رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو

أكدت استطلاعات للرأي الاسرائيلي أجريت أمس الجمعة لمناسبة الذكرى الخمسين لاحتلال فلسطين، أن الشارع الإسرائيلي يتمسك بغالبيته بمواقف سياسية متشددة، إذ قال من 63 الى 75 في المئة من الإسرائيليين إنهم لا يرون أملاً بالتوصل إلى سلام حقيقي مع الفلسطينيين، فيما أعلن 67 في المئة أنهم يفضلون انعدام التوافق على تسوية سلمية تتضمن حتى سيطرة جزئية على القدس الشرقية المحتلة. وشهد الأسبوع الجاري تنظيم ثلاثة استطلاعات للرأي أجريت لحساب ثلاث وسائل إعلام عبرية تفاوتت نتائجها وبدا كأن النتائج تتلاءم والموقف السياسي لوسيلة الإعلام.

وجاءت نتائج استطلاع صحيفة "إسرائيل اليوم" المتماهية تماماً مع رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو على مقاس مواقف الأخير وحزبه "ليكود"، أرفقتها الصحيفة بمقال تحليلي وشامِل بنتائج استطلاع القناة الثانية للتلفزيون الذي أفاد بأن 47 في المئة من الإسرائيليين يؤيدون حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية في حدود عام 1967 مع ضم الكتل الاستيطانية الكبرى إلى إسرائيل. وحرص استطلاع "إسرائيل اليوم"، بخلاف الاستطلاعين الأخيرين، على التمحور في موقف الإسرائيليين من القدس باعتبارها العنوان الرئيس لأي تسوية سياسية للصراع، لتستنتج بعد النتائج أن حل الصراع ليس ممكناً أبداً حيال مواقف الإسرائيليين من القدس.

ووفق الاستطلاع، فإن 84 في المئة من الإسرائيليين، يهوداً وعرباً، يعارضون أي تسوية في مقابل سيادة فلسطينية كاملة على القدس الشرقية. وقال 87 في المئة من هؤلاء إنهم لن يغيروا موقفهم هذا حتى بثمن عدم التوصل أبداً إلى اتفاق لحل الصراع، ما يعني أن 73 في المئة يفضلون بقاء القدس الموحدة كاملة مع إسرائيل على التوصل إلى تسوية سلمية. وعارض 67 في المئة تسوية الصراع حتى مقابل سيادة فلسطينية جزئية على القدس الشرقية.

وأشارت الصحيفة إلى أن الأرقام لدى اليهود أعلى، مع افتراض أن العرب المستطلَعين يؤيدون تسويات كهذه. كما أشارت إلى أن ثلثي الموافقين على تسوية في مقابل سيادة فلسطينية على القدس الشرقية يعارضون أن تكون سيادة فلسطينية على جبل الهيكل و حائط المبكى (المسجد الأقصى وحائط البراق)، ما يعني عملياً أن 5 في المئة فقط يوافقون على سيطرة فلسطينية كاملة على القدس الشرقية.

وطبقاً لاستطلاع صحيفة "يديعوت أحرونوت" التي تعتبر مناوئة لنتانياهو وتحاول التأرجح بين الوسط واليمين، فإن 63 في المئة لا يرون أملاً بسلام حقيقي مع الفلسطينيين، في مقابل 33 في المئة يتفاءلون بإمكان ذلك. ويرى 47 في المئة أن المذنب الرئيس في عدم التوصل إلى تسوية هو الفلسطينيون في مقابل 9 في المئة يحمّلون إسرائيل المسؤولية، و41 في المئة يرون أن الطرفين مذنبان بالمقدار ذاته.

وقال 25 في المئة إن الحل المفضل لديهم هو اتفاق سلام يتضمن إقامة دولة فلسطينية في الأراضي التي تتبقى بعد ضم التجمعات الاستيطانية الكبرى في محيط القدس وغور الأردن إلى إسرائيل. وأيد 19 في المئة ضم الضفة الغربية إلى إسرائيل ومنح الفلسطينيين بطاقة إقامة من دون حق انتخاب. وأيد 15 في المئة فقط إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل في حدود عام 1967.

وأعلن 55 في المئة معارضتهم تسوية تقوم على إخلاء جميع المستوطنات في الأراضي المحتلة، فيما أيد ذلك 28 في المئة. وأيد 51 في المئة تسوية تقوم على ضم الكتل الاستيطانية الكبرى إلى إسرائيل وتفكيك المستوطنات الصغرى المنتشرة في قلب الضفة، وعارض ذلك 35 في المئة. وقال 46 في المئة إنهم يعارضون تقديم أي تنازل في القدس في مقابل تحقيق تسوية سلمية، فيما قال 32 في المئة إنهم يؤيدون سيادة فلسطينية فقط على الأحياء العربية في القدس الشرقية. وأيد 15 في المئة فقط أن تكون القدس الشرقية كاملة مع المسجد الأقصى تحت السيادة الفلسطينية وعاصمة لها.

واتفق 67 في المئة مع القائلين إنه في حال إقامة دولة فلسطينية فإن "حماس" ستسيطر عليها وستكون دولة إرهاب تطلق منها صواريخ على إسرائيل. وقال 38 في المئة إنهم يتفقون مع الادعاء بأن مواصلة السيطرة على الأراضي الفلسطينية ستؤدي إلى دولة ثنائية القومية بينما عارض هذا الرأي 41 في المئة. ورداً على سؤال عن التهديد الأكبر المتربص بإسرائيل، قال 27 في المئة إنه الشرخ الداخلي في المجتمع الإسرائيلي، ورأى 14 في المئة أنه الإرهاب الفلسطيني، و9 في المئة "اليسار الإسرائيلي"، و8 في المئة البرنامج النووي الايراني. واعتبر 46 في المئة "إعلان الاستقلال" عام 1948 أهم حدث في تاريخ الدولة العبرية، فيما رأى 12 في المئة في اغتيال رئيس الحكومة السابق اسحق رابين الحدث الأبرز، و10 في المئة رأوا في حرب 1967 الحدث الأهم.