الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

اتخذ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الأربعاء الخطوة النادرة لتليين قرار حكومي في مواجهة الضغوط الشعبية مما خفف بعض الأجزاء من إصلاح المعاشات التقاعدية التى كانت مثار خلاف ومحتقنة بدرجة كبيرة والتي أثارت احتجاجات وأثرت على شعبيته , وحتى عندما أعلن عن التغييرات، أكد  بوتين أن التغييرات الديموغرافية في روسيا وبخاصة كبار السن في سن التقاعد وعدد الشباب الذين يدخلون مجال العمل، يتطلب بعض التعديلات.

الاقتصاد الروسي يعاني

وقال بوتين في خطاب نادر بثه التلفزيون على مستوى البلاد "أؤكد مرة أخرى أنه يتعين علينا اتخاذ قرار صعب ومعقد ولكنه ضروري ,أطلب منكم أن تفهموا هذا", وحذر بوتين من أن التكاليف المتزايدة الآن إلى 300 مليون دولار في اليوم يمكن أن تفلس روسيا"، وأشاد المؤيدون للكلام، قائلين "إن بوتين يعمل كـ"والد الأمة" وتلك الحقائق الثابتة التي تواجه البلاد يجب تلافيها".

انتقادات حادة إلى سياسة بوتين

واقترح النقاد أنه إذا كانت روسيا تعاني من مشاكل اقتصادية، فذلك بسبب العمليات العسكرية الأجنبية التي لم يكن بوسع البلاد تحملها خلال 18 عامًا من سوء الإدارة بينما كان بوتين في السلطة , وقال معارضوه إن أول مكان يبحث فيه عن مصادر دخل جديدة كان بين أقاربه الأثرياء , وأبدى الكرملين قلقًا بشأن انتقاد إصلاح المعاشات، مع تنظيم مسيرات مختلفة طوال شهر سبتمبر/ أيلول , وزعيم المعارضة الرئيسي ألكسي أ. نافالني، الذي قد نظم احتجاجًا على مستوى البلاد ضد التغييرات في 9 سبتمبر/ أيلول، أوُرسل إلى السجن هذا الأسبوع وسيقضي حكمًا بالسجن لمدة 30 يومًا سيبقيه خلف القضبان طوال مدة فترة الاحتجاج.

ولم يكن من الواضح إذا كانت التغييرات التي حددها بوتين في خطابه، كافية لتهدئة الغضب والقلق على نطاق واسع ,  وعلى الرغم من أن متوسط المعاشات التقاعدية في روسيا منخفض إلى حدٍ كبير، إذ يصل إلى بضع مئات من الدولارات شهريًا، إلا أن العديد من المتقاعدين يبقون على قيد الحياة بمجرد أن يتخطوا سن التقاعد من خلال الاستمرار في العمل في وظائف مثل حراس الأمن , والآن سيتم القضاء على هذا الهامش البسيط فكيف سيعيشون.

قررات ضرورية من أجل إنقاذ الاقتصاد الروسي

وكان أحد التنازلات المهمة التي أعلن عنها بوتين هوتغيير  سن التقاعد للنساء , وظل التغيير بالنسبة للرجال عند 65 بدلًا من الستين , وبالإضافة إلى ذلك، أوجز بوتين مجموعة من الفوائد للمتقاعدين في محاولة لتخفيف الضربة، بما في ذلك الإعانات المالية لهؤلاء الذين لا يستطيعون العثور على عمل بعد سن الخمسين، ومزايا ضريبية، وانخفاض سن التقاعد بالنسبة للنساء اللواتي لديهن ثلاثة أطفال على الأقل، ومعاشات تقاعدية أعلى , ولاحظ دميتري أوريشكين عالم السياسة وناقد الكرملين، أن إدارة بوتين كانت تحاول دعم شبه جزيرة القرم والجمهوريات الانفصالية في أوكرانيا، بالإضافة إلى شن حرب في سورية , وقال في مقابلة "فشل بوتين أيضًا في إيجاد بديل، فالاقتصاد راكد، وفي ظل الظروف الحالية كان هذا القرار حتميًا".

انخفاض كبير لشعبية بوتين في روسيا

وكان  بوتين يحاول أن ينأى بنفسه عن خطة المعاشات التقاعدية منذ أن أعلنت الحكومة عنها في يونيو/ حزيران، ويبدو أن المواطنين لم يلاحظوا ذلك , وقد أضرت الخطة بشعبيته على أي حال، وانخفضت شعبيته إلى منتصف الستينات من حوالي 80 % - وهو أدنى مستوى له منذ أن ضم السيد بوتين شبه جزيرة القرم في عام 2014 , وحاول بوتين تقديم تغييرات المعاشات التقاعدية كخطوة ضرورية للحفاظ على الإقتصاد الروسي، وقال "من الواضح أن الحكومة ستضطر إلى القيام بذلك، عاجلًا أم آجلًا".