القدس المحتلة ـ ناصر الأسعد
خيّم التوتر على مدينة القدس المحتلة الثلاثاء، بعد أن سمحت السلطات الإسرائيلية، للمرة الأولى، لليهود المتدينين بإقامة طقوس ذبح قرابين "الفصح" اليهودي في ساحة القصور الأموية المتاخمة لساحة حائط البراق (المبكى) جنوب المسجد الأقصى المبارك.
وأفادت مصادر فلسطينية بأن شرطة الاحتلال رفعت، في البلدة القديمة في القدس، حال التأهب واستنفرت قواتها، وفرضت إجراءات أمنية مشددة خلال أيام "الفصح العبري" نهاية الشهر الجاري، والذي يتزامن مع فعاليات "يوم الأرض".
وقال مسؤولون في الأوقاف الإسلامية إن مجموعات دينية اقتحمت باحات الأقصى أثناء الليل، وعلّقت منشورات على الجدران تطالب المسلمين بإخلائه بعد السادسة من صباح الجمعة لإتاحة المجال أمام اليهود للصلاة فيه.
واستبقت محكمة الصلح الإسرائيلية الفصح اليهودي العام الحالي، بإصدار حكم يجيز لليهود الصلاة في باحات الأقصى، مدعية بأن "حقهم في ذلك لا يقل عن حق العرب". جاء هذا الحكم بعد يوم من تدرُّب جماعات دينية يهودية، تُطلق على نفسها اسم "منظمات الهيكل" على ذبح قرابين الفصح، عند الأسوار الجنوبية للمسجد الأقصى، في القصور الأموية.
وحذّرت الحكومة الفلسطينية في بيان في ختام اجتماعها، من خطورة الإجراءات الإسرائيلية الجارية في باحات الأقصى ومحيطه، خصوصا إجازة إقامة المستوطنين طقوسهم التلمودية على بوابات المسجد. واعتبرت قرار المحكمة الإسرائيلية "سابقة خطرة تنذر بأسوأ العواقب"، وحمّلت سلطات الاحتلال كامل المسؤولية عن التداعيات المتوقعة. وقال الناطق باسم الحكومة يوسف المحمود: "إجازة إقامة طقوس تلمودية لليهود على بوابات المسجد الأقصى المبارك من المحكمة الإسرائيلية، يعتبر فعلا سابقة خطيرة واعتداء لا سابق له، ومن شأنه أن يدفع إلى أعلى درجات التوتر وتعقيد المشهد بشكل استثنائي".
وحمّل "حكومة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية كاملة عن اعتداءاتها على أقدس مقدسات العرب والمسلمين"، مضيفا أن "إسرائيل، من خلال مسها بالمقدسات الإسلامية والمسيحية، فإنها تفتح الباب أمام حرب دينية فظيعة وغريبة عن بلادنا وعن تكوين أهلنا وتفكيرهم، ولا نرغب فيها بل نبذل كل جهد من أجل منعها". وقال: "ما أُعلن عنه من جواز إقامة الطقوس على بوابات المسجد الأقصى، على شكل قرار صادر عن محكمة، يعتبر ضمن الاعتداءات الاحتلالية الخطيرة، لأن ما تسمى (المحاكم الإسرائيلية) تقع ضمن مؤسسات الاحتلال، وأقيمت من أجل خدمته والتغطية على اعتداءاته".
وقال مفتي فلسطين الشيخ محمد حسين إن الفلسطينيين يرفضون أي ممارسة إسرائيلية في المسجد الأقصى وباحاته، موضحا: "الأقصى وباحاته التي تبلغ مساحتها 144 دونماً هي للمسلمين، ولا يحق لليهود إقامة أي طقوس دينية فيها". وقال إن إسرائيل تجري محاولات دائمة وحثيثة للسيطرة على باحات المسجد، وإقامة الهيكل المزعوم فيها.
وحذّرت مؤسسات فلسطينية مِن خطورة ذبح قرابين الفصح عند بوابات المسجد الأقصى، معتبرة ذلك "سابقة خطيرة"، خصوصا أنها تأتي في ظل "الهجمة على القدس، والانقلاب الأميركي على القانون الدولي ضد المدينة".