحالف "قوى الحرية والتغيير"، في مؤتمر صحافي، إن "المسيرات ستنطلق ابتداء من الخميس، وتتصاعد لتبلغ مرحلة العصيان المدني الشامل، في حال استمر تعنت المجلس العسكري الانتقالي". واعتبروا أن اللجنة السياسية التابعة للمجلس العسكري الانتقالي "باتت عقبة أمام التغيير، وأداة من أدوات الالتفاف على الثورة".
وبعيد مؤتمر المعارضة بقليل، وجه المجلس العسكري الانتقالي الدعوة إلى قوى "إعلان الحرية والتغيير" لاجتماع عاجل في القصر الجمهوري، واستجاب قادة المعارضة للدعوة على الرغم من إعلانهم تعليق التفاوض. وتوصل الجانبان إلى اتفاق لم تكشف تفاصيله. لكن الناطق باسم المجلس العسكري قال للصحافيين: "التقينا حول مختلف جوانب المذكرة التي قدمها تحالف الحرية والتغيير"، مشيراً إلى الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة لمعالجة الخلافات السياسية.
وقبل الاجتماع، قال "تجمع المهنيين السودانيين" الذي يتصدر حركة الاحتجاج، إنه سيعلن مجلساً مدنياً يوم الخميس، لكن لم يتضح ما إذا كانت هذه الخطة قد تغيرت بعد الاستقالات.
قد يهمك أيضًا :
الآلاف يعتصمون أمام وزارة الدفاع السودانية للمطالبة بإنهاء "حكم العسكر"
"ثوار الليل" في السودان جيش شعبي من المعتصمين لحماية الأهالي