الرئيس الأميركي دونالد ترامب

كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أنه من المحتمل تأجيل القمة المرتقبة مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، وجاء تصريح ترامب خلال استقباله زعيم كوريا الجنوبية، مون جاي إن، في البيت الأبيض لمناقشة القمة المقرر عقدها الشهر المقبل. وقالت وسائل الإعلام الكورية الجنوبية في تقرير لها إن مون "قد يخبر الرئيس ترامب بما يمكن توقعه من كيم وما لا يمكن توقعه". وكانت كوريا الشمالية قد أعلنت الأسبوع الماضي بأنها قد تلغي القمة إذا أصرت الولايات المتحدة على تخلي البلاد عن الأسلحة النووية من جانب واحد.

وأعرب ترامب أثناء لقاءه مون في المكتب البيضاوي، عن حماسه المستمر للقاء الدبلوماسي، قائلًا إنه يعتقد أنه يمكن أن يُدخل فترة من الازدهار لكوريا الشمالية، لكنه أقر بأن التصريحات الأخيرة لبيونغ يانغ ألقت بظلال من عدم اليقين بشأن توقيت الاجتماع المقرر في سنغافورة، وتسبب في حيرة حول ما قد يحدث لاحقًا.

وقال ترامب "نمضي قدما، سنرى ما سيحدث، وهناك بعض الشروط التي نرغب في تحقيقها، أعتقد أننا سنحصل على هذه الشروط، وإذا لم نفعل ذلك، فلن يكون هناك اجتماع."، مضيفًا " إذا لم يحدث ذلك الآن، فربما يحدث لاحقًا في وقت مختلف، سنرى ذلك، كما أننا نتحدث."

تغييرات بعد لقاء كيم الرئيس الصيني:

وقال الرئيس إنه اكتشف تحولاً في نبرة السيد كيم بعد أن التقى للمرة الثانية مع الرئيس الصيني، شى جين بينغ، قبل عدة أسابيع، وأشار إلى أن السيد شي قد يؤثر على نهج كوريا الشمالية تجاه الولايات المتحدة، مؤكدًا أنه ليس سعيد بذلك. وجاءت تعليقات ترامب في تبادل مطول مع المراسلين، حيث دعا الرئيس السيد مون لعرض آرائه الخاصة، واعترف بالشكوك في الولايات المتحدة بشأن احتمالات نجاح المفاوضات، لكنه قال إن مشاركة ترامب تضع هذه العملية بمعزل عن تلك السابقة. وقال السيد مون "لدي ثقة تامة بأن الرئيس ترامب سيكون قادرًا على تحقيق إنجاز تاريخي، كما أنني لن أدخر جهداً لتقديم الدعم اللازم."

الرئيس الكوري وسيطًا منذ كانون الثاني/يناير:

وعمل السيد مون كوسيط بين ترامب وكيم، ومن المرجح أن يسعى الرئيس الأميركي إلى الحصول على تطمينات من السيد مون بأن المبادرة الدبلوماسية التي أطلقتها كوريا الشمالية في يناير/ كانون الثاني، لن تنتهي بالفشل. وكان السيد مون أجرى لقاءه الخاص مع السيد كيم في الشهر الماضي، مما عزز الآمال في الاجتماع بين زعيم الشمال والسيد ترامب، لكن في الأسبوع الماضي، قال الكوريون الشماليون إنهم يبدون أفكارًا ثانية، معترضين على مطلب إدارة ترامب بالتخلي عن أسلحتهم النووية قبل تلقي أي فوائد.

وتولى السيد مون دور القيادة في تنسيق الدبلوماسية التي أدت إلى الإعلان عن قمة ترامب وكيم، ونقل المسؤولون الكوريون الجنوبيون دعوة السيد كيم إلى السيد ترامب للاجتماع، وهو ما قبله الرئيس على الفور، وفاجأ به مستشاريه. وتحدث السيد ترامب مع السيد مون عبر الهاتف يوم السبت، مما يشير إلى عمق عدم اليقين الذي يشعر به إزاء تغيير نغمة بيونغ يانغ.

كوريا الشمالية تعترض على تصريحات بولتون:

واعترضت كوريا الشمالية بشكل خاص على جون بولتون، مستشار الأمن القومي الجديد، الذي قال إنه ينظر إلى ليبيا كنموذج للتفاوض مع كوريا الشمالية، وتنبأ ترامب فيما بعد بتصريحات السيد بولتون، معترفاً بأن نزع السلاح الطوعي الليبي في عام 2003 لم يفعل شيئاً لحماية قائده، العقيد معمر القذافي، من أن يقتل على يد شعبه في الاضطرابات العربية بعد أقل من عقد من الزمان.

وفي حديثه الأسبوع الماضي، قدم الرئيس تأكيدات إلى كيم أنه إذا وافق على التخلي عن ترسانته النووية، فإنه سيبقى في السلطة وسيزدهر شعبه، لكن النغمة في الإعلام الكوري الشمالي ظلت مشبوهة ومتذمرة، ومن المرجح أن يسعى السيد مون إلى الحصول على ضمانات خاصة به، أقلها أن الولايات المتحدة ستحتفظ بمستويات القوات الأميركية في كوريا الجنوبية، بغض النظر عن مفاوضاتها مع السيد كيم، وقد أعرب ترامب منذ فترة طويلة عن رغبته في سحب القوات، وطلب مجلس الأمن القومي من البنتاغون إعداد خيارات لتغيير مستويات القوات العسكرية.

أمل عقد القمة ما يزال قائمًا:

وقال تشونغ إيوي يونغ مستشار الأمن القومي للسيد مون "نعتقد أن هناك فرصة بنسبة 99.9% لعقد القمة بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة، ولكننا فقط نستعد للعديد من الاحتمالات المختلفة."، موضحًا أن مون وترامب يجريان مناقشات حول كيفية نجاح القمة بين البلدين. ويؤكد خبراء في كوريا الجنوبية أنه ما يزال هناك أمل كبير لاجتماع كيم وترامب، وأن البيت الأبيض يجب أن لا يقلق من ذلك.

وقال جون ديلوري، الأستاذ المساعد للدراسات الصينية في جامعة يونسي في كوريا الجنوبية " ربما يكون هناك شعور بأن فريق ترامب يبالغ في ردة فعله تجاه تصريحات كوريا الشمالية في الأسبوع الماضي، كما يفتقد رؤية الصورة الكبيرة"، مضيفا " ما تزال هناك فجوات فيما يتعلق بالتفاوض على السلام ونزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية، وهذا هو سبب ضرورة إجراء المفاوضات."