وصول جيم إلى جامعة "مانشستر"

يفكر العالم الفيزيائي الشهير أندريه غيم ، الحائز على جائزة "نوبل" في الفيزياء عام 2010 في ترك بريطانيا، بسبب خروجها من الاتحاد الأوروبي. فبالنسبة لغيم، فإن نتيجة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وتهديدها لبحثه وتطوير "الغرافين" يكفي لدرجة أنه يفكر في مغادرة كل من بريطانيا والاتحاد الأوروبي.

وقال: "قبل عام فقط كنت مُستقرًا بشكل تام هنا، على الرغم من العديد من العروض من جميع أنحاء العالم.

 ولكن خلال الأشهر القليلة الماضية قد تغير ذلك بسبب التغيرات السياسية والاقتصادية الحاصلة... ولا أستطيع أن أتخيل فقط عدد هؤلاء الذين يفكرون في نفس الشيء.  وستكون سنغافورة أو الصين والعديد من الخيارات الأخرى بديلاً عن المملكة المتحدة.

وقد اشتهر أندريه غيم، على مدى العديد من السنوات، بتصميم التجربة التي تبدو أكثر مثل خدعة من كونها بحثًا علميًا مهمًا. ففي إحدى أمسيات يوم الجمعة، في لحظة من الملل في مختبره الهولندي، قام الفيزيائي السوفياتي المولد بسكب كوب من الماء على مغناطيس كهربائي. وعندما لامست الماء المغناطيس لم تتسرب إلى الأرض، كما كان يتوقع جيم، ولكن بدلًا من ذلك بدأت تطفو كمجموعة من الكرات السائلة. ونشر جيم، النتائج التي توصل إليها في عدد أبريل/ نيسان عام 1997 في مجلة " Physics World" جنبًا إلى جنب مع صورة لضفدع حي يجلس على قطرات المياه السابحة.

وبعد وقتٍ قصير من وصول جيم إلى جامعة "مانشستر" في عام 2001، بدأ استضافة جلسات ليلة للطلاب لإجراء ما يسميه "البحث عن الفضول" – وهي طريقة مماثلة لإظهار قيمة التجربة. وفي عام 2002، وبعد واحد من هذه التجمعات، توجه انتباه جيم إلى كرة "سكوتش" مستخدمة مرمية في حاوية النفايات القريبة.

 وضع جيم، المتخصص في المواد الرقيقة، الشريط تحت المجهر الذري ووجد أن طبقات الكربون المتبقية كانت أرق من أي شيء كان ينظر إليه من قبل. وعلى الفور كان يشتبه في أنه قد وجد  مادة "الغرافين"، وهي مادة رقيقة من ذرة واحدة، والتي، حتى هذه اللحظة، كانت محور التكهنات بين الفيزيائيين النظريين.

وفي الأسابيع اللاحقة عمل جيم 14 ساعة مع واحد من طلابه يحضّر لدرجة الدكتوراه، وهو كونستانتين نوفوسيلوف، لاكتشاف خصائص غير عادية لـ"الغرافين". وأكتشف أن المادة كانت 200 مرات أقوى من الصلب.  وفي عام 2015، أطلقت جامعة "مانشستر" ما يسمى بـ"الغرافين الوطني"، وهو مشروع بدعم مليون جنيه استرليني في السنة (1.3 مليون دولار) لتمويل أكبر مشروع بحثي في أوروبا من أي وقت مضى.

وحصل جيم ونوفوسيلوف على جائزة نوبل في الفيزياء لعام 2010 تثمينا للتجارب والبحوث التي اجرياها على مادة " الغرافين " ثنائية الأبعاد. وكل هذه الإمكانات قد ثارت حولها شكوك في 23 يونيو/ حزيران 2016، عندما صوت 51.8 في المئة من الناخبين البريطانيين على مغادرة الاتحاد الأوروبي. ووصف جيم نفسه بأنه متشكك من اليورو. ومع ذلك، فقد شاهد نتائج خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بشعور الإحباط.

ووجد استطلاع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في آذار / مارس أنه من بين 907 باحثين في المملكة المتحدة الذين تم استطلاع رأيهم، يرى حوالي 83 في المئة أن المملكة المتحدة يجب أن تبقى في الاتحاد الأوروبي. وقال بول درايسون، وزير العلوم السابق في إدارة الأعمال: "إن فكرة انسحاب بلد طوعي من أوروبا تبدو غير جيدة للعلماء".