القدس المحتلة _ ناصر الأسعد
حذر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غادي آيزنكوت، من أن يؤدي الانشغال العالمي بتصفية "داعش"، إلى نسيان دور إيران التي يزيد الخطر منها مرات ومرات عن خطر "داعش". وكان آيزنكوت يتحدث في مؤتمر هرتسليا السنوي، فقال: من يعتقد أن التركيز الآن هو على هزم "داعش" يخطئ الهدف. توجد هنا مصلحة بإعادة إيران إلى داخل إيران وتقليص تأثيرها الإقليمي.
وتطرق آيزنكوت إلى إطلاق الصواريخ الإيرانية على سورية، أول من أمس، وقال: إن "الإنجاز العسكري أصغر مما تم وصفه في وسائل الإعلام، لكنه لم يأت للتعبير عن شيء، رغم أن هذا بعيد عن الإصابة الدقيقة". ووصف رئيس الأركان "حزب الله" بأنه التهديد الرئيسي لإسرائيل، وقال: إن جزءًا من الأسلحة المتطورة التي وصلت إلى التنظيم هي من إنتاج روسي، وتم نقلها إلى "حزب الله" من تحت أنف روسيا. وأضاف، بأنه "جرت عمليات لمنع نقل الأسلحة المتطورة إلى الحزب، وهكذا سنفعل في المستقبل أيضا". وأضاف آيزنكوت، بأن "حزب الله" فقد، حتى الآن، في الحرب الأهلية السورية 1800 محارب وأصيب نحو 8 آلاف من جنوده، الأمر الذي سبب أزمة معنويات في التنظيم.
وذكر آيزنكوت بأن مصطفى بدر الدين، المسؤول في "حزب الله" قُتل من قبل قادته، وأضاف، بأن الاغتيال وقع "بعد دقائق عدة من انتهاء لقاء بينه وبين قاسم سليماني، وقد قتل من قبل قادته في المكان الذي كان يفترض أن يكون بالغ الحماية لرجال الحزب في دمشق".
من جهة ثانية، صرح قائد سلاح الجو الإسرائيلي، أمير إيشيل، في المؤتمر نفسه، بأن صفقات الأسلحة الأميركية الأخيرة في الشرق الأوسط التي اتفق على بيعها للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية، أمر لا يمكن تجاهله، خصوصا أنه في حالة حدوث تحول استراتيجي يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط، فإن هذه الأسلحة المتطورة قد توجه باتجاه إسرائيل. لذلك؛ فهذه الأسلحة قد تمس بالتفوق النوعي لسلاح الجو الإسرائيلي.
وقال إيشيل، إن مواجهة التسلح في المنطقة يجب أن يتم بواسطة التحالف الاستراتيجي مع الولايات المتحدة، التي اعتبرها ذخرا، ومن خلال نشاط الصناعات الأمنية الإسرائيلية باعتبارها المفتاح للحفاظ على التفوق النوعي. كما تطرق إيشيل إلى الواقع الاستراتيجي الحالي في المنطقة، وقال: إنه في السنوات الأخيرة، فإن نشاط سلاح الجو بات أكثر تعقيدا. ولمح في هذا السياق، إلى العمليات التي تنفذها إسرائيل في سوريا، وتساءل: كيف نعمل في مثل هذه الأجواء الكثيفة من دون الاحتكاك الذي لا داعي له، ودون التسبب بأضرار ليس لها داع؟ هذه أهمية استراتيجية قد تؤدي إلى وقف حرية العمل لإسرائيل.
ومع ذلك، فقد هدد إيشيل "حزب الله" وإيران قائلا: إنهما يعرفان ما ينتظرهما إذا شنّا الحرب. ونحن نعرف أنهما يعرفان تحليل ما الذي يحصل لهما في سورية، وليس فقط فيها، فإن هناك جهات كثيرة لها مصلحة في لجم إمكانية اندلاع حرب بين إسرائيل وبين "حزب الله" أو غيره. فهما منشغلان وهذا معطى ولاجم. ولكن إذا لم يلجمهما، فإن ضربة قاصمة تنتظرهما على حين غرة في الضربة الأولى في أي حرب مقبلة.
--